تماشياً مع رؤية المملكة (2030) التي تدعو للتحول إلى اقتصاد مزدهر، من خلال الانفتاح على التجارة والأعمال الذي سيمكننا من النمو والمنافسة مع الاقتصادات المتقدّمة، نجد أن «الرؤية» تعمد إلى دفع سوق العمل نحو الحاجة إلى أيدٍ عاملة وطنية في التخصصات المهنية هذا يعني بالضرورة إعادة النظر في مخرجات التعليم و السعي لتطوير التعليم العام في المرحلة الثانوية، وإضافة (المسار المهني) حتى يصل المتعلم إلى تخصص دقيق يتميز فيه ليخدم سوق العمل، أسوةً بالكثير من الدول ، والتي عمدت إلى تشعيب مسارات التعليم العام حتى وصل البعض منها إلى 14 مساراً، لإتاحة فرص متعددة أمام الطلبة للدخول إلى الجامعة واستكمال الدراسة الأكاديمية أو الالتحاق بسوق العمل مباشرة.

مما لا شك فيه أن المسار المهني خطوة مهمة نحو المستقبل الصناعي والتكنولوجي، كما أنه سيعالج مشكلة عدم توفر المقاعد الجامعية حيث أصبحت نسبة القبول الجامعي حالياً 50% من إجمالي خريجي الثانوية العامة، مما أدى إلى زيادة في نسبة البطالة بحكم أن خريجي الثانوية العامة غير مؤهلين مهنيّن، والمسار المهني هو فرصة جيدة لتوفير خيارات تعليمية تكسب المتعلمين المهارات المهنية اللازمة، وترتقي بهم إلى مستويات تعليمية متقدمة، من خلال تدريبهم على تقنيات وأساليب وطرائق مهنية وتقنية جديدة تعزز خبراتهم الحياتية وتناسب ميولهم واحتياجاتهم، إذن لماذا نحتكر التعليم الثانوي بالمساريين الأدبي والعلمي؟! 

التعليم والتدريب المهني، بات يلعب دوراً محورياً في تسيير دفة الحياة الاقتصادية والاجتماعية، إذ يعتبر أحد الروافد الأساسية في إعداد الكوادر الوطنية، ويؤثر بشكل مباشر في محاربة البطالة ودخل الفرد ومستوى المعيشة، ليس هذا فحسب، بل إنه يشكل المحك الأهم الذي تتمحور حوله وتعتمد عليه خطط التنمية بمفرداتها الفنية والمهنية، ويعد المسؤول عن التكيف السريع مع طبيعة التحولات المتسارعة المصاحبة لثورة التقنية وثورة المعلومات جنباً إلى جنب مع مؤسسات التعليم العالي، كما أنه سيحارب ظاهرة التسرب الطلابي التي نواجهها بسبب اختلاف رغبات المتعلمين وقدراتهم، كما شهدنا مؤخراً أضافة دولة الإمارات العربية المتحدة المسار المهني ضمن مسارات التعليم في المدرسة، حيث بدأ تدريسه لأول مرة خلال نوفمبر2017، واستهدف في مرحلته التجريبية الأولى ما بين 400 إلى 500 طالب وطالبة من المواطنين في عدد محدد من المدارس المنتخبة في جميع إمارات الدولة، بما في ذلك العاصمة أبوظبي.

خلاصة الحيث، نأمل من وزاة التعليم والجهات المسؤلة إعادة النظر في تشعيب مسارات التعليم في المرحلة الثانوية وإضافة المسار المهني بغية الوصول إلى مصاف البلدان المتقدمة، أو البلدان الصناعية الجديدة.