أكثر من عام ونصف و لا يمر يوم إلا و يخرج علينا السيد المتحدث بإسم القوات المسلحة المصرية ، ليعلن بأن قوات الجيش و بالتعاون مع قوات الشرطة ، قد قاموا بتصفية مجوعة كبيرة من الإرهابيين أو التكفيريين بحسب تسميتهم ، لدرجة أنه في الأسبوع الماضي ، و في يوم واحد فقط ذكر السيد المتحدث بأسم الجيش بأنه تم تصفية اكثر من مائة تكفيري!!.

المثير للدهشة والإستغراب أننا و بعدها بسويعات قليلة نستيقظ علي عمليات إرهابية جديدة هناك، ضد قوات الجيش أو الشرطة ، يسقط علي إثرها قتلي وجرحي ، سواء علي الأكمنة أو علي وحدات الجيش العاملة أو معسكرات للأمن المركزي .

فإذا كان معدل تصفية الإرهابيين بهذا الحجم الكبير طيلة الفترة الماضية ولم نري توقف نهائي أو علي الأقل إنخفاض لمعدل وتيرة العمليات الإرهابية هناك ، إذن نحن بالضرورة في حاجة الي استجلاء مجموعة من الأسئلة للوقوف علي حقيقة ما يجري هناك ، علها تشكل طاقة نور نصل من خلالها الي تغير الاستراتجية التي تتعامل بها الدولة مع هذه المجموعات ، حتي نستطيع في النهاية ، أن نعيد الهدوء و الإستقرار والأمن مرة اخري الي هذه المنطقة من ارض مصر ، وقبل هذا وذاك نوقف حمام الدماء التي تسيل ، ولا سبيل لتوقفها حتي الان ، وإيقاف اتساع رقعة الكراهية المتنامية ضد قوات الجيش والشرطة هناك ، لننطلق بعدها نحو التنمية الشاملة لجزء غالي و عزيز علينا جميعاً .

وهذه الأسئلة هي .

هل لدي القيادة العسكرية تصور عام عن أعداد من تسميهم إرهابيين أو التكفيريين؟.

هل هناك روافد تغذي هذه المجموعات ؟. وما هي مصادرهم لتجنيد أعداد اضافية ؟.

هل لديهم علاقات بمجموعة او منظمات او دول خارجية ؟.

هل الجيش يبالغ أحيانا في اعداد القتلي حتي يضيف لنفسه رصيد علي الاقل من الناحية المعنوية ؟.

طيلة هذه الفترة هل عجزت المخابرات العامة و العسكرية وكافة الأجهزة السيادية عن اختراق هذه المجموعات ؟.

ما حقيقة التعاون الأمني بين الجيش واسرائيل ؟. لماذا نستبعد أن يكون لإسرائيل دور فيما يجري هناك؟.

من أين تحصل هذه الجماعات علي السلاح برغم من طبيعة سيناء التي تجعل من السيطرة علي مداخلها أمر ليس بالصعوبة بإمكان ؟.

هل لديهم مقرات للقيادة يتم التحرك من خلالها ؟.

هل لمليشيا محمد دحلان علاقة بما يجري هناك؟.

لماذا لا يتم السماح لكافة وسائل الإعلام (صحف قنوات) لكشف ما يجري علي ارض الواقع ؟. حتي يكون لدي المصريين تصور حقيقي عما يجري هناك ، وقطع اي محاولة للتهويل او التهوين مما يجري هناك.

هل تعيد السلطة التفكير مرة أخري في استخدام اسلوب العصي والجزرة ، علها تأتي أؤكلها و يتوقف نزيف الدم المستمر من الجانبين .

لماذا لا تبعث الدولة برسائل لطمأنة هذه العناصر التي تصفها بالتكفيرية او الإرهابية ، تحثهم من خلالها علي الإستتابة والعودة للرشد ، مع الالتزام الكامل بعدم الملاحقة الأمنية و توفير الحياة كريمة لهم .

لماذا لا يتم طرح طريقة التعامل مع هذه المشكلة الحقيقة للمناقشة بشكل جدي و موضوعي علي الشعب بشكل عام وسكان سيناء بشكل خاص للوصول في النهاية الي نهاية لمسلسل دوامة العنف ؟.

التجربة المؤلمة في افغانستان وباكستان واليمن وغيرها من المناطق هي خير عبرة ان القوة وحدها لا تجدي نفعا ، مع هكذا جماعات .

السيد الجنرال السيسي كان له حديث عن استخدام العنف ضد اهل سيناء حيث قال بالحرف ان مقتل احد المظلومين من أهل سيناء علي ايدي الجيش او الشرطة من شأنه أن يخلق حالة ثأرية ، و مع استمرارها سنجد انفسنا امام حالة عدائية لا قبل للجيش أو الشرطة بها.

إذن لماذا يصر النظام علي استخدام لغة السلاح و القتل والتي من شأنها ان تخلق بيئة تترعرع فيها لغة الإنتقام والثأر فنصبح جميعاً أمام دوامة من العنف والعنف المضاد ، ومعها يصبح الحديث عن التنمية والإستقرار في جزء هام واستراتيجي من ارض مصر ؛ كمن يبحث عن الأسماك في صحار كلهاري .