"بنتين من مصر" فيلم مصرى للغاية بقيادة الكاتب محمد امين والذى استعرض من خلاله الواقع المصرى دون تزييف أو تجميل للحقائق واستطاع تسليط الضوء على القضايا التى تخص المجتمع المصرى وخصوصاً قضايا المرأة وطرحها بكل جرأة وكان أهم هذه القضايا: العنوسة، التحرش، الزواج العرفى، الشرف، غريزة الأمومة.
الطبيبة داليا (صبا مبارك) وابنة عمها حنان (زينة) هن محور عرض هذا القضايا ومحاكاة الواقع من خلال هذا الفيلم ثم يزداد السيناريو والكاميرا اتساعاً وإلماماً بالواقع الاجتماعى القاسى.
من ضمن اهم المشاهد مجموعة من النساء اللاتى تأخرن فى سن الزواج يسألن صديقتهن المتزوجة عن ليلة الدخلة واحساسها بعد الزواج ويعرض من خلال هذا المشهد الاحاسيس المؤلمة التى تسيطر على المرأة العانس والتخيلات التى تلجأ إليها كنوع من أنواع تصبير النفس حتى تحصل على فتى أحلامها ثم ينتقل بنا إلى مرحلة تنازل المرأة خوفا من المجتمع ولقب العانس حيث تتجه حنان إلى مكتب لتيسير الزواج وتتنازل عن الكثير من الشروط حتى تتزوج فى اسرع وقت والذى شارك أيضا فى هذه التنازلات معرفتها بوجود ورم فى الرحم وحلم الأمومة الذى سيطر عليها وخوفها من أنها لاتستطيع الانجاب، ثم تلتقى بالرجل الشرقى المعتاد الذى يسيطر عليه الشك فى مسألة الشرف ويجبرها على الذهاب لطبيبة لتخضع إلى كشف العذرية المعروف بأنه من اكثر الأشياء المُهينة فى حق المرأة، استطاع هذا الفيلم أن ينقل جميع الاحاسيس والمشاعر التى تسيطر على المرأة دائما من خوف وغضب وتفكير واحلام استطاع أن يعرض اهم وادق التفاصيل فى حياة المرأة فى هذا السن وتلك الظروف استطاع ان يسيطر على مشاعر المشاهد ويُصدر له حالة من الحزن والاكتئاب والقلق من خلال صوت وصورة والموسيقى التصويرية وتشابك العلاقات ببعضها والظروف المحيطة بهم والديكورات واللقطات القاسية مابين الصدمات والوداع والفراق والحنين وقلة الحيلة.
لم يقتصر الفيلم على عرض قضايا المرأة بل عرض العديد من القضايا الأخرى كالفساد والبطالة والهجرة الغير شرعية واخيراً مشاكل صغار المستثمرين فى مصر.
هذ الفيلم لم ينجح تجارياً لجرأته والمأساة التى يعرضها والضغط على نفسية المشاهد فى الجروح التى يخفيها ويحاول أن يتخطاها لكنه سيبقى كالتراث لأنه استطاع أن يؤرخ فترة عصيبة من فترات مصر.
-
تيسير امينصحفية بجريدة صوت العرب نيوز، مجلة صبايا