أبو جهل و الديمقراطية
في الجاهلية كان أبو جهل يتخذ من الأصنام وثنا له و عزوة لكي يشرك في عبادته و كي يتمنى الحظ الطيب لسير أعماله التجارية و السيادية في قريش
نشر في 11 ماي 2014 .
نريد ديمقراطية .. حرية .. كرامة.. و عيش كريم .. نريدكم أن ترحلوا عنا يا حكامنا المترهلين.. يا فاسدين .. يا دكتاتورين .. نريد ثورة ااااااااااه ثورة قولوا عنها ثورة_ياسمين أو ثورة_سلمية أو حتى دموية لا يهم .المهم عندنا فكرة عندنا معتقد سنستبيح من اجل الدفاع عنه كل شيء حتى دماء أبناء الوطن لا يهم .. فالقليل يضحي من أجل الكثير .. المهم إننا قائمون عليها .. لحظة بل قمنا بثورة " عملنا ثورة " بلهجة مصرية أو حتى تونسية التي لا تختلف عن أختها الليبية كثيرا " بن علي هرب "و " القذافي...قضيب من حديد أزاحه عن عرشه « فانتظري انتظرينا يا ديمقراطية نحن العرب قادمون «.
كان هذا حال العرب بداية ربيع الدم و الخريف..
أمضى " ربيع الموت" القادم للعرب أعواما أربع تقريبا.. قتل فيها و حرق و نهب و سلب ما تعداده الكثير لو قورن بفتوحات الدولة الإسلامية على يد صحابة رسول_الله لكان كل هذا قطرة من نهر دجلة ..
في الجاهلية كان أبو جهل يتخذ من الأصنام وثنا له و عزوة لكي يشرك في عبادته و كي يتمنى الحظ الطيب لسير أعماله التجارية و السيادية في قريش ... ، أما بعد 1435 عام من الإسلام و أكثر من 1400 عام على رحيل أبي جهل و زمرته.. عاد لأمة محمد صل الله عليه وسلم محبو الأوثان في صورة متطورة تواكب عصر اللوحات الالكترونية و الهواتف ذات التصفح أللمسي..
محبو الثورة في بلاد العرب الجدد اتخذوا " الديمقراطية " وثنا و معشوقة من اجل استئناف الحياة.. هاته الحياة ترى من جانب الفرق المتأسلمة التي تنسب نفسها للإسلام على أنها حياة إسلامية كما جاء على لسان كبيرهم و خطيبهم المحرض و الذي هو بالمناسبة محب للديمقراطية و المنبهر بــ "النموذج الإسرائيلي الصهيوني " في منطقة الشرق الأوسط ، و كان قد خاطبهم ذات مرة قائلا : يا ليت بلاد المسلمين كانت بلدان ديمقراطية مثل: إسرا... الكيان الصهيوني ( يصعب عليا ذكر الكلمة كاملة و أنا انسبها لدولة بينما هي فالأصل لنبي من أنبياء الله.بينما يراها الليبراليون و الحداثيون و العلمانيون محبو الثورة من طرف ثاني ،أنها أول درس في سنة أولى حداثة و حضارة ( حضارة الانحلال و الرذيلة طبعا) و كأن تاريخ أجدادهم كان كما لو أنه جاهلية في جاهلية .. هم : العلمانيون المنبهرين أيضا بديمقراطية غربية مقيتة بغيضة أعينهم مغمضة و أسماعهم مغلقة عن كل شيء يعنيه تمسكنا بكوننا مسلمين شرقيين .حبهم للديمقراطية في وطننا سواء كانوا( متأسلمين او علمانيين ) يحجب عنهم كل شيء ، يحجب عنهم أن حبيبتهم الديمقراطية تنظر للناس في هذا العالم نظرة ازدواجية ، يحق للبعض منهم تقرير مصيره باسم الحرية و الديمقراطية ، فيما لا يحق لشعوب أخرى أن تقرر مصيرها و لا أن تسعى للحرية .و ما "القرم " كمثال عنا ببعيدة رغما كل ما يقال في وسائل الإعلام الداعمة للديمقراطية طبعا إن ما نعيشه في هذا العالم و في زمننا الراهن هو النفاق و العهر بعينه .. حين تتبجح دولة كأمريكا و فرنسا .. و تعلنان نفسيهما داعمتان للحرية و الديمقراطية .. بينما مازالت الأنياب و المخالب اللاتي تملكانها ملطختين بدماء الأبرياء منذ عصر الامتداد الامبريالي إلى عصر الايفون و الايكسبريا و عصر الربيع الدموي .
إن الخطأ الذي نرتكبه كمسلمين سواء كنا عربا أو ما بقية من القوميات في هذا الوطن الكبير ليس هو تبعيتنا العمياء للغرب ،و محاولتنا استنساخ كل شيء يمتلكونه سواء كان جميلا أو قبيح ، بدعوى أنهم هم القوة المتقدمة في هذا العالم فحسب . و إنما تجميد عقولنا و تقزيم حجمنا و فكرنا و إلصاق كل أنواع الدونية و الاحتقار بدواتنا و تاريخنا و تكسير كل قدوة صالح لنا على مر التاريخ حتى بات البعض منا يقدس الغرب و يتخذه وثنا مثل ما اتخذ أبو جهل صنم في الجاهلية الأولى .
فالعبرة هي في مورثنا الذي ورثناه عن أجدادنا هي في الحفاظ على هويتنا الإسلامية تلك الهوية التي ينصهر فيها من هو عربي و أعجمي أحمر مع ابيض و أسود ، تلك الهوية التي تمنعك أن تبيح دم أخيك و لو كان الأمر من اجل تحسين المعيشة و الحرية و الديمقراطية و المساواة . و أن ننسلخ من الآراء و أقوال الخاصة بالبشر و أن لا نقدسها و نتخذها وثنا مثل أبي جهل .
ملحوظة ساخرة: 1- ذكرت فرنسا و أمريكا و لم أذكر بريطانيا ، لأني أريد الحصول على تأشيرة الدخول إليها .
2- ذكرت أيضا الايفون و الايكسبيريا وهي منتجات تعجبني .
3- أبو جهل لو عرضت عليه الديمقراطية في حياته لكان رفضها ، لان الجاهلية في نظره أنظف منها
، على الأقل كان للعرب شرف أيامها .
ادحيم زكريا
مدون بالانترنيت
-
زكريا ادحيمزكريا ادحيم مدون على الانترنيت مهتم بالقضايا التي تخص الوطن الاسلامي و العربي خريج جامعة العلوم القانونية بالدار البيضاء