أعتاب البركات : الجزء الرابع
" واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا "
نشر في 25 ماي 2017 .
4- العداوة بين الناس
أيضا من الأعمال التى تعرقل رفع الاعمال و تقبلها , وحجب الخير , والرحمة ..العداوة و البغضاء بين الناس , وكثرة الجدال واللغو و المشاحنات , والغيبة والنميمة و الأحقاد وقول الزور , وايذاء الناس دون وجه حق ..
فقال رسول الله " صلى الله عليه وسلم " : ( من لم يدع قول الزور و العمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه و شرابه )
فكيف يظلم المسلم أخيه المسلم أو يشهد بالزور أو يغتابه وينتظر تقبل صيامه و الأجر عليه ؟!
كيف نعادى ونخاصم و نطمع أن يغفر لنا ربنا ما تقدم من ذنوبنا فى شهر التوبة , والمغفرة , والرحمة ؟! وقد حجب الله مغفرته عن المتخاصمين حيث قال الصادق الأمين – صلوات الله وسلامه عليه - : ( ان الله لا يغفر للمتخاصمين حتى يصطلحا ) وقال فى حديث اخر : ( ان الله ليطلع على أعمال خلقه فيغفر لجميع خلقه الا لمشرك أو مشاحن )
وفى حديث عائشة – رضى الله عنها – قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ان أبغض الرجال عند الله الألد الخصم ) فهؤلاء أصحاب القلوب القاسية التى تفتقر الى اللين, و الرحمة ,والرفق بالناس , التى لا تلتمس أعذارا لأحد , ولا تأخذها شفقة بأحد , ولا تقبل اعتذارا , ولا تتراجع عن اصرارها على العداوة ..هم أبعد الخلق عن الله ..لأن القسوة تذهب الخشوع من القلب و تنأى بالعبد عن ربه كما تنأى به عن الناس قال تعالى : " ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك " وقال فى ايه أخرى : " ثم قست قلوبهم من بعد ذلك فهى كالحجارة أو أشد قسوة " .
وصدق( مالك بن دينار ) عندما قال : ( ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب ) وقال رسول الله " صلى الله عليه وسلم " : ( ان من علامات الشقاء جمود العين , وقسوة القلب , وشدة الحرص على الدنيا ) .
وكما أن الخصام و العداوة بين الناس تعكر صفو الحياة , وتخل بتوازنها , وتملأ القلوب أحقادا , وتحجب حب الله و مغفرته ..فالحب و العيش فى سلام يسعد القلوب , ويريح النفس , ويشيع البر و الألفة والمودة بين الجميع .
ومن أهم ثمرات الحب الخالص لله , هو حب الله للمتحابين فقد قال الله عز وجل فى حديث قدسى : ( وجبت محبتى للمتحابين في , والمتواصلين فى , والمتناصحين فى , والمتزاورين فى , والمتباذلين فى ..المتحابين فى على منابر من نور يغبطهم بمكانهم النبيون و الصديقون و الشهداء ) .
وأخبرنا الرسول " صلى الله عليه وسلم " أن الله تعالى يوم القيامة يقول : ( أين المتحابين بجلالى فاليوم أظلهم بظلى يوم لا ظل الا ظلى ) .
وعن الرسول " صلى الله عليه وسلم " أنه قال : ( والله لا يتحابا اثنان فى الله الا و أحبهما الله ) ...
فهل من عاقل يضحى بحب الله له ويصر على الخلافات و القطيعة ؟!
لذلك ينبغى علينا أخى المسلم تصفية نفوسنا من أى عداوات او مشاحنات حتى نستقبل هذا الشهر الكريم دون أن تحوى قلوبنا ذرة حقد لأحد , بل قلوب عامرة بالصفاء والنقاء والتسامح و الاخاء .
وليس هذا فحسب , بل يجب أيضا أن يمتد هذا للاخرين ونعمل على نبذ أى خلافات بين الناس , وازالة أى عداوات بينهم ..فقال تعالى : " انما المؤمنون اخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون " وقال الصادق الأمين الذى لا ينطق عن الهوى : ( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ..قال : اصلاح ذات البين .
فقد عظم الله هذا العمل و رفع قدره حتى أنه أحل الكذب للصلح بين المتخاصمين .
فاذا أردت أخى المسلم الاقتداء برسول الله , وامتثال أوامره بعزم و قوة , فتذكر أنه " صلى الله عليه و سلم " عندما وصف أهل الجنة قال : ( كل مهموم القلب صدوق اللسان ) فقالوا : يا رسول الله نعرف صدوق اللسان , فمن هو مهموم القلب ؟ قال : ( التقى النقى الذى لا اثم فى قلبه ولا غل ولا حسد ) .
------------------------------------------------------------------------------------------------------