تاريخٌ احمقْ ..لا يكف عن تكرار نفسه ..
وجوهٌ متشابهة.. ترتدي لكل عصر اقنعته الرائجة و تطل على العالم كل مرة بشكلٍ مختلف محتفظةً بذات العته و البلاهة و الجنون لتنشر الخراب و الدمار ..
كلماتٌ رثةٌ مدوية ..تمت عصرنتها في قوالب جديدة تدق كالاجراس في رأسك ، و تنشر الرعب في زواياك، لها وقع عباراتٍ همجية غابرة ..تركت اثاراها الدموية القاتلة على معالم البشر و الحجر..
شعاراتٌ متكلفة .. تحمل جميعاً على اختلافها نبرةً سياسيةً واحدة و مضمونا تاريخيا متكرراً و حيلة انسانيةً قديمة تتمثل في تزيين الحق باغلفةٍ ماكرة ، ناصعة البياض لا تُضمر بين طياتها المظلمة الا اسوداد النوايا الباطلة ..
أفكارٌ متخلفة.. ترتدي ثوباً نظيفاً فضفاضاً من الحداثة و الرقي ، شرسةٌ عدائيةٌ فظة ، تقتطف اغصان السلام الفتية بأيدٍ متمرسة متسخة يلطخها العنف و تفوح منها رائحة التجبر و الغرور ..
منطقٌ مراوغ.. يحجب اشعة الشمس بظله الضخم، محاولاً فرض هيمنته على مساحات الضوء الضئيلة المتبقية ، و ضجيجٌ فارغ يستبيح بوقاحةٍ فجة فضاءات التناغم و الهدوء ..
شخصياتٌ هزليةٌ ساخرة.. يزخر بها تاريخنا البشري الحافل ، و قصصٌ متكررة تفترش ارصفة حضاراتنا البائدة و المعاصرة و تزدحم بالملايين منها دهاليز الحياة..
احداثٌ متشابهةٌ ركيكةٌ فاقعة.. بعض جوانبها مفبرك و الكثير من حيثياتها خيالي و غائب، معطياتها واهيةٌ هشة تفتقر الى العقلانية و لا تدعمها البراهين الصريحة الواضحة اما نتائجها فمعروفةٌ دائماً و تحيط بمصداقيتها المشبوهة مئات التساؤلات..
تاريخٌ لا يغفل ابداً عن ذكر خلاصة معاركه الطاحنة و لايمل من احتفاءه المبتذل ببسالة منتصريه.. طاوياً في اروقة نسيانه الى الابد تفاصيل القصة غير المعلنة و خفايا الصراع ..
تاريخٌ لن يهبك الفرصة التي انتظرتها طويلاً لتمسك بخيوط لعبته السرية الخطرة، و يمنحك عوضاً عن ذلك فسحتك المزعومة في الامل.. بدعوى تجنيبك السقوط المر في فخ الملل و الروتين ، رافضاً ان يُجردك من حقك الطبيعي في العيش بتلقائية و بلا مقدمات ، حتى لا يسلبك متعة المشاهدة و الاندهاش !