نأمة هي و نعمة لذيذتين أن تحضر أكبر الليل و طويل أحداثه و سكونه و كل من اطمأن إليه في أناة ، فتشهد و تستشعر بروحك لهي على شفا الخواء المستحلى برفقة لطائف الريح و نسائمه الخفيفة و المقرورة .
حينها و بقدح زناد الذاكرة تتذكر أن الأنام ترزق بنصيبها على منامتها من بحبوحة الكرى و ما صادفهم من جميل الأحلام و بليغها و لتتاح لهم فرص الرواية و الحكاية في أعتاب النهار النائي . ماذا عن زمرة ميفاء وفية أكاد أجزم بوجودها ، تنعم فوق سجاد الخشوع والتضرع للباري لتوثق بينها و بينه ما وسع من عرى التقوى و الخشية ، في كل ركعة يعقبها سجود و كله لنيل رضى القادر سيد الموجودة و كل مدرك و غير مدرك .
في مقام آخر، يحدث أن أتماحك مع اللغة تلججا مني و إرادة في الفوز ببعض حلي عروس كل أديب و خطيب ، و مرادي دونها في تلاشي مخايل همومي ، ما وقف بين جهلي لها و ظفري بالنصر بها و بكلياتها ، و حينا آخر أقع في لدد و لياذ مع ما عانى الانسان المفكر في تحصيله و إبرازه بشتى المطايا العقلية من منهج و منظومة فلسفية يهتدي بها الجسور و السابر لمغاور ما خفي و جلي من أبعاض الحقيقة و فذراتها ، و حقا علي أني أبدا ما طفت خطاي أشفارها و لو عن إطلالة ، و لا ارتوى طمعي و طبعي في نيلها ، و لا عن استجلاء أبعادها و أركانها ... جلية محدثة في فرسخ عميق الليل الموحش .في مخذعي و مأواي الذي عملت به ما ابتغيت و رضى بي و لا يعوزه لسان لكي ينفذ إلي بعين الحقيقة و بما يستجد لديه من أمارات الرضى و وعيد و سخط ، و إن تهاونت في لجة الأحايين بإحالة أغراضي من كتب و أوراق و أقلام متلفة في أرجاء أركان ذات الغرفة دون موضعها الذي اختير لها في الأصل . يروقني الإطار الذي ضمنه وضع فيه كل شيء بغرفتي ، لا أحسب أن أحدا سيكلف بهاته الحالة ، أن يتحمل انتباذ فضاء بسرادق و نصف ما يضمه واقع على الأرض على شكله أو على غير شكله حسب قيمته و مدى حرج حاجتي إليه ، أراه حقا مشهدا مأخوذا بأخذي و إن اعتور المشهد القسطل الذي يحل بقواعد أشيائي و لوازمي ، و لم يمضي كثير حتى عددته تربا و رفيقا مألوفا آخر من أترابي المحبوبين و المعدودين أيضا عدد الأحباب .
-
Abdelmalek Cheraمحب للفكرة الجميلة كيفما كانت ...
نشر في 10 يونيو
2017 .
التعليقات
لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... ! تابعنا على الفيسبوك
مقالات شيقة ننصح بقراءتها !
مقالات مرتبطة بنفس القسم
جلال الرويسي
منذ 9 شهر
المسجِّلة
عرف هذا الجهاز أوج انتشاره في سبعينات القرن الماضي. وكان من علامات الرفاه الاجتماعي في قريتنا. لا يهاجر الواحد إلى ليبيا إلاّ ويعود بجهاز كاسيت من ماركة آيوا الشهيرة. أجهزة بأحجام مختلفة وقوة صوت متفاوتة. بعضها يقتصر على وظيفتي
كريم محمد الجمال
منذ 1 سنة
د.شفاء الصيد
منذ 1 سنة
الطوفان
يأتي الطوفان فجأة ...أو دعني أصحح أتاني الطوفان فجأةلم أسمع يومها إلا عصافير شجرة التوت تزقزق بطريقة غريبة تصرخ بصوت واحدكنت قد أنهيت الغذاء وجلست علي الطاولة تنهدت مُطولاً ..طوفان !!!حتي بدأت المياه بتحطيم النوافذ وامتلئت كلي بالماء مبللة أنا
Ranwa Al tinawi
منذ 1 سنة
ABDO BLYBEL
منذ 1 سنة
أسامة سميرس
منذ 2 سنة
hiyam damra
منذ 2 سنة
إلياس غفال
منذ 2 سنة
بین الواقع و المنطق تساؤلات عن ما نعشیھ في حیاتنا
رُبما يقول الواقع إنه لا اختلاف بين عام وعام، وأن الحياة قبل الثانية عشر ليلًا هي ذاتها الحياة بعدها، في الحقيقة الواقع لا يكذب، ولكننا في نفس الوقت لا نعيش بداخله كليًا، لا نحتاج إلى العيش معه أصلًا، لا
جلال الرويسي
منذ 2 سنة
مَجْـــــــــــــــدَة
وصلنا قفصة فجرا. كنّا نعبر وادي بيّاش لمّا أعلنت زينب أنّها قد حسمت أمرها وتخلّت نهائيا عن فكرة زيارة أهلها لتواصل الرحلة معنا حتى تحظر مؤتمر تمغزة ومن ثمّة تتحوّل إلى أمّ العرائس لحضور حفل التوقيع. غمزني مصطفى في
حميد بن خيبش
منذ 2 سنة
Essam Essayed
منذ 2 سنة
Essam Essayed
منذ 2 سنة
Essam Essayed
منذ 2 سنة
"بالسيارة إلى السودان" كتاب من تأليف الأمير المجري لاسلو ألماشي يصدر قريبا بالعربية
الكتاب من تأليف الأمير المجري والرحالة ورائد الطيران الشراعي والمستكشف والجغرافي الشهير لاسلو ألماشي الذي كان يعشق مصر وكان له علاقات وطيدة بالملك في ذلك الوقت حتى قيل إن مطار "ألماظة" في مصر قد سُمي باسمه ولكن تم تحريف
Mais Soulias
منذ 2 سنة
dalia mohsen
منذ 2 سنة