تعريف المنطق لغةً: تعني الكلمة، او العقل

ويعني المنطق اصطلاحاً : أنّه ذلك العلم الذي يدرّس ويحلّل قوانين وقواعد الفكر البشري بشكل عام ، أمّا كلمة المنطق بالعربية فهي مشتقّة من كلمة النطق والذي يشير إلى الكلام ، ولأن الكلام هو بحد ذاته يفرز انعكاس الفكر والتفكير الداخلي لدى الإنسان ، فأصبح لكلمة منطق معناها الراجح والمطابق والذي يشير إلى التّعريف العلمي والاصطلاحي الوارد أعلاه للكلمة .

قبل ظهور سقراط كان هناك ظهور بارز لجماعة السفسطائيين التي تعني بالكلام، والإقناع بأسلوب المغالطات المنطقية. بعد مجيء سقراط كان سقراط يعمل على وضع اسئلة ليس لها حلول لتعجيز امثال هؤلاء مثل سؤاله عن ماهية الحياة، وماهية الجمال. ولقد قال أرسطو عن سقراط وطريقته في تعجيز السفسطائيين (( سقراط كان يضع مشاكل ولا يجيب عليها )).

إن اول من جعل المنطق علماً تام الاركان هو الفيلسوف ارسطو وقد وضع كتاب اسمه ( الاورجانون ) وتعني الاداة المستخدمة في الفكر.

إن كان المتعارف عليه ان المنطق يعني تعميم الصدق أو الكذب أي يهتم بالتفسير الكيفي للأشياء والتصورات فإن الرياضة تعني بالكم المتصل، أو المنفصل أي تهتم بالتفسير الكمي للأشياء. وما لبث ان ذاع التفسير الرياضي في مجالات المعرفة المختلفة والعلوم كالكيمياء والطبيعة وغيرها وأصبحت نظريات العلم أشبه بمعادلات رياضية بحتة. وكأننا أمام قول ( جاليليو ) القائل (( بأن الطبيعة مكتوبة بلغة رياضية )).

وحينما حدث التزاوج بين النطق والرياضة كان نتاج ذلك كل أشكال المنطق الرياضي ومذاهبه فكل من المنطق والرياضة ينزعان إلى التجربة والناحية الصورية أو الشكلية وإلى الآلية والقواعد البديهية أو المسلمات أو المصادرات.

من خصائص المنطق الرياضي الجديد من قول ( لويس ) :

1- أن موضوع المنطق تلك المبادئ التي تسير بمقتضاها العملية الفعلية.

2- أن ادواته هي الرموز، وكل رمز يدل على تصور أو مفهوم بسيط ثابت.

3- كما توجد رموز متغيرة في نطاق محدد للمعنى.

4- كل نظرية فيه تقوم على الاستدلال من خلال مبادئ أولية بسيطة محددة.

وإن كان موضوع المنطق هو الفكر فما هي تلك المبادئ والاسس التي يسير بمقتضاها الفكر. أو بمعنى اخر ما هي تلك القوانين البديهية بضرورية لعمليات الفكر المنطقي ؟ بالرغم من اختلاف وجهات النظر بين المذاهب الفلسفية ومواقفها من مشكلة في الفكر، والوجود، والمعرفة، فإنها تتفق في امر مشترك ألا وهو الاساس الفكري او المبدأ أو القانون المنطقي الذي تبنى عليه المذاهب الفلسفية. فكلاً من الفلسفة المثالية، أو الفلسفة المادية تستند إلى قوانين عقلية. وحينما اراد ارسطو أن يصوغ المنطق والفلسفة صياغة نقية أو مذهبة تعتمد على المنطق الفلسفي أو التأمل الفعلي حصر تلك المبادئ والقوانين الفكرية الضرورية في ثلاث قوانين هي :

1- قانون الذاتية :

,وتعبر عنه بأن الشيء هو نفسه، او ما يسميه المناطقة ( الهوية )، مثال قولنا ( سقراط هو سقراط ) أو ( أ هو أ ).

2 -قانون عدم التناقض :

وقد قال ارسطو بهذا الصدد (( أنه من الممتنع حمل صفة وعدم حملها على موضوع واحد في نفس الوقت وبنفس المعنى ))، ويكاد يطابق الرأي ما قال به والتون (( ان نفس الشيء لا يمكن أن يحتوي ولا يحتوي على نفس الصفة في نفس الوقت وتعبر عن هذا القانون )). أي من المستحيل ان نقول (( سقراط هو سقراط، وهو لا سقراط ))، ولا يمكننا القول ( أ ) ولا ( أ ) في نفس الوقت.

3- قانون الثالث المرفوع :

هذا القانون بمثابة تفسير للذاتية ولعدم التناقض بصورة شرطية فيقرر بأن ( أ ) إما ان تكون ( أ ) أو لا تكون ( أ ) ولا وسط بينهما؛ بمعنى ان حكمنا على القضية ( سقراط انسان ) إما ان نقر بصدقها، أو كذبها فإما ان يكون سقراط إنساناً، أو يكون سقراط ليس إنساناً.

وعلى حد قول لاتا وماكبث (( ان النقيضان لا يمكن ان يكونا كذابين معاً بل يلزم أ يكون احدهما صادقاً والاخر كاذباً كما لا يمكن ان يكونا صادقاً معاً بنفس المعنى )).