للوهلة الأولى سيعتقد أغلب المثقفين أنني أقصد أرسطو الفيلسوف الاغريقي ، فيما سيميل أغلب المتدينين إلى أنني أعني به محمد ( ص ) ، ولكن في الحقيقة أنا لم أعنِ أيا منهما ، لكن الذي تبادر لذهنه النبي محمد أو أرسطو أو أي شخص آخر هو محق كذلك ، فأنا شخصياً لا أتبع قاعدة أغلب العرب والتي تتلخص بأن أي معلومة لا تتطابق مع معلوماتهم فهي خاطئة حتى ولو كانت معلومات الآخرين صحيحة كذلك ، بمعنى أبسط يجب أن تكون معلوماتهم هي المعلومة الصحيحة فقط ، وهو بالطبع منطق إقصائي ، فالنعد لموضوعنا إذاً من هو المعلم الأول الذي أعنيه ؟!
هو معلمٌ بارع و قوي وذو سطوة كبير جدا على الناس ، لا يستطيع أي كان أن يتحرر من تعاليمه ومعتقداته و أفكاره ، يبدأ في نشر أفكاره ومعتقداته في الناس بشكل مبكر و سريع جداً ، يجب على الشخص الذي يقرر التحرر منه أن يبلغ مرحلة عالية جدا جدا من النضج العقلي ليتمكن من التحرر وربما لن يستطيع مع كل هذا أيضاً ، وهناك من الناس من يظن أنه تحرر ولا يدري أنه ذهب ضحية بسبب تمرده وذلك لعدم امتلاكه وعي و نضوج عقلي كافي ، و أنا أعتقد أن الذين يتحررون فعلاً منه هم القلة ويكاد يكونون من فئة النادرين .
المعلم الذي أقصده هو المجتمع أو البيئة ، هو الذي يجعل الإنسان ينسى بل يتجاهل المبادئ والقيم ليصل إلى مبتغاه ، هو الأكثر تأثيراً على الناس بل لا يوجد معلم ينافسه في ذلك ، ولذلك ترى الناس خصوصا في مجتمعاتنا العربية تكذب و تسرق وتقتل ...الخ بدون تأنيب للضمير ، ولا تنفع معهم النصيحة كذلك لأنهم تحت سيطرة المجتمع ، ولذلك من يستطيع أن يتحرر من قيود المجتمع إعلم بأنه إنسان ذو وعي كبير جداً وهم غالبا يكونون الصفوة بين الناس ، هذا على المستوى الفردي فما بالكم بمن استطاع أن يغير مجتمعه بل تعدى هذا بكثير و استطاع بأن يغير العالم بأسره ، أتحدث عن خاتم الأنبياء والمرسلين محمد ( ص ) ، شخص مقدس له تأثيره وبصمته على جميع المجتمعات ولذلك أرسل رحمة للعالمين .
عمار العود
2-3-2017م
-
Ammarعمار محمد علي ، طالب جامعي محب للعلم