"ان المتحكمين بهذا العالم يتآمرون والاذكياء يتفاخرون بانهم يعرفون ذلك" جملة قصيرة ولكنها تفسر الكثير ، برأيي انها جملة منتقدة لسببين الاول ان الاذكياء وغير الاذكياء اصبحوا يعرفوا بالمؤامرات والثاني وهو ليس انتقاد بقدر ما هو تكملة للجملة وهو انهم يعرفون ولا يقوموا بالتغييروهنا المشكلة.
بعيدا عن مؤامرات الغرب وامريكا واسرائيل لتقسيم الشرق الاوسط ونهب موارده واثارة النزاعات الطائفية واحلال انظمة ديموقراطية ليبرالية وهمية بدل الديكتاتوريات التي انتهت صلاحياتها من خدمة مستخدميها وليس شعوبها، فهذه المؤامرات تستعملها الولايات المتحدة والغرب على شعوبها ليتوحدوا ويكونوا في صف انظمتهم السياسية وحكوماتهم في جميع السياسات التي ينفذونها وهي عملا بنظرية كارل شميت احد اهم مفكري ومؤيدي النازية الالمانية وهي" لاجل ان يكون لديك مجتمعا متماسكا لا بد ان يكون هناك عدو خارجي".
ومنذ انتهاء الحرب الباردة والانتصار على الخطر الشيوعي عام 1989 كانت الولايات المتحدة تبحث عن اعداء خارجيين جدد لتبرير سياساتهم ولاخضاع المجتمع الامريكي فكانت احاث 11 سبتمبر هي بداية عصر جديد تواجه فيها الولايات المتحدة والغرب عدو وخطر مفترض جديد وهو "الارهاب" ؛ ولكن الارهاب ليست مؤامرة بل هي ايديولوجية وعقلية سياسية اتخذها الغرب ذريعة لتنفيذ مخططاته في الشرق الاوسط كما كانت العدو الخارجي الخطير الذي يهدد امن الولايات المتحدة والغرب بحسب النظرية.
وهكذا يقوم الغرب وامريكا اليوم بالتهويل والترويج عن المنظمات الارهابية والمتطرفة سواء كانت بغطاء ديني في العالم العربي او نازية جديدة كما في اوروبا ، ولكي ينتشر شبح العدو المتوحش الهمجي على المجتمع تم استخدام سلاح قوي لا يمكن ردعه وهوالاعلام حيث ساعدت على نشر الاعمال الوحشية وافلام عن تهديدات الارهاب ومخاطره وتبرز منظمات ارهابية خطيرة امثال داعش والنصرة والقاعدة وغيرها
والذي يتتبع مزاج الناس حاليا سيرى بوضوح كيف ان الخوف من هؤلاء الوحوش اصاب الجميع بالهلع والياس ودفعهم الى الالتفاف حول انظمتهم السياسية ..كيف لا والخوف يعتبر اكبر مرض معدي لان سيكولوجية الانسان مصممة للخوف والطاعة والخضوع للاقوى وهذا هو المطلوب فقد اظهر السحر مفعوله بسرعة واصبحت الولايات المتحدة تمرر سياساتها عبر الكونجرس كاحتلال العراق وافغانستان بسهولة والشعب مقتنع بان هذا هو الافضل لامنه وسلامته من العدو الخارجي
بهذا السلاح طبقت امريكا استراتيجياتها في المنطقة ولكن كما الاسلحة السابقة فانه سينتهي ,,,, فما هو السلاح الجديد او العدو الجديد الذي سيهدد امن الغرب وامريكا واسرائيل؟؟؟