شكرا كورونا "رسالة مُحب زمن الكورونا " - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

شكرا كورونا "رسالة مُحب زمن الكورونا "

  نشر في 07 ماي 2020  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

في وجه آخر لكورونا غير الذي تعلمون ، البعضُ منَّا ربطته كورونا بأحداثٍ وأشخاصٍ يُستحالُ إدراجهم في رفوفِ النسيان ، ساهموا في صناعةِ واقعٍ أجمل في ظلِّ هذا الكمّ الهائل مِن الخرابِ واليأسِ الذي يُخيمُ على أيامنا.

فلقد سَاهمتْ كورونا بتركِ جزءٍ جميل في سوادِها الحالِك ، شيءٌ منزوعٌ مِنْ كثيرنا ، لفيفٌ مِنْ العالمين لا يخضعُ لأي تصنيف ولا تجري عليه قوانين العَوامّ ، جَعلنا نقولُ برحابةٍ تملأُ الأرجاء

"لقد تمخضتْ الأزمةُ فسحةً وسلطانًا"

منحتنا الأزمةَ فرصةً جديدةً لنخوضَ نقاشًا لا يُمل ، نعيشُ عُزلةً بعيدًا عن الظلمِ والحربِ ..التعصب والجهل .

منحتنا صفاءَ الذهنِ والخاطر لتُعانقَ ببساطة أقلامُ الكاتب أوراقه ، وريشةُ الرسام لوحاته .

جعلتنا نفكرُ في توجهاتنا وغاياتنا ، ونتخلص مِنْ عادات لطالما كان الوقت حجة في دوامِها ، رتبنا أولوياتنا، والأهم مِن كلِّ ذلك أننا أدركنا قيمةُ الحرية .

تأملنا نعم الله علينا ، لنردد وبعد كل سيناريو وحشيّ يمرُ بالبالِ "الحمد لله"

الحمد لله على الأسرةِ والبيت

الحمد لله على الدفء والاحتواء

الحمد لله على أمورٍ مِنْ رتابتها كنا قدْ نسينا وجودها

شكرا كورونا فلقد أصبحنا نكتبُ الشعر بسلاسةٍ بعد أن أَسدتْنا الأيام في هذه الضائِقة تميمِ الفكر والغاية ، وهبتنا جزء مخصص لنا بألقابه وأسراره لا يُنازعنا عليه أحد ، أعطتنا نافذة نرى العالم ورديا مِنْ زجاجها.

شكرا كورونا على تكبدك عناءَ التغييرِ ومشقةُ التوفيق بين الغريب والبعيد ، شكرا بحجمِ الآسى والفقد على ما كَسبنا في هذه الفترة ، شكرا على الأمل الذي تجدد فينا بوجودِ ثلة من بني آدم تدانينا بكل ما نطمح ونأمل

شكرا على أشخاصٍ كُثر قد لا تسعهم الكلماتُ وصفًا ، نقف أمامهم حائرين أنحن السعداء بهم أم هم المُبهجين

شكرا على أيامٍ جعلتنا نكتب :

كَمَدتُ فِيكَ أُزُوْفِي وإِقْصَائِي

أَجئت يا لُدّي مُريدٌ أم مُجَافي

أتَرَه حَللتَ أم مَثُوبةُ اعتكافي

ومستباحةٌ فِيكَ كلُ احتمالاتي

بَحثتُ عنكَ في أهلِي خِلَاني

حَتى ضَاع في التيماءِ بُرْهَاني

ذِرَاعي أنتَ والرسغُ والقلمُ

أَ وحلالٌ فَصمُ أثقلُ أعضَائي

مَضيتُ جِواركَ حَتى حَسِبتُ

أنكَ مِنْ فرطِ الدُنُوّ جَنَاحي

كالرِّئْبَالِ كنتَ لقلبِي و وجداني

وكأن العقمُ بَعدك آضْ رَخَائي

مرآتي ظَننتُكَ مِنْ عُمقِ التَساوي

وأنا التي رَمقتُ فيكَ كُل أوصَافي

بَحَثتُ عنكَ في شِعرِي وأوراقِي

في وجوه أطفَالي .. وصَحوتِي ومَنامي

مَرَرْتُ دَيَّارَك والدَيْجُورِ يَحدِيني

وصَبابةُ الملهوفِ مَا عَادتْ لتُنْجِيني

حَدثتُ عنك في الأحياءِ أَوكَحٌ

عَلَّه مِن شدةِ بَأسِكَ يحْمِيني

بَرَحتُ عنكَ وقَلبي المكلومُ يُخطرني

أن حياتي بَعدك ما عَادتْ لتُحيني

تَبكِيكَ عَيني ورُوحي والشَجى يُبكِيني

وقد تقَطعتْ مِن الوغى جميعُ شراييني

ناجيتُ اللهَ في هزيعِه يُنسيني

مَنْ استوطن مَركزي وتفاصيلي

ورُحتُ أَنشدُ باسمِه شعري وأهازيجي

ونسيتُ عهدًا قَطعتُه عَلى ديني

أدم عليّ وصالِك لوْ جف التْلَاقي

فما ضَرّ الغريقُ تَلاطُمُ الأمواجي

نَازعتَ فيني عادتي وإعتيادي

و غنمتْ مِني سَهري والليالي

عَلمتني سُهد الليالي وتَركتني

حَتى دَأبتُ وأنتَ الراقدُ لا تُبالي

وهَجرتني وحدي أصارعُ وحدتي

و قَد وعدتني أنَّ تُآلفَ ولا تُجافي

دَانيتْ منّي أهلي وأنصاري

فمَا ضَرّكَ يا خدّنِي لو صرتْ قُربَاني

فلا تهجرْ يومًا أو تُنَأي

ولا تقطعْ الوصلَ بعد السلافاتي

ولا تمقتْ يومًا أو تُعادي

فأصبحُ غَريمكَ بعد آلفةٍ وإئتلافي

يَا وهني عليكَ ويَا هواني

وفيكَ اجتمعتْ جُلُّ تَناقُضاتي

آنس بقربكِ شَقَذي وحالكاتي

واسدل بزَلّفكَ ستارُ مناماتي

يا غُربتي فيكَ ويا مَأساتي

وفيكَ تلخصتْ كُلُ ابتهَالاتي

أَأُخبرُ المشيبُ أم الشبابِ ؟

عمَن سَلبنْي طَليعتي وخِتامي

إن كنتُ سأصفه بالكلماتَ

سأنظمُ المدحَ حَتى مماتي

يا غصةَ عُمري وفناءُ أيامي

أَبمثلكَ تُقال إهتِجاءاتي؟!

أَأُبدي عليكَ حرصي أم حنيني؟

يا شوقَ يعقوب الذي يحتريني

تَرفق ولا تهرعَ أو تُقاسي

يا هني العيشِ يا خلَّ الليالي

سَلوتني أو تَذَكرتني مَا عَاد يَعنيني

فطيفُ ديارَكَ وحده يُثريني


  • 3

   نشر في 07 ماي 2020  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا