جميعنا يعلم جيدا ما هو مفهوم الإعلام وأنه رسالة مهنية تنقل وتعبر عن صدق الخبر أو الحدث وذلك ليطلع الناس على ما يجري من حولهم.

ونعلم أيضاً أن إعلامنا المحلي اصبح يتجه جزئياً إلى الإثارة والنقل غير الصحيح للحدث والذي يصل لحد تشويه الخبر أو الدخول في التأويل والتفسير الذي يخرج الموضوع عن السياق المنطقي لتحليل الحدث، وفي المقابل هناك كوكبة من رجال الاعلام الموقرين الذين يحترمون المهنة ويؤدون نشاطهم الاعلامي بصورة صحيحة ومحترفة.

كيف تصبح إعلامياً ؟.. أحمد عبد العزيز نموذجاً

ما لا نعرفه أو ما لا نود معرفته والاعتراف به أن من يريد النجاح والشهرة لن يلتزم بمبادئ الاعلام لانه لو فعل ذلك فلن يعرفه أحد ولن يحصل على أى نسبة مشاهدة إلا من رحم ربي أمثال أحمد الشقيرى والذى حقق النجاح بعد مجهود كبير.

اليوم أصبح أشباه الإعلاميين حولنا فى كل قناة فضائية ، فمهما كانت محاولاتك للهروب منهم لن تستطع النجاح لأنهم يتميزون بقدر كبير من السحر لجعلك تتابعهم دون تفكير.

آخر هذه النماذج كان الإعلامى أحمد عبد العزيز مقدم برنامج الوسط الفنى الذى تم إيقاف برنامجه ثم طل علينا مجدداُ بكل ثقة أنه سعيد جدا بتناقل وسائل الاعلام خبر ايقاف  برنامجه وأن حلقته التى كانت سبب ايقافه الأكثر مشاهده على يوتيوب والأكثر مشاركة والجميع يتحدث عنه.

بكل بساطة لن نتحدث عن كيفية شهرة هذا البرنامج فنحن أو أنا على الأقل نعلم جيدا  لماذا ذاع صيته لكن إذا أردت أن تصبح معروفا فمنذ فقم بتخصيص برنامج للحديث عن حياة الفنانين الخاصة ونشر صورهم ، أو قم بإحضار أشياء غير لائقة فى احدى حلقاتك أو قم بدعوة العازف عبد السلام لفقرة فى برنامجك ودع جميع العاملين بالبرنامج يرقصون وكأنه فرح شعبي وأخيرا قم باختيار شخصية معروفة وقم بسبها كل مدة وأنا أتعهد لك أنك لن يتم التعرض لك سوى بإيقاف برنامجك لمدة أسبوعين.

وسائل التواصل الاجتماعى.. اليوتيوب  والفيس نموذجاً

فى هذه الايام أصبحت الموضة أن يقوم اى شخص يشعر انه يمتلك موهبة او انه ممثل كوميدى أن يقوم بتسجيل فيديو قصير وعرضه على قناته على اليوتيوب او حسابه على الشخصى على الفيس بوك وينتشر ذلك الفيديو كالنار فى الهشيم ويصبح مؤديه نجم عالمى لا يستطع أى شخص محادثته أو التعلم معه.

لقد أصبحت هاتان الوسيلتان الملاذ الحقيقى لكل من يريد الشهرة، فالغالبية العظمى من الشباب من نجوم وسائل التواصل بل هناك من يتم استضافتهم فى القنوات الفضائية وعندما تنظر إلى ما يقدموه فلن تجد سوى تعليم الماكياج ، الفقرات الكوميدية ، السناب شات  ، الغناء الشعبي ،وحتى الحرف اليدوية والكهربائية  أصبح لها معلما لمن يرغب .

الحقيقة أننا من من نصنع من هؤلاء نجوما ونجعلهم فى قالب واحد مع أصحاب الموهبة الحقيقة ، بل نبخس من حقهم أحيانا فهؤلاء الحمقى المشاهير لم يصلوا لما هم عليه لولا وجود الشريحة المتقبلة لهذا النمط من الشهرة الزائفة،فأرجوكم لا تجعلوا من الحمقى مشاهير كفوا عن دعمهم ولو بالتجاهل.