رؤى الحجاز
فيصل البكري
من الثابت بأن لكل منّا مقاس لسرواله الذي يرتديه.
نوعه وشكله ثم طوله وعرضه.
فهنالك "سروال" ما يُعرف بالسُنة والسروال السادة الطويل. وكذلك سروال خط البلدة وما يسمى بالحجازي الذي يكون أطرافه مشتغلة بأشكال بديعة تسر الناظرين.
فجميع تلك "السراويل" مختلفة المقاسات بين عريض ومُتقبّض حسب التضاريس والهضاب الجسمانية لكل فرد.
فصاحب الهضاب المنخفضة يحتاج لمقاس أصغر. خلاف أصحاب "التُبّـة" فهم في حاجة للمقاس الأوسط.
أمًا أصحاب " التلَّـة" فقد لا يجدون مقاساتهم فيلجؤون لخياط الحي لإضافة "المطاط" حتى يستقم السروال مع الخصر خوفآ من إنزلاقه.
عمومآ… لم يكن موضوعي اليوم لكشف ما يرتديه الفرد. فأهل مكة أدرى بشعابها.
فكما أن "للسراويل" مقاسات. فإن لأدمغة البشر مقاسات أيضآ. وهي صفة مكتسبة وليس لها علاقة بالجينات الوراثية التي يكون فيها دماغ الفرد عند الولادة من الحجم المتوسط. حينها يبقى الدماغ على حاله مستكين في مكانة محتفظآ بصفاته الوراثية حتى يأتي إليه متغيرات ذاتية مكتسبة تغيره لفصيلة "الناعقون" حسب المتغيرات التي طرأت على حجم دماغ ذلك الفرد.
الأن بعد قراءة المقدمة فأنا على يقين بأن الكثير منكم يقول: ماذا يريد أن يصل إليه هذا الكاتب الأشدخ.!؟
فإذا أتفقت معي على ما سردته سابقآ بأن الصفة الوراثية لدماغ الإنسان يفترض أن تكون بالفطرة من ذوات المقاس المتوسط. حينها تكون قد فهمت ما أقصده بأن الإنسان إذا أمعن في إستخدام دماغه خارج نطاق ما حدده الخالق له. فإن تضخم الإفرازات لديه تجعل من مقاس رأسه كرأس الثور المكسيكي. وأدركت أطراف المعادلة. وتوصلت معي إلى حل لفهم معضلتين وهي التباهي والتفاخر وفرد العضلات للبعض بأن الإنتصار سوف يكون طريقآ وحليفآ لهم. والأخرى الكسوف والخجل والتواري من بعد الهزيمة والخزي والعار وما كانوا عليه من إستعداد للموت في سبيل الإنتقام وتصفية الحسابات لا من أجل الفوز والنجاح.
كنت أراقب عن كثب منذُ أن كنت مقيمآ بين "جبال كيسارا وسواحل الريفييرا" قضية رفعها خمسة أشخاص يقال بأنهم أب وأم وأطفالهما الثلاثة على رئيس تنفيذي لإحدى الشركات. معين من قبل جهة قضائية. يدّعون عليه بأنهم لم يستلموا مستحقاتهم التي بلغت ملايين الريالات.!
وبين الكر والفر وتقديم المستندات والإثباتات ودحض إفتراءت وكذب المدّعين من قبل مدير الشركة خلال الجلسات التي أستمرت لأكثر من إثنى عشر جلسة على مدى عام أو يزيد. كان فيها المدّعين بقيادة "شيتا" يعيشوا نشوة الفوز والانتصار. ناهيگ عن الدعم اللوجستي من قبل المنافقين والحاقدين وأصحاب المصالح والمنافع.
وفي أخر جلسة قضائية للفصل فيها في ظل ثقة مدير الشركة بأن دعوى المدّعين ما هي إلا دعوى كيدية مفتعلة من أجل زرع الفتن والضغينة.
فجأة ظهر المارد السحري يُحدث المدّعين عن فوائد وأضرار "الفنكوش" أثناء تداول القضاء المعينين للفصل في القضية.
فكانت المفاجأة مؤلمة والضربة قاضية حينما رُفض دعوى المدّعين بعد ما ظهر ظلالهم وكذبهم. ثم تواروا عن السمع والنظر.
فمن خُلق "للنهيق" لا يمكن له أن يطير والله الموفق…