الحروب لا تُخلف بعدها سوى الدمار للدول و تشريد الناس و قتل الآف و قد تصل الى ملايين البشر , الحروب عديدة تصنف حسب اهدافها و طرقها فهناك الحرب العسكرية البحتة و هناك الحروب الفكرية و هناك الحروب الاقتصادية و غيرها الكثير , جميع هذة الحروب فيها المنتصر و المهزوم و كلاهما لدية خسائر و لكن خسائر المهزوم اكثر , في هذا المقال سأتحدث عن الحرب القائمة في سوريا بغض النظر عن اسبابها.
كما هو واضح من الحرب في سوريا ( او ما بقي منها ) ان اغلب العالم مشارك فيها و لكن بعد ان تنتهي هذا الحرب ماذا سيحصل ؟ هل ستعود سوريا كما كانت ؟ و اللاجئين ما مصيرهم ؟ السوريين الذين قتلوا ما ديتهم ؟ و العديد من الاسئلة التي تدور في خاطر كل شخص .
بإعتقادي بعد ان تنتهي الحرب ستقسم سوريا بمعاهدة تشبه معاهدة سايكس- بيكو و لكن هذة المعاهدة ستكون بين روسيا و امريكا وليس بريطانيا و فرنسا , سيكون هذا التقسيم الى عدة دويلات بناءاً على الطائفة و الدين و العرق , فمثلاً سينتج لدينا الدولة السورية الشيعية و أخرى سنية و لا ننسى الدولة الكردية و سيكون لدينا الدولة السورية الديموقراطية و غيرها من الدويلات و ستبقى هذة الدويلات على حرب في ما بينها حتى لا يحظى الشرق الاوسط بفرصة الشعور بالاستقرار و لا تنتهي الفتنة .
من ناحية اخرى بعد نهاية الحرب مباشرة سيكون لدينا حرب شوارع قاسية لن تنتهي لمدة طويلة و لكن السؤال المحير هل ستهزم داعش ام ستبقى تذكرة الدخول الى الوطن العربي ؟ لقد حققت داعش الكثير من اهداف الغرب من تشوية الاسلام و قتل المسلمين و غيرها من الاهداف التكتيكية .
اللاجئين ان رجعوا لسوريا سيتم توزيعهم على هذة الدويلات و تجنيدهم بالحروب القادمة و هكذا يكونوا فروا من حرب ليشاركوا بأخرى اما الذين قتلوا سيتم تخليدهم في هذة الدويلات على انهم شهداء هذة الدويلة الذين سعوا جاهداً لاستقلالها اما قتلى الدويلات الاخرى فهم الذين خانوا الوطن.
بالنسبة لإعادة اعمار سوريا سيكون هذا مجهداً على الأقل ستحتاج عشرين عاماً و لن يكون هذا الاعمار مجاني سيكون لديهم قروض من صندوق النقد الدولي و هذة القروض لن تنتهي على مدار الزمن او سيكون مقابل هذا الاعمار أخذ الدول القائمة على الاعمار خيرات الدويلة من نفط و غاز و منتجات طبيعية اخرى و قد يكون مقابلها ان تكون حليف سيخوض اي حرب يأمر بها.
بما ان سوريا قسمت و لن تهنىء بالسلام ابداً ستبدأ حروب جديدة في الوطن العربي الى ان يدمر كاملاً.
الحل الوحيد لهذة المعضلة ان يكون انتهاء الحرب في سوريا و الدول العربية الاخرى التي يوجد بها حروب بأيدي عربية و ليست غربية او فارسية و ان ننشر الفكر الحقيقي للتعايش و نكون نحن المُعمرين الوحيدين لهذة الدول المنكوبة من الحرب.
سأدعو الله كل يوم ان يُحلَ السلام علينا نحن العرب و نرجع كما كنا سابقاً و نكون نحن من يرسم المستقبل .