يعتبر الوعي أمر هام جداً في حياة الإنسان والذي من خلاله تتمثل و تتشكل حياة الفرد إما لحياة مريحة و مرفهة و مليئة بالنجاحات أو لحياة مليئة بالمشاكل و المصائب و الكوارث ، فكلما زاد الوعي تحسنت الحياة و كلما قل زادت الحياة صعوبة عند الإنسان ، لذلك أحببت أن أذكر بعض الأمور التي تبين قلة الوعي لدى الإنسان لنتمكن من تفاديها أو تغييرها عند الوقوع بها .
أولى علامات قلة الوعي التي سأذكرها هي عدم إصلاح الإنسان لعيوبه ، كأن يعلم الفرد بعصبيته أو بحقده و حسده أو ببخله أو بجشعه ...الخ ، لكنه لا يقف مع نفسه وقفة تأمل ليفكر كيف يمكنه التخلص من هذه العيوب فهو لا يعترف بوجودها أساساً ، و تستمر الحياة عنده كأن شيئاً لم يكن بالرغم من معرفته ببعض العيوب التي يعاني منها والتي في كثير من الأحيان يواجه العديد من المشاكل من وراء هذه العيوب .
العلامة الثانية وهي عدم معرفة الإنسان بعيوبه وهذه مصيبة ما بعدها مصيبة ، وأود أن أؤكد هنا بأنك إذا ولدت و نشأت في دولة عربية فأنت بلا شك وبلا نقاش وبلا ريب تحمل من العيوب مالا تتصوره لكثرة عددها لأن المجتمعات العربية مليئة بأفكار و معتقدات خاطئة و مغلوطة تودي إلى كوارث ومصائب الداخل لها مفقود و الخارج منها مولود ، و يؤسفني القول بأن أغلب الناس سيفارقون الحياة دون معرفتهم بكل عيوبهم فضلاً عن إصلاحها .
ثالثاً أن لا يعلم الفرد قيمته و مكانته ، فلا يعلم بأنه خليفة الله في الأرض ، وبأنه الذي حمل الأمانة التي أبت السماوات و الأرض و الجبال أن يحملنها ، و بأنه الذي خلقه الله في أحسن تقويم و شرفه بالعقل وأعطاه من القدرات و المواهب مالا يعد ولا يحصى ، و سخّر له الله مافي الكون كله ، و أعطاه القدرة و الحرية لأن يصبح أفضل من الملائكة ، لكن و للأسف يعتقد الفرد منا بأنه لا فائدة له و بأن وجوده من عدمه ، و أنه لا يستطيع عمل شيء ذي قيمة و بأنه إنسان فاشل ...الخ من المعتقدات الخاطئة و الهدامة .
العلامة الرابعة أن يكون المصدر لدى الإنسان لتقييم نفسه هو الخارج لا الداخل أي أن يعتمد الشخص على الآخرين ليقيموه ، وهنا يقدم الإنسان حياته على طبق من ذهب للناس ليتحكموا به كيفما شاءوا ، فيفرح إذا مدحه الناس و يحزن إذا ذموه و يغصب إذا استفزوه ، فهو كاللعبة التي بين يدي الطفل يلعب بها إن أراد و يرميها وقت ما يشاء ، لذلك عليك أن تتخلص من الخوف من كلام الناس عنك و من الإهتمام بآرائهم حولك ، فالمصدر هو أنت لا الناس فابحث و قيّم ذاتك بذاتك .
العلامة الخامسة وهي علامة الثابت و المتغير ، لدى الكثير من الناس اعتقاد بقانون الثبات وهو يعني بأنه يسعى لهدف معين وما إن يصل إليه يكتفي و يقف مكانه ، و هذا من أكبر الأخطاء فالدنيا متغيرة باستمرار وكما يقال كل شيء متغير إلا التغير نفسه ، سأضرب لكم بعض الأمثال لتوضيح الفكرة ، هناك من يعتقد بأن التعلم يقف - وهو الثبات - بعد الإنتهاء من المرحلة الثانوية أو الجامعية وهو لا يعلم أن التعلم مستمر لآخر يوم في حياته ، و ذاك الذي يقف عند أول وظيفة يحصل عليها - هنا الثبات - و لا يفكر ولا يطمح بوظيفة أفضل و براتب أفضل ، وهناك من توقِف حياتها وطموحاتها فقط لوصولها لعمر معين - هنا الثابت - دون أن تدرك بأن الأعمار لا علاقة لها بالأعمال و الطموحات و الإنجازات .
و أخيراً هو أن يؤمن الإنسان بأن الحلول لجميع مشاكله من عنده و من مادياته ، فإذا واجهته مشكلة كبيرة لا حل لها - في نظره - لأن المعطيات المادية و المنطقية تشير لذلك و بأن كل الحلول مغلقة أمامه ييأس ويستسلم ، ففي زحام الحياة المليئة بالضجيج و بسيطرة المادة عليها يركز الإنسان على الأسباب و ينسى مسبب الأسباب ، ينسى بأن الله على كل شيء قدير ، و بأنه هو الأحق بأن يُعتمد و يُتّكل عليه في النوائب و المصائب ، و بأنه ما بين غَمضةِ عَين وانتباهتها يغيّر الله من حالٍ إلى حالِ ، فتوكلوا وثقوا بالله فهو المصدر مع الأخذ بالأسباب و لا تيأسوا من روح الله .
هذه بعض علامات قلة الوعي لدى الإنسان ، و يجدر بالإنسان بأن يرفع وعيه و يزيد إدراكه باستمرار ، تأكد بأن حياتك معتمدة و مرتبطة بدرجة وعيك ، فكلما زادت درجة وعي الإنسان سيحيى حياة ميسرة مليئة بالنجاحات و الإنجازات و قليلة من المشاكل و العُقد ، ولا يوجد للوعي نقطة نهائية أي أن الوعي لا حد و لا نهاية له وهذه تعتبر معلومة رائعة أي أنك ستستمر بالتكامل و التفاضل فالطريق لك مفتوح ، وهذا باعتقادي الشخصي ما يريده الله منا فهو لم يخلقك عبثاً و لم يجعلك خليفة له بدون غاية .
عمار محمد
-
Ammarعمار محمد علي ، طالب جامعي محب للعلم