مؤشرات خطيرة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

مؤشرات خطيرة

مؤشرات خطيرة

  نشر في 11 أبريل 2018 .

مؤشرات خطيرة لا تبشر بخير..

هيام فؤاد ضمرة..

لا يحتاج الواضح توضيحاً ولا البيِّن تبييناً، فأمريكا وربيبتها إسرائيل لا تنويان أنْ تتركا الشرق الأوسط يعيش بسلام ويحلُّ مشاكله التي افتعلاها الطرفين الشريرين في الشرق الأوسط بطريقتهم الخاصة بل راحا يستعملان وسائل كيدهما المدروس بدقة والمحسوب له منذ عشرات السنين وهما يتخفيان وراء وسائل انسانية في ظاهرها وخبيثة في باطنها تغطي حقيقة ما كانوا يعدون له من إعداد جيل متبنى ممن فقدوا عائلاتهم بالحروب الأهلية في جنوب أوروبا من المسلمين ليكونوا الحربة التي تدك أضلاع الشرق الأوسط تحديداً وتخربه، ويستخدمان كل وسائل الشر والكيد والحقد في افتعال أعمال شريرة ضد الشرق الأوسط وضد العرب والمسلمين بصفة خاصة، لأنهما يدركان أنَّ الاسلام كدين هو من يشكِّل عليهما الخطورة، غير هيابين مما يفعلاه ضد الانسانية والبشرية وحقوقها وضد المسالمين على أرض جدودهم وآبائهم، فلم يكفهما الملايين من العراقيين والسوريين والليبيين واليمنيين الذين أبيدوا ظلما وعدواناً نتيجة تدخلاتهما الخبيثة من وراء الستارة بالتثوير السري وضرب الوعود لبعض الأطراف لإثارة الفوضى وإشعال المنطقة بنيران الفتنة ببغضهما وكراهيتهما، وصيد المتظاهرين بواسطة القناصة الخبيرين ليتبادل طرفا المعادلة الاتهامات وينظر إلى الجيوش العربية نظرة منقوصة على أنها ليست حامية للشعب بقدر ما هي مأمورة من قياداتها للمصالح الذاتية وأصحاب الأجندات الخاصة.

وادعاء أمريكا ما لا تنوي القيام به من جانب دورها المطلوب في حلِّ أزمات الشرق الأوسط المختلقة، فاستبداد الحكام العرب على شعوبهم بات أكثر هوناً من الفوضى المفتعلة بأصابع شريرة غاية باللا إنسانية، فالتهديدات بإثارة الحرب العالمية الثالثة التي ستأتي على الأخضر واليابس وتقلب حال الشرق الأوسط انقلاباً جذرياً يقلب ميزان القوى ويضعف العرب لألوف السنين ويخلص العالم من تعداد البليون إنسان الذين صاروا عبئاً على تعداد البشرية فوق قشرة الكرة الأرضية في الوقت ذاته، وهذه الأعمال التي ظلت تتواصل بإطراد غير مأمون وظل الضغط على حكام العرب يتواصل لتأمين قبولهم بغير المقبول حتى باتوا أمام شعوبهم لا قرار لهم ولا قوة إلا ما هو ضد مصالح شعوبهم والمنطقة، حتى ضاعت الطاسة بين الحانة والمانة وما عدنا نتبين الكاذب المأفون من الشريف المدفون لا محالة في نهاية المطاف بجهود الخبث الأمريكي الاسرائيلي اللعين، بل تم دفع هؤلاء الحكام لاعتصار شعوبهم حتى القطرة الأخيرة لضمان افقارهم إلى درجة ذلك الفقر الذي يشلّ العقل والأيدي في آن معاً لضمان خضوع الشعوب للتغيررات القادمة.

الوضع في منطقة الشرق الأوسط بات غير مستقر عندما حانت التفاتة قريبة لحل أزماته، وها هي التطورات المحسوسة تتبدى في صورتها الخطيرة لجر المنطقة إلى الحرب المعلن عنها سابقا دون أي تحفظات ولا حتى تخوف تحت مسمى التسريبات، بل كانت تعلن جهاراً نهراً لأنهم يعلمون تمام اليقين أن ليس بيد الحكام العرب ما يفعلونه لمواجهة الأمر بالمقابل، وتحرك بارجات وحاملات طائرات حربية وغواصات نووية أمريكية نحو منطقة الشرق الأوسط ونحو البحر الأبيض المتوسط وشواطئه الشرقية تحديدا لا لاستعراض القوى وعرض العضلات ولا لمقابلة سلاح على ذات المستوى من القوة والتطور، بل لغاية أخطر من ذلك بكثير في تركيع المنطقة لمئات سنين قادمة وخلق واقع أكبر من واقع التعايش مع وجود دولة الاحتلال بالمنطقة وتثبيت قواعد قبولها.

