الأدب بين القديم والحديث
أدباء مواقع التواصل الاجتماعي
نشر في 27 أكتوبر 2016 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
لماذا لانترك لأقلامنا الأرض ممهدة من دون تدخل لتسيل بما تعرف هي ،لمَ لا ندع الحبر يجري بعلمه فيسيل أنهارا؟!
لا يمكن للكاتب ان يصبح ذا قلم سيال إن لم يطلق العنان لريشتيه تخط ماتريد وحدها،إن الوعي التام أثناء الكتابة كالذهول التام كلاهما يضعف المبنى ويفسد المعنى،ومارأينا الفساد الادبي المعاصر إلا لأن الإلهام لم يعد له مكان في الرقع التي نكتبها وننسجها فكساها التكلف والتقعر الزائدان ،فاصبح القارئ المتذوق يتمنى ان يعثر على بستان أأدبي يلتقط زهوره بدون ان يخدشه الشو ك والعوسج ،إرحموا عواطفنا وعقولنا من الوحشة المنخلعة على كتاباتكم التي نعيش كل الوحدة حين نقطع مفاوزها والتى نظن قبل تناولها انها جنات وأنهار،وإذ بنا نظمأ وقد أتينا نبحث عن الماء والطعام لنشبع الروح من جوعها وعطشها،ونحترق من لهيبكم وقد كنا نتوق لغصن نتفيؤ ظلاله ،إن البساتين التي تركها العرب في العصور الغابرة ،لم تحتج أنهارا كي تربوا فروعها،بل كان الذوق والقريحة الصافية مادتها والينبوع الذي تنهل منه،فتجد الصحراء والبادية مروجا خضراء ،من أدبهم الفتان،فكلما قطعت حديقة وجدت مابعدها أجمل،تبهرك اظلاف الجياد تخط خطوط الماء المنحدر ،فتلمح على الاطلال تعانق شجرالسرو الشامخ ،وفي الرماد أوراق الصفصاف وقد أذبله الخريف،ويسمعك ابن الملوح بصوته بلبلا صداح وهو يقبل جدران بيت العامرية، وكثير عزة اسد هصور في مشيته، وجميل بثينة شجرة الكنياء الصلبة في الوفاء للاباء ،والفحش في شعر ابن ربيعة كالاغصان المتكسرة التي أعدت حطبا لنار،وفيضان حسان ابن ثابت يقتلع العشب الذي يحيل بين الشجر والصلاح،والخضرة الكاسية للارض قصائد تماضر بنت الخنساء تبكي أخاها دهرا وتقدم دماء ابنائها مهرا، تشم العطر في دماءعنترة وهو يذكر ثغر عبلة بين الرماح والسيوف،ترى الفروع المعتدية على بعضها في ابيات طرفة بن العبد وهو يشكو ظلم ذوي قرابته،تاسرك عناقيد العنب التى عصرت وخمرت وام عمرو ابن كلثوم تأبي أن تكون خادمة لنديدتها فهي إبنت الاكرمين،يرهق طنيين الخنفساء أذنيك في الليل الذي حل بامرئ القيس لتتنفس الصعداء حين يأمره بالانجلاء.
أنا لست كاتبا يحاول أن يزج نفسه لينال من أحد ،إنما أنا قارئ متذوق يرنو لأن يرى في إمته مبدعين كثر كما كان في القديم ،إذ يقاس رقي الامم بمستوى ثقافة أفرادها وروادها ،ففي القديم كان الاعرابي يبهرك بسليقته والامي بفصاحته، والله المستعان.