المقال على الفيسبوك : عائشة طالبة الطب !

التابعي عروة بن الزبير ، قال مرة لأم المؤمنين عائشة :

يا أمّتاه ..
إني لأعجب منك في أشياء ، ولا أعجب في أشياء ..
لست أعجب من فقهك؛ فأقول: ما يمنعها وهي زوجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟
ولا أعجب من علمك بالشعر وأنساب العرب وأيامها؛ فأقول: بنت أبي بكر علّامة قريش ومن أعلم الناس !
ولكن عجبت من أنك عالمةٌ بالطبّ!

فمن أين لك هذا ؟
فضربتْ عائشة على منكبه ، وقالتْ : يا عُرَيَّةْ .. ( عُرَيّة تدليعة عروة يعني :) )

"إن رسول الله كان مِسْقامًا ( يعني كثير المرض) ، وكان أطباء العرب يأتونه، وينعتون له الأنعات (يعني يصفون له الأدوية)، فأتعلم منهم !"

وفي رواية :
كنت أمرض فيُنعت لي الشيء ، ويمرض المريض فينعت له، وأسمع الناس ينعت بعضهم لبعض فأحفظه !"

= وهذا يريك كيف أن النبي -عليه الصلاة والسلام- كان يأخذ بالأسباب دومًا؛ وهذه عادته وديانته، وهذا ما أمره به ربه، أن يأخذ السبب ويتوكل على العليم الحكيم ، ويسلِّم إليه بعدها. وكان يقول: (تداووا عباد الله؛ فإن الله ما انزل داء إلا وأنزل له دواء).

= وكيف أن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - كانت تهتمّ بصحة زوجها زيادةً على فعل الأطباء ، ثم أنها اهتمّت بالطبّ والحذق فيه حرصًا على إتقان العلاج وحبّا في العلم ؛ حتى أنها تعلمت الطبّ من جراء ما يُنعت لها (يعني يوصف لها)؛ فهي محسنة من جانبين.

وكان في صفتها كما في البخاري (أنها كانت لا تسمع شيئا لا تفهمه إلا وتراجع فيه حتى تفهمه)؛ فالظاهر أنها لم تكن تشدو بالطبّ فحسب بل كانت تعلمه علما ؛ وذلك - بظنّي- سبب تعجّب عروة الذي هو كما قيل عنه (بحر لا تكدّره الدلاء) وهو أحد الفقهاء السبعة وليس رجلا يتعجّب من غير عجب ! فإنه كان يقول: ما رأيت عالمًا بالطب مثل عائشة !

رضي الله عنها وصلى الله وسلم على زوجها !