إن مثل هذا التصعيد الذي تديره قوى العالم الاستعماري أمريكا وفرنسا وبريطانيا سيدة الشر الأكبر في العالم وروسيا الباحثة عن اعادة دورها القيادي العالمي ليس بالسيناريو الذي لا يثير كثيرا من الاضطراب في منطقة الشرق الأوسط، فالمنطقة باتت مقبلة لا محالة على تصعيد خطير غير مسبوق تتولى إدارته أمريكا بجلال قدرها وعظم دورها، وتحركها بذكاء الفئة الأعظم خبثا في تاريخ البشرية كلها الدولة الصهيونية الصغيرة تعدادا الكبيرة تأثيراً المحتلة لفلسطين تحت اسم اسرائيل منذ بعض عشرات من السنين، فرغم غرابة المعادلة إلا أنَّ ذلك هو الواقع الحقيقي الذي يجري أمام أعين العالم وحتى الأحرار منه.

فوقوع ضربة عسكرية لسوريا بات قاب قوسين أو أدنى، وما اتهامها الأخير باستخدام السلاح الكيماوي في دوما إلا حركة يراد بها إثارة الزوبعة بالفنجان لايجاد مبرر ولو كاذب أمام العالم لتبرر ما ستقدم عليه ضد سوريا ولن يثنها عن ذلك توجيه دعوة سورية إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية للتحقيق والكشف على المنطقة، تماما كما فعل قبل ذلك صدام حسين ورغم تأكد اللجنة الدولية من خلو البلد من السلاح الكيماوي فقد تم تدمير العراق وقتل وتهجير الملايين وتدمير بنيته الاجتماعية واقتصادياته ورفع غير المناسبين للحكم عليه لاغراقه أكثر في وحل الخراب.

ها هو التهديد بالحرب الطاحنة عاد يتصدر التوقعات ويبدي التطورات على أرض الواقع، وها هم الحكام العرب على ما عهدناهم يغرسون رؤوسهم في الرمل لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا لسان ينطق، فما الذي يمكنهم فعله وهم حكام الدول المجزئة والمتنافرة حد التباعد والمختلفة حد التخوف كلٌ من الآخر، حال أوصل العالم العربي إلى ما هو عليه من نتائج بجهد جهيد من دول الاستعمار ذاتها، فكل ما حدث منذ بداية القرن العشرين حتى هذه اللحظة يجري على ما تم العمل عليه والتخطيط له وفق استرتيجية وضعت على مهل وبخطوات مدروسة بحيث تتطور إلى مستوى هذا الحال للبدء بعملية التغيير الجذرية للعالم الشرق أوسطي الجديد، ولا أظنهم إلا ناجحين فيما جهزوا له أنفسهم وما أعدوه للمنطقة، لأنهم بصراحة القول هم يخططون ويعدون العدد ويعملون بجد واجتهاد لاستكمال انجازاتهم ثم يتجهزون للضربة القاصمة، وهذه فائدة استغلال الزمن وما يجري خلاله من تطورات، وامتلاكهم النفس الطويل لتحقيق أجنداتهم للوصول بخططهم إلى الهدف المنشود، فيما العرب غائبون بعقولهم وضمائرهم لا يملكون التدابير ولا الخطط ولا الاستراتيجيات ولا حتى يعملون لمستقبل مناطقهم بالتحصين وبناء القوة اللازمة، ويدورون حول ذات الساقية بلا كلل أو ملل، بالكاد يقفون على أرجلهم ويتداركون تأرجحهم.

وناهيك على السيناريو الذي لا يختلف عن سابقاته فيما يحدث بين روسيا والولايات المتحدة داخل الحرم الدولي لهيئة الأمم على قرار تشكيل لجنة للكشف عن السلاح الكيماوي في سوريا، ذات السيناريو المفتعل أيام الاتهامات الملفقة إلى العراق وصدام، فماذا ستجرنا إليه دبلوماسية الدول الكبرى؟ فقد تم تدمير حلب كلياً وقتل مئات الألوف من المدنيين العزل الذين ليس لهم منفعة تذكر لا في العير ولا في النفير غير أنهم مستسلمون للواقع الغريب الذي يتعرضون له متشبثين بأرضهم ووطنهم دونما تدخل يذكر منهم، ووقف العالم وعلى رأسهم الهيئة الأممية متفرجين صامتين لا يحركهم ضمير فيما الصور تنقل الواقع الأليم الذي خلفته الهجمات الروسية على حلب، إذن ما الذي أيقظ ضمائرهم الآن؟؟

ولا يفوتنا امر استمرار تهديدات اسرائيل ضد ايران، وتأكيد وزر دفاع اسرائيل أفيغدور ليبرمان بأن اسرائيل لن تسمح لايران بترسيخ أقدامها على مقربة من حدودها وشد الخناق عليها في سوريا مهما بلغ الثمن وليس أمام دولته من خيار آخر منكرا أمر ضربه القاعدة السورية بالطائرات وهو المستهجن حقاً.

إنهم يبحثون دون كلل عن مبررات لتثوير الوضع الأمني كحجة لضرب سوريا وجنوب لبنان بعد أمنوا الجانب الكردي الذي من المؤكد أنهم سيدفعوه بالتأكيد لإثارة الفوضى تحت حجة استقلاله، إنهم يتلاعبون بالأدوات كما يتلاعبون بالقطع على رقعة الشطرنج.. أما مستقبل العرب فما زال على كف عفريت، إنما عفريت من نوع شيطاني غير مأمون الجانب.


  • 1

  • hiyam damra
    عضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية
   نشر في 11 أبريل 2018 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا