الحكومة المصرية : من يقتل مسيحى فله مائة حسنة!! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الحكومة المصرية : من يقتل مسيحى فله مائة حسنة!!

المقال الممنوع من النشر فى ساسة بوست

  نشر في 20 ديسمبر 2016  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .


"هل تعلم أن الحكومة المصرية تقول للمسلمين أن من يقتل مسيحى فله مائة حسنة؟"

جملة قالتها راكبة تاكسى مسيحية - يبدو عليها مستوى لا بأس به من التعليم - للسائق عقب تفجير الكنيسة البطرسية بأيام قلائل , فألتفت إليها السائق معترضا على ما تقول ولكنها أصرت وأخذت تنافح عن قولها  و كأنها تتحدث عن حقيقة ثابتة لا تقبل الجدال لا هراء أكثر سخافة من أخبار اليوم السابع وأكثر سماجة من ضجيج إبراهيم عيسى .

ذكرتنى تلك الواقعة بحادث بسيط تعرضت له منذ فترة يسيرة , فبينما أسير فى الشارع و إذا بإمرأة مسيحية تسير أمامى سقط منها سلسلة من المفاتيح دون أن تدرى , فألتقطها من على الأرض و أسرعت الخطى مادا يدى إليها بالمفتايح فنظرت إلى لحيتى و انتفضت راجعة خطوة للخلف فى فزع و كأنى ما بيدى مادة حارقة أو ماء نار , إنها فوبيا الملتحين التى نجح الإعلام فى غرسها فى عقول كثير من المسيحين. للأسف الشديد مع كل تفجير إرهابى يستهدف كنيسة أو مع حدوث أى مشكلة بين مسلم مصرى ومسيحى مصرى ينجح الإرهابيون فى زرع مزيد من بذور الفتنة بين الملسلمين و المسيحين خاصة مع وجود رواة الشقاق و رعاة الفتنة المسمون خطأ بالإعلاميين , فلزيادة مبيعات جريدة أو نسبة مشاهدة برنامج لا بأس من تضخيم الحدث الصغير و وضعة تحت العدسة المكبرة مع بعض الكلمات الخبيثة و الإشاعات المغرضة وتكتمل الخطلة ,

خلطة النجاح الصحفى من وجة نظر الإعلامى إذا ما أفترضنا حسن نيته ,

وخلطة الفتنة الطائفية من وجهة نظر الوطن ,

فعقب حادث تفجير الكنسية البطرسية إنطلق أغلب الإعلامين فى تنافس محتدم كل يزرع بذور الشقاق على طريقته الخاصة , فأطلقت اليوم السابع و مجموعة من الصحف الصفراء و الفضائيات حملة على الشيخ ياسر برهامى – الذى يبدو أنه لا شاغل لهم إلا هو – فى محاولة إلصاق فكر التعصب والتشدد و التفكير و التفجير بمنهجه الوسطى مستغلين تلك الحادثة الإرهابية كعادتهم , متجاهلين حقيقة أن محاولة إزكاء نار الفتنة بين السلفيين والمسيحين قد تمتد لتصل إلى عداء محتدم بين الأغلبية المسلمة وعلى رأسها الحكومة و الأقلية المسيحية .

ليس ما يشغلنى تحديد مرتكبي الحادث الإرهابى بقدر ما يشغلنى أن نفوت على مرتكبى الحادث ما سعوا إليه , فقتل ستة وعشرين مصريا مسيحيا لن يفنى المسيحين ولن يؤثر على نفوذهم الإقتصادى ولا على تواجدهم الديموجرافى

