كلما فكرت أن أعتزل السلطة ينهاني ضميري من ترى يحكم بعدي هؤلاء الطيبين ، دائما وأبدا نسمع كلمة الحاكم العربي المستبد والظالم والجبار هل استبداده أتى من فراغ ؟ انه يحاول أن يحافظ على أمننا الاجتماعي والعسكري فهل رأيت حبلا مرخي يفيد في الربط وتارة نسمع بأنا الحاكم العربي لا يتنازل عن الحكم لماذا يتنازل فهذا قدره أن يحكم وينظم ويشرع فهل وظيفة الحكم سهلة في منحة لا تمنح الا للأقوياء ومن لديه قوة العزيمة والصبر فهل يستطيع أي انسان ان يتولى هذا المنصب الكبير وماورائه من ارهاق للجسد والعقل والنفس ، كلنا نرى عندما يدخل الحاكم الى القصر يكون في ريعان شبابه و وسامته وعندما يخرج منها يكون جثة هامدة والشيب في راسه يكاد لا يفقه من حوله ، لماذا تتركون كل ملاهي الدنيا وشهواتها وأعمالها وتتوجهون الى القصر لكي تحكموا وتروا مرارة الحكم ودهاليز السياسة فانها لعبة الخبيثين هل تترك الطيبات لتعيش في الخبائث ، ومما نسمعه أن الحاكم العربي يورث الحكم لابنه أو عشيرته أو أحد من أركان نظامه فيا أمة هذا الابن الذي يولد في القصر هو أعلم بالحكم والسياسة والاقتصاد والتعليم والأمن منكم فهو يولد بطل ويظل مقدس الى أن يموت ولكل مننا صنعته فلا يمكن أن يعمل الطبيب في هندسة الكمبيوتر ولا يمكن أنه يعمل العسكري في الهندسة الكيميائية فهل أنت أيها المواطن البسيط تريد أن تحكم وأنت لازلت لا تعرف من أنت ولماذا موجود أصلا ، ونسمع تارة أخرى من المثقفين أن الحاكم في الغرب له مدة معينة في الحكم وبعدها يذهب ليأتي حاكم اخر ونكون مثلهم في أن نحاكم الحاكم اذا أخطئ ، ما أروع أفكاركم أيها المثقفون هل هي لعبة كراسي فيأتي كل فترة شخص يجلس عليها ؟ سأعطيك مثالا وانت تقود السيارة هل ستغير كفراتها كل دقيقتين وتعطل نفسك أم تنتظر أن تهلك وتعيد تغيرها ؟ وأيضا لماذا نأخذ أفكارنا وطريقة معيشتنا وحكمنا من الغرب لماذا تكون امعة هل عاداتهم و تقاليدهم مثلنا؟ هل تستطيع أيها المواطن أن تغير اباك بسبب طريقته في تربيتك لا تعجبك وتأتي بأب جديد ؟ أين هي تعاليكم من طاعة ولي الأمر ؟ وحتى لوكان الحاكم مستبد فهو مستبد عادل لمصلحة الشعوب لا بمصلحة نفسه ، وفي الاخر عليكم أن تحافظوا على اسقراركم الأهلي وأن تعيشوا وتتمتعوا بدنياكم وتبحثوا عن رزقكم اليومي فلكل شخص في الدنيا وظيفته حتى الممات.