إختلاف الرأي.!؟ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

إختلاف الرأي.!؟

  نشر في 29 يونيو 2023 .

رؤى الحجاز

فيصل البكري

كلما أختلف الناس مع بعضهم البعض في حواراتهم. تكون عبارة…

"إختلاف الرأي لا يفسد للود قضية".!

حتى أصبحت تلگ العبارة شائعة الإستعمال بين أفراد المجتمع.

وبرغم أنني واحدا مما يعترضوا على تداول تلك العبارة التي عُممت لتصبح واحدة من العبارات الأشهر في عصرنا بسبب أن الغالبية من الأشخاص يرددونها على مضض خوفآ من إغضاب الأخرين ممن أختلفوا معهم في الرأي. خاصة إذا كان هؤلاء تربطهم صلة رحم وقربى فيضمرون بتعمد وإصرار عكسها في نفوسهم. فيما يقولها ويرددها قائل لكبح جماح حالة غضب يراها بين متحاورين.

فما أراه اليوم من حوارات بين أبناء أسرتي المكية وما لأجدادها العظماء من تاريخ في بلد الله الحرام يشهد لهم القاصي والداني لشيئ يدمي القلب لعدم إتفاق الكثير على رأي محدد تجاه قضية "الأوقاف" التي جعلها الأجداد أحد أركان التعاضد والألفة والمحبة بين أحفادهم. ولكن للأسف أصبحت سببآ في الفرقة والضغينة والحقد والحسد وتطاول الصغير على الكبير.!!!

ومن خلال قرأتي للكثير من الحوارات والنقاشات بين أبناء العمومة في هذه المجموعة وجدت إختلافات بين مؤيد ومعارض أو متفق جزئياً.!

وقد يكون أحد أهم أسباب الاختلاف في الرأي هو مدى فهم الأمور واستيعابها من قبل البعض بشكل عكسي.

فالقدرات الفكرية متفاوتة من شخص لآخر حسب التفاوت العلمي والثقافي والخبرة وفن التعامل لكل شخص.

فالنقد وارد في الحوارات بعيدآ عن التلميحات من قبل الفئة المعارضة التي لا تتفق مع الأفكار المعروضة أو لديها وجهات نظر مختلفة قد تكون صائبة لا تتقبلها الفئة الأخرى.

فمنذُ عقود وأنا أتابع حوارات الأسرة المنصب حول "الأوقاف" دون غيرها.!

فتغير سلوكنا إتجاه بعضنا البعض حتى أصبحنا متفرقين لا يرى الكثير منا إلا في "المأتم" إن أستشعرنا بالإسلام .

أما العادات والتقاليد فأندثرت مع أهل الهمم والقيم من أجدادنا وآبائنا رحمهم الله.

في ثقافتنا كأسرة لها السبق في إنشاء المجلس العائلي في مكة المكرمة على يد إمام الحرم الشيخ أبو بكر بن صديق بن سليمان. عام ١٠٨٦هـ. تحول إختلاف الرأي بين أبنائها الى عراك كلامي مشحون بالانفعال الذي يقود إلى الإحباط والتشنّج عن طريق النقد اللاذع أو التهجم على من يبدئ الرأي السديد. فيتم تسفيه أقواله وجرح مشاعره وخدش إعتباره من أشخاص تحابي طرف على الأخر دون المصلحة العامة.

لقد تربينا على فكرة الإنتصار والغلبة وإلقام الآخرين حجرا. وليس على فكرة التشارك ومحاولة الفهم والقبول بسلمية التراحم والتضامن كأسرة واحدة جدها الأكبر الصديق رضي الله عنه.

فبمجرد أن نختلف في الرأي نتخذ شكلا آخر ومنحنى آخر نبتعد من خلاله عن الموضوعية فنجد إختلاف بين رأي ورأي. يتحول الأمر إلى محاول إقصاء الآخر ليصل الأمر إلى حد القطيعة والكراهية.!

فمن أكبر الأكاذيب التي نعيشها اليوم.

أننا نخدع أنفسنا بتكرار عبارة…

إختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.

فإذا كان الغراب دليل قومٍ. فعَيْبُ القَوْمِ لا عَيْبُ الغُرَابِ والله الموفق.



   نشر في 29 يونيو 2023 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا