مؤشرات السعادة لدى الشعوب
ما مدى مصداقية مقياس السعادة لدى الشعوب ؟
نشر في 10 غشت 2016 .
بعد مرور أربع سنوات على نشر اول تقرير لسعادة الشعوب في أبريل 2012 دعما للاجتماع عالي المستوى قامت به الأمم المتحدة لقياس مستوى السعادة والرفاه، فقد قطعت الشعوب شوطا طويلا في سبيل تحقيق ذلك ونجحت فيه الكثير من الدول في حين أن بعض الدول الكبرى لم ترقى حتى للمعدل المتوسط في التصنيف العالمي.
لقد وضع الفيلسوف أرسطو مفهوما لمعنى السعادة أطلق عليه إسم "يومونيا" باللغة اليونانية، حيث يقول إن السعادة ليست شيئا نقدمه للآخرين، والسعادة ليست فقط تلبية الاحتياجات أو الرغبات أو السعي للحصول على الوسائل المادية الفردية وإنما السعادة هي نوع من المسعى للحياة العامة، وأن يكون الانسان سعيداً يعني أن يسعى إلى نوع ما من الحياة للأفراد وكذلك للمجتمعات.
ومن جهة أخرى قامت منظمة " الإقتصاديات الجديدة " بإنجاز تصميم ما يدعى بمؤشر الكوكب السعيد وضعت من خلاله مفهوم آخر لقياس مستوى الرفاهية يعتمد على مدى استنزاف الدول للموارد الطبيعية، بمفهوم إقتصادي يدعى الكفاءة أو الفاعلية "الجدوى الإقتصادية". وهو يدرس حجم العائدات تبعا للمصاريف أي كم تستنزف الدول للموارد تبعا لما يعود عليها من فوائد مادية ومعنوية.
ووفقا لهذا المفهوم فإن دولة كوستريكا تعتبر من أكثر الدول سعادة على كوكب الأرض قبل الدنمارك وسويسرا لأنها تستهلك فقط ربع ما تستهلكه باقي الدول في العالم الغربي وأيضا إعتمادا على بعض العوامل الأخرى التي قررت الحكومة إتخادها كالإستثمار في البرامج الإجتماعية والصحة والتعليم حيث تحوز أعلى مستوى تعليم في أمريكا اللاتينية.
أما بالنسبة للأمم المتحدة فإنها تعتمد على مؤشر السعادة العالمي الذي نشأ عن دراسة أجراها معهد "ليغاتوم" قبل سنوات وهو مؤشر يقيس مدى السعادة في الدول والمجتمعات بناءا على دراسات واحصائيات يعدها برنامج التنمية المستدامة بالأمم المتحدة، بتحليل ظروف الحياة اليومية في 157 دولة، واستند الترتيب إلى 38 مؤشرا مختلفا، من بينها نظام الحكم السياسي ومستوى الفساد في المجتمع والتعليم والصحة والأجور، وقدرة الأفراد على تقرير مستقبلهم.
حيث احتلت الدنمارك المرتبة الأولى عالميا في آخر تقرير بتاريخ 16 مارس 2016 في روما في إطار إحياء الأمم المتحدة لليوم العالمي للسعادة الموافق لـ 20 مارس من كل سنة،
وجاءت سويسرا في المرتبة الثانية متبوعة بكل من إيسلاندا ثالثا والنرويج رابعا ،اما المرتبة الاولى عربيا فكانت من نصيب دولة الإمارات العربية المتحدة والتي قامت بإستحداث مؤخرا وزارة جديدة للسعادة ،
وبطبيعة الحال هناك عدة مقاييس ونظريات للسعادة ورفاهية الإنسان تختلف مع إختلاف الإنتماء الديني والجغرافي وحتى المستوى الثقافي والحالة النفسية.
لكن يبقى السؤال ما مدى مصداقية هذا الترتيب العالمي ؟
من الطبيعي أن نقبل بترتيب الدول العشرالأوائل على عرش الشعوب الأكثر سعادة فلا أحد يشك في مدى توفرها على شروط الرفاهية والعيش السعيد والحياة الراقية والطبيعة الخلابة التي توفرها تلك الحكومات لشعوبها لكن من الغريب وجود بعض الدول التي تتصدر قائمة الترتيب على الرغم من أن مؤشرات معدل الإنتحار وحالات الطلاق وإنتهاكات حقوق الإنسان وحرية التعبير في هذه الدول ضمن المعدلات فوق المتوسطة، وهو ما يجعل من هذا المقياس محل خلاف ومثارا للجدل.
المصدر : WORLD HAPPINESS REPORT 2016
-
مرابطي عزالدينناشط شبابي ، مهتم الإعلام الهادف ومقدم دورات في الإعلام الجديد ، عضو في هيئات ومنظمات شبابية تطوعية وثقافية