منذ ايام قليلة استيقظت على خبر محاولة قوات ضئيلة من الحرس الرئاسي فى دولة النيجر القيام بانقلاب عسكري ضد الرئيس المنتخب ديموقراطيا محمد بازوم وسرعان ما انضم الجيش لقوات الحرس الرئاسي الانقلابية ليتأكد بعدها نجاح الانقلاب دون مقاومة داخلية تذكر. 

قبل الانقلاب لم اكن اعلم شيئا عن النيجر سوى انها دولة افريقية فقيرة تقع فى وسط قارة افريقيا ولكن بعد الانقلاب علمت الاتي :

1- الرئيس الشرعي محمد بازوم منتخب ديمقراطيا وتولي منصبه قبل نحو عامين فقط من الانقلاب عليه.

2- صحيح ان محمد بازوم معروف عنه دعمه للنفوذ الفرنسي لكنه كان يحظي بقبول شعبي وقبل الانقلاب عليه لم يكن موجود فى العاصمة نيامي او فى اى اقليم اخر اى تحركات شعبية ضده او اى مطالب شعبية برحيله بل على العكس ففي الساعات الاولي من الانقلاب نزلت بعض الجماهير المؤيدة للشرعية للتظاهر عند القصر الرئاسي دعما لبازوم ولكن تم تفريقهم بالقوة.

3- يتواجد على اراضي دولة النيجر قواعد عسكرية امريكية وفرنسية والمانية.

4- حين تأكد نجاح الانقلاب ولعلم قادته بأنهم يفتقدون للشرعية وللتأييد الشعبي بدأوا حملة دعائية ممنهجة يستخدمون فيها الشعارات الشعبوية الرنانة لتصوير انفسهم على انهم وطنيون دعاة للاستقلال وان انقلابهم يهدف الى طرد فرنسا من بلادهم ومنع التدخل الاجنبي، وقد نجحت بالفعل هذه الحملة الوهمية فى خداع الجماهير وبدأ الانقلاب يكسب تعاطفا شعبيا.

5- لم تخلو اى فاعلية مؤيدة للانقلاب كبيرة كانت او صغيرة من علم روسيا التى لا تتشارك مع النيجر لا فى الدين ولا في اللغة ولا فى المحيط الجفرافي فضلا عن ان سياسة روسية الاستعمارية لا تختلف شيئا عن فرنسا. ويأتي هذا تمهيدا لاستدعاء الانقلابيين لمليشيات فاجنر الروسية لاحتلال النيجر كما احتلت مالي وبوركينافاسو قبلها.

6- لو لجأت فرنسا وحلفاءها للمواجهة العسكرية ستشتعل حرب دامية تحرق الاخضر واليابس ليس فى النيجر وحدها ولكن فى كل دول وسط وغرب افريقيا.

الخلاصة :

1- كل قادة الانقلاب ليسوا الا مغامرين متهورين طامعين فى السلطة ارتضوا لانفسهم ان يكونوا قطعة شطرنج فى ايدي القوى الدولية المتصارعة وارتضوا لوطنهم ان يكون ساحة حرب بين نفس تلك القوى الدولية.

2- رغم كل المآخذ على الرئيس الشرعي محمد بازوم يجب على الجميع احترام الارادة الشعبية التي اتت به واتباع اليات التغيير السلمي لازاحته كي لا تزهق الارواح وتنزلق البلاد فى مستنقع الفوضي.

الى كل الشرفاء من العرب والمسلمين والافارقة بل فى كل العالم، هل نساند الشعب النيجري فى معركته لاستعادة الشرعية ام ننخدع بالشعارات الفارغة ونندفع فى تأييد انقلابيين اندال؟؟