البحوثُ العقائدية وبيانُ القضيَّة المهدوية

سهير الخالدي

مما لا شك فيه أنهُ لا بد أن يأتي اليوم المحتوم الذي أشارت لهُ العديد من الروايات النبوية الشريفة وعن أهل بيته (عليهم الصلاة والسلام) وهو ظهور القائم المهدي من ولدهِ، ذلك الذي هو أمل المستضعفين في الأرض، والذي يملاْ الأرض قسطًا وعدلا كما مُلئت ظلمًا وجورا، إلا أننا في الوقت ذاته نجد من حارب اسم المهدي واعترض على تلك الروايات الشريفة من المارقة والخوارج فنفوا تلك الفكرة جملةً وتفصيلا، وبالمقابل نجد العديد ممن ذكرَ وأكد وأثبت وجود ذلك المصلح وإنه يأتي في آخر الزمان، فقد ذكر المرجع الديني السيد الصرخي الحسني في المحاضرة {1} من بحث “الدولة.. المارقة.. في عصر الظهور… منذ عهد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم)” بحوث: تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي؛

الألباني يروي أنّ عيسى يصلي خلف المهدي يا دواعش!

خطوة2: لقد وصلنا الكثير من الأحاديث الصحيحة الدالة على ظهور المهدي (عليه السلام)، وأنّه سيكون في آخر الزمان، وهو علامة من علامات الساعة وشرط من أشراطها، وقد ذكر اسم وعنوان (المهدي) صراحة في الكثير منها، فيما أشارت باقي الروايات إلى عناوين فَهم منها كل عقلاء المسلمين أنّ المقصود منها هو شخص المسمى بالمهدي، ومن هذه الأحاديث:1..2..4- وعن جابر (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): {ينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم (المهدي) تعالَ صلِّ بنا، فيقول: لا، إنّ بعضَهم أميرُ بعض، تكرمة الله لهذه الأمة}.”

(مسند أحمد/ أبو يعلى/ المعجم الأوسط للطبراني/ ابن القيم في المنار المنيف/ الألباني: سلسلة الأحاديث الصحيحة).

وكما وضح سماحة السيد الصرخي الحسني أنهُ يأتي بالبحوث العقائدية، وخاصة ما تطرق بهِ لقضية المهدي حتى يُبين للناس ما هو المهدي وما هي دولتهِ وأنهُ (عليهِ السلام) برئ ممن يُعرفون بالإجرام والإرهاب وينسبون أنفسهم اليه، موضحًا ذلك في المحاضرة {8} من بحث “الدولة.. المارقة… في عصر الظهور… منذ عهد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم)” بحوث: تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي بقولهِ: “نأتي بالبحوث العقائدية حتى يكون كل إنسان على بينة، ونعرف من هو المهدي وما هي قضيته، فقضية المهدي ليست عبارة عن مليشيات وقتل وتقتيل وإجرام وأموال ورشا ومناصب وسياسة واحتيال وسرقات وفساد، ليس هذا هو المهدي سلام الله على المهدي، المهدي قدوة حسنة، المهدي إنسانية، المهدي عدالة، المهدي رسالة، المهدي جنة، المهدي رحمة، المهدي عطاء، المهدي تقوى وإيثار وأخلاق”.

وختامًا نصل إلى نتيجة حتمية أن قضية المهدي مهما هُمشت من الحاقدينَ والمارقينَ، لكن تبقى قضية إلهيه بشرَ بها الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وهيأ لها النفوس المؤمنة، حتى يكون المؤمنين على أتم الاستعداد لها ومدافعين عنها بالاستدلال بتلك الروايات الشريفة.