مظاهر قلة الوعي - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

مظاهر قلة الوعي

  نشر في 04 أبريل 2020 .


يعتبر الوعي أمر هام جداً في حياة الإنسان والذي من خلاله تتمثل و تتشكل حياة الفرد إما لحياة مريحة و مرفهة و مليئة بالنجاحات أو لحياة مليئة بالمشاكل و المصائب و الكوارث ، فكلما زاد الوعي تحسنت الحياة و كلما قل زادت الحياة صعوبة عند الإنسان ، لذلك أحببت أن أذكر بعض الأمور التي تبين قلة الوعي لدى الإنسان لنتمكن من تفاديها أو تغييرها عند الوقوع بها .

أولى علامات قلة الوعي التي سأذكرها هي عدم إصلاح الإنسان لعيوبه ، كأن يعلم الفرد بعصبيته أو بحقده و حسده أو ببخله أو بجشعه ...الخ ، لكنه لا يقف مع نفسه وقفة تأمل ليفكر كيف يمكنه التخلص من هذه العيوب فهو لا يعترف بوجودها أساساً ، و تستمر الحياة عنده كأن شيئاً لم يكن بالرغم من معرفته ببعض العيوب التي يعاني منها والتي في كثير من الأحيان يواجه العديد من المشاكل من وراء هذه العيوب .

العلامة الثانية وهي عدم معرفة الإنسان بعيوبه وهذه مصيبة ما بعدها مصيبة ، وأود أن أؤكد هنا بأنك إذا ولدت و نشأت في دولة عربية فأنت بلا شك وبلا نقاش وبلا ريب تحمل من العيوب مالا تتصوره لكثرة عددها لأن المجتمعات العربية مليئة بأفكار و معتقدات خاطئة و مغلوطة تودي إلى كوارث ومصائب الداخل لها مفقود و الخارج منها مولود ، و يؤسفني القول بأن أغلب الناس سيفارقون الحياة دون معرفتهم بكل عيوبهم فضلاً عن إصلاحها .

ثالثاً أن لا يعلم الفرد قيمته و مكانته ، فلا يعلم بأنه خليفة الله في الأرض ، وبأنه الذي حمل الأمانة التي أبت السماوات و الأرض و الجبال أن يحملنها ، و بأنه الذي خلقه الله في أحسن تقويم و شرفه بالعقل وأعطاه من القدرات و المواهب مالا يعد ولا يحصى ، و سخّر له الله مافي الكون كله ، و أعطاه القدرة و الحرية لأن يصبح أفضل من الملائكة ، لكن و للأسف يعتقد الفرد منا بأنه لا فائدة له و بأن وجوده من عدمه ، و أنه لا يستطيع عمل شيء ذي قيمة و بأنه إنسان فاشل ...الخ من المعتقدات الخاطئة و الهدامة .

العلامة الرابعة أن يكون المصدر لدى الإنسان لتقييم نفسه هو الخارج لا الداخل أي أن يعتمد الشخص على الآخرين ليقيموه ، وهنا يقدم الإنسان حياته على طبق من ذهب للناس ليتحكموا به كيفما شاءوا ، فيفرح إذا مدحه الناس و يحزن إذا ذموه و يغصب إذا استفزوه ، فهو كاللعبة التي بين يدي الطفل يلعب بها إن أراد و يرميها وقت ما يشاء ، لذلك عليك أن تتخلص من الخوف من كلام الناس عنك و من الإهتمام بآرائهم حولك ، فالمصدر هو أنت لا الناس فابحث و قيّم ذاتك بذاتك .

العلامة الخامسة وهي علامة الثابت و المتغير ، لدى الكثير من الناس اعتقاد بقانون الثبات وهو يعني بأنه يسعى لهدف معين وما إن يصل إليه يكتفي و يقف مكانه ، و هذا من أكبر الأخطاء فالدنيا متغيرة باستمرار وكما يقال كل شيء متغير إلا التغير نفسه ، سأضرب لكم بعض الأمثال لتوضيح الفكرة ، هناك من يعتقد بأن التعلم يقف - وهو الثبات - بعد الإنتهاء من المرحلة الثانوية أو الجامعية وهو لا يعلم أن التعلم مستمر لآخر يوم في حياته ، و ذاك الذي يقف عند أول وظيفة يحصل عليها - هنا الثبات - و لا يفكر ولا يطمح بوظيفة أفضل و براتب أفضل ، وهناك من توقِف حياتها وطموحاتها فقط لوصولها لعمر معين - هنا الثابت - دون أن تدرك بأن الأعمار لا علاقة لها بالأعمال و الطموحات و الإنجازات .

و أخيراً هو أن يؤمن الإنسان بأن الحلول لجميع مشاكله من عنده و من مادياته ، فإذا واجهته مشكلة كبيرة لا حل لها - في نظره - لأن المعطيات المادية و المنطقية تشير لذلك و بأن كل الحلول مغلقة أمامه ييأس ويستسلم ، ففي زحام الحياة المليئة بالضجيج و بسيطرة المادة عليها يركز الإنسان على الأسباب و ينسى مسبب الأسباب ، ينسى بأن الله على كل شيء قدير ، و بأنه هو الأحق بأن يُعتمد و يُتّكل عليه في النوائب و المصائب ، و بأنه ما بين غَمضةِ عَين وانتباهتها يغيّر الله من حالٍ إلى حالِ ، فتوكلوا وثقوا بالله فهو المصدر مع الأخذ بالأسباب و لا تيأسوا من روح الله .

هذه بعض علامات قلة الوعي لدى الإنسان ، و يجدر بالإنسان بأن يرفع وعيه و يزيد إدراكه باستمرار ، تأكد بأن حياتك معتمدة و مرتبطة بدرجة وعيك ، فكلما زادت درجة وعي الإنسان سيحيى حياة ميسرة مليئة بالنجاحات و الإنجازات و قليلة من المشاكل و العُقد ، ولا يوجد للوعي نقطة نهائية أي أن الوعي لا حد و لا نهاية له وهذه تعتبر معلومة رائعة أي أنك ستستمر بالتكامل و التفاضل فالطريق لك مفتوح ، وهذا باعتقادي الشخصي ما يريده الله منا فهو لم يخلقك عبثاً و لم يجعلك خليفة له بدون غاية .

عمار محمد





  • Ammar
    عمار محمد علي ، طالب جامعي محب للعلم
   نشر في 04 أبريل 2020 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا