روئ الحجاز
فيصل البكري
تابع الكثير من رواد المسلسلات التاريخية مسلسل "رسالة إمام"
الذي يسرد قصة الإمام الشافعي
ثالث الأئمة الأربعة وصاحب المذهب الشافعي في الفقه الإسلامي.
فمن خلال مشاهدتي للحلقة الأولى وبعض أجزائه حتى اليوم. وجدت المسلسل لا إرتباط له بالحقائق ولا التاريخ ولا الفقه.!
حتى اللغة والأنساب أصبحت كالسراب يحسبه الضمأن ماء.!
فالكاتب لم يعتمد في نصوص المسلسل على المراجع والمصادر.!
فتعمد على تزوير التاريخ بغيآ لتحقيق
مردود مادي ليس أكثر.!
حيث لاحظت في إحدى المشاهد قيام "الإمام الشافعي" وهو يقف أمام واحدآ من "الرهبان" وهو يعالج زوجته وكأنه منكسرآ.
وتناسى الكاتب أن "الشافعي" كان ذا سعه وإضطلاع في مجال الطب.
وله مقولة مشهوره يعرفها العرب والمسلمين حينما قال:
لولا إنشغالي بالفقه لا شتغلت بالطب.
فكيف يعجز ذلگ الإمام عن علاج زوجته ويلجأ لراهب ليعالجها .!!!؟
حتى أن تلك القصة التي ذكرها الكاتب لم تُذكر في أي مصدر تاريخي.
فيما كان مشهد أخر يدور حول حوار
بين "الشافعي والخليفه العباسي" المأمون سنه ١٩٨هـ. في قصر الخليفة ببغداد وكان الحوار حول خلق القرأن.
وحينما نعود للمصادر التاريخية نجد أن سنة ١٩٨ هـ. كان المأمون متواجد في خُرسان "إيران حاليا" بسبب الصراع القائم بينه وبين أخيه الأمين حول الخلافة.
فكيف يتكلم الخليفه "المأمون" عن خلق القرأن سنه ١٩٨ هـ. مع العلم بأن الفتنة لم تحدث إلا سنة ٢١٨ هـ.!!
فيما الإمام "الشافعي" توفي سنة ٢٠٤هـ. أي قبل ظهور فتنه خلق القرأن بـ ١٤ عام.!
حتى أن الإمام "الشافعي" لم يقابل الخليفه "المأمون" ولم يتم ذكر الواقعة في أي مصدر تاريخي.
وفي مشهد أخر نرى الإمام "الشافعي" يلتقي بالإمام "البويطي" وكلاهما يتحدثان باللهجة العامية "المصرية" حينما قال "البويطي" للشافعي:
نورت "الفسطاط" فرد الشافعي:
نوّرت بأهلها.!!!
فهل كان العرب في القرن الثاني الهجري يتحدثون بتلك اللهجة.!؟
وأختتم مقالي بمشهد غريب حينما كان "الشافعي" يكتب كان خلفه صوت يتردد لمقولاته...
أكره الخطأ ولا تكره المخطئ
سامح وأرحم العاصي
لا تحاول أن تكون مثاليا.
فتلگ المصطلحات لم تكن تستخدم في تلك الحقبة الزمنية بل هي أقرب لمقولات التنمية البشرية.!!!
أخيرآ... أضحكني وجود أبيات شعرية نُسبت للإمام "الشافعي" بينما هي للشاعر السوري "حذيفة العرجي"
لقد أضحت الدراما التاريخية المصرية تندرج تحت إيطار التهريج وتشويه وتزوير الحقائق حتى تراجعت بشكل كبير أمام إبداع وإتقان السوريين والله الموفق...