المرشح الرئاسي في الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب أصبح رمزا للعنصرية والخوف من الأجانب (الزينوفوبيا) فالمرشح ترامب تعمد أن ينتهج لغة الكراهية والترهيب من الغير في حملته الإنتخابية لقد جعل من حملته ملاذا آمنا للعنصريين و الإقصائيين . لم يعد ترامب مجرد تمثيل لفرد ولكنه أصبح رمزا لهذا الخطاب من الحقد والكراهية . ولكن دعنا ننظر للأمر من منظور مختلف، يا ترى كم ترامب لدينا في مجتمعاتنا يحرض على الكراهية والإقصاء ؟!
ينظر المشاهد المسلم العربي إلى شاشات التلفزيون مستهجنا وغاضبا من الخطاب الأمريكي العنصري ولكن أليست مجتمعاتنا أكثر عنصرية ؟
مواطنوا كل دولة عربية يحتقرون مواطنين عرب آخرين أقل منهم مستوى أو على الأقل هكذا يعتقدون ، حتى أصبحنا أمام هرم من الاحتقار والازدراء ليس من على قمته منتصر ولكنه مذلول بارتدائه عباءة العنصرية . ألم تكن الثورات العربية وما جرى فيها مثال على حب إقصاء الآخر لدينا أولم تتسابق التيارات السياسية والمجتمعية على إقصاء بعضها البعض في أول انتخابات لتمثيل الشعوب الثائرة. من الطبيعي أن يحب الإنسان قومه وعشيرته ولا ضير في ذلك ولكن زين للبعض أن مع ذلك تتحتم ضرورة ازدراء الغير . فكيف لنا أن نستغرب من حال ترامب مع المسلمين أو المهاجرين اللاتينيين ونحن نرى حالنا هذه وكيف أننا لا نرى جرما في ما نقوم به من إبعاد للغير أو الأجنبي بل ونبرر لتلك التصرفات . تصرفات نراها في الأسواق و المدارس والدوائر الحكومية وحتى المساجد . لماذا ننشغل بدونالد ترامب الأمريكي قبل أن نتخلص من أشباهه في أوطاننا الذين يوجدون في كل شارع ومجلس يستمرون في نشر خطاب الكراهية و إيهام المجتمع بأن أي غريب يدخل عليه إنما هو لتدميره والاستيلاء على خيراته.
مثل هؤلاء يستمدون قوتهم من يأس الإنسان ومحاولته إلقاء اللوم على الآخرين.
لذا علينا التنبه لكي لا نقع فريسة لهؤلاء الذين يستغلوا كراهيتنا وخوفنا ليصلوا إلى مطامعهم