ولكن قد يؤثر على تعاملهم مع الأغلبة المسملة ,

قد يؤثر على إنخراطهم الإجتماعى وسط عامة المصريين ,

وقطعا قد يؤثر وبشدة على السلم المجتمعى و وحدة الوطن ,

فأول خطوات الحرب الأهلية هى التفرقة بين مكونات الوطن الواحد , ثم تأتى الخطوة الثانية بإشعار الفصيل الأقل عددا بأنه مضطهد ومظلوم وبالتالى لابد أن يستعيد حقوقه ويقتص لقتلاه وتلك هى الخطوة الثالثة ثم تأتى الخطو الرابعة : فلابد أن ترد الأغلبية على إساءة و إعتداء الأقلية و تدور الدائرة و تتدحرج كرة الثلج ويشتغل الفتيل , فتيل الحرب الأهلية ,

للأسف الشديد نحن الان فى المرحلة الثانية "مرحلة شعور الأقلية بأنهم مضطهدون و مظلمون " ,

بالطبع هذا غير حقيقى وغير واقعى فنحن كمسلمون لا نضطهد المسيحين ولا نظلمهم بالعكس نعاملهم بالقسط و البر لكن إسلوب تناول إعلامي النظام لأى قضية يكون أحدى طرفيها مسيحى أوصل تلك الفكرة وغرسها برسوخ فى عقول نسبة ليست بالقليلة من المسيحيين أحدهم تلك المسيحية صاحبة الإشاعة التى استهللت بها الحديث , و إن لم يتدارك إعلاميو النظام ذلك الخطأ الفادح ويكفوا عن تلك الألاعيب الصبانية فسيدفع الوطن الثمن غاليا .

من العجيب أنه عقب أى تفجير أو نشوب فتنة بين مسلم ومسيحى دائما ما يحدث شيئان متلازمان :

أولا : حملة مسعورة من الإعلام على الدعوة السلفية و محاولة إلصاق التهمة بها متناسين أن من حمى الكنائس فى الإسكندرية وقت الثورة هم شباب الدعوة السلفية وشيوخها .

ثانيا : مزيد من التضييق الأمنى على الفصيل الأكثر إعتدالا فى الإسلاميين ألا وهو الدعوة السلفية , وبالطبع فعندما تمنع دعاة الفكر المعتدل من الوصول للشباب فسيصبح أولئك الشباب لقمة سائغة لأصحاب الفكر التكفيرى كداعش خاصة إن صاحب ذلك موجة من الإعتقالات الظالمة المبنية على فكرة توسيع قاعدة الإشتباة المتبعة فى الداخلية حاليا ز

الشباب طاقة وفكر ولابد من حسن توجيههم و التعامل معهم فإما أن يتعامل النظام بغباء – كالمعتاد – ويضيق أكثر على أصحاب المنهج القويم المحارب للفكر المنحرف وبالتالى يجنى مزيدا من التفجيرات و الإرهاب و إما أن يسمح لهم بالدعوة فى المساجد والجامعات و يجعلهم كدرع يقى الشباب سهام التكفيرين الفكرية فينجو الوطن مما يحاك له , و لقد أكد الكاتب المعروف "ناجح إبراهيم " تلك النظرية بسؤال بديهى "لماذا يجتاح الإرهاب سيناء بينما لا يجرؤ على الإقتراب من مطروح ؟" و لقد أجاب بوضوح ألجم المحاور قائلا " بسبب وجود الدعوة السلفية بقوة فى مطروح فمنعت إنتشار الفكر التكفيرى" , نعم فلابد أن يدرك النظام و إعلاميوه أن الفكر لا يواجه إلا بالفكر , لابد أن يتذكر النظام مرارات مواجهته السابقة مع الجماعة الإسلامية فى التسعينيات وكيف أن تلك الشوكة لم تزل من خاصره الوطن إلا عقب المراجعات الفكرية , و حاليا لا يوجد فصيل قادر على مواجهة فكر داعش و أنصارهم إلا الدعوة السلفية , شئنا أم أبينا تلك هى الحقيقة , فترى هل يفيق النظام و إعلاميوه أم ينزلق الوطن إلى الهاوية .


  • 3

   نشر في 20 ديسمبر 2016  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا