الشهيد رقم عشرون - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الشهيد رقم عشرون

حكايه تأمليه

  نشر في 26 فبراير 2015 .

في أطراف الصوره شيء من الخربشه ، لو دقق في تفاصيلها شوهدن خطوطٌ واضحه .

في أطراف الابتسامه المتخربشه وجه يقطر ملامحا ً متسائله ، في اللحظة ِ التي جلس فيها قبل ساعه ، وبقاء المقعد المجاور له فارغا ً الى ان دخلت هي وجلست في المقعد الثالث ، فعلت مثلما فعل لما حملق في ساعته ، ثم نفخت فمها فتكورت خدودها ، مضى على وصولها نص ساعه ،ولم يصل الدور بعد لاله ولا لها .

في أطراف الحقيقه ي، ظل هو يقبع شيء من الخربشه ، ظل هو غارقا ً في كتابه ِ يقرأ حتى الصفحه الأخيره ، أغلق الكتاب قبل بلوغها ، رفع عينيه ِ  متحسســا ً ملاسة غلاف الكتاب ، وعرف أنه لم يبقى فيه سوى الفصل الأخير ، لذا فضـّل أن لاينهيه في هذه الجلسـه .

وفي لحظة  ٍ مفاجئه لم تحسب لها هي حساب ، شعرت بدوخة ٍ فجائيه باغتتها ، ظنت أن موعد تناول قرص الدواء قد دخل ، دققت النظر في ساعتها ، لايزال مبكرا ً على تناول موعد القرص


أعادَ الكتاب الى حقيبته ِ ، وضع فخذه الايمن فوق الايسر ، ، وظهرت أرضية نعله ِ ، بماركة اجنبيه ، تتكون كلمتها من ستة أحرف ، ولم يزل ظله ساقطا ً على المقعد المجاور بينهما .


تذكر الليله الفائته ، وتذكر قائمة أهدافه ِ ، وقائمة َ أعدائه ِ ، وقائمة َ أسماء أصدقائه ِ ، حركَ بصره ُ ثم أشاح َ صوب مدخل الباب الواسع الموصل بالردهه ، ثم ّ َعاد َ وفحرك َ رأسه بإتجاهها حدجها ببصره ِ ، راعه ً ثيابها الملفته ، وظن أنها مثله تريد  عقد المقابله ، للحصول على وظيفه ،

 كانت الواجهات الزجاجيه تحيط بالمكان البارد ، ثم وقفت هي وأبتعدت عن موضع المقاعد بعد ان تركت حقيبتها على أحداها ، ربطت يديها فوق صدرها في حركة إنتظـار طويله ، والمكان شبه الفارغ يحيط بها من كل زاويه ، شعرت أن كل شيء يشي بالفراغ المقيت ، بل الانتظار الاكثر وطئا ً على النفس .


وقف هو واضعا ً يديه في جيوب بنطاله ، بعد أن سئم من الانتظار ، داس  َ على الحشرة ِ دون شعوره ِ بها ، تناول حقيبته ، لـف ّ وشاحه حول رقبته ، وخرج من البوابه ، في اللحظة التي وطئ بها البوصة الاولى خارج المبنى ، هـز َّ إنفجــار ٌ قوي جدران البنايه ، وتهشم زجاج المكان ، محدثا ً زلزلة ً لثوان معدوده ، برقعت سحب الدخان الهواء الشفاف فأعطته لون َ بياض ٍ بغيض ـ،وغشته ُ روائخ متعدده كلها نابعه من مصدر النار والحراره والخوف أيضا ً .


كانت دلائل الانفجار مذهله ، إذ تطايرت بعض السيارات الى أعلى ، وسقطت الواجهات الزجاجيه البعيده عن مركزه ، إنبعثت أصوات الصراخ متعدده ومتباينه ، آتيه من أكثر من ركن ونقطه وزاويه عبر طول الشارع ،

كان الخوف شديدا ً وأحساس ً نادرا ً بقيمة اللحظات الاخيره ، فكم أسرِفَت هذه اللحظات دون الشعور بقيمتها مسبقا ً ، والان عرفت هي قيمتها .

لحظة وقوع الانفجار في ثوانيه الاولى ، تراجعت هي للخلف رغما ً عنها بفعل ِ الطاقه المنبثقه ، إذ أرتطمت رأسها بأسفل الجدار الداخلي ، لحسن حظها كانت بعيده عن مركز الانفجار الرئيسي ، لكنهـــا شاهدته ُ أيضا ً يطيـر كالعصافير وأرتطم بالحائط جانبها ، ثم إستقر على ظهره ِ ولمحت في آخر الاهتزاز راحة يده ِ تلامس يدها قبل أن تستسلمَ وتفقدَ وعيها  

بعد أيام من ذلك الحادث إستفاقت في المشفى ، ووقع بصرها مباشرة على شريط الاخبار الذي يتتابع ُ أسفل الشاشه ، ثم َّ  أعيدت أسماء الشهداء الذين سقطوا ، وكان هو صاحب الرقم عشرون ،


وبعد مرور عشرين عاما ً وبعد أن نسيت الحادثه وتزوجت وانجبت ، وهرمت ، وكل ليله لحظة وضع رأسها على الوسادة ، تصيب يدها في نفس الموض


  • 3

  • يسارعبدالرحمن
    يسارعبد الرحمن " للأدب العربي سحره تجرعتُ شيئا ً من إكسيره ِ الساحر "
   نشر في 26 فبراير 2015 .

التعليقات

ابو البراء منذ 9 سنة
راااااااااائع
0

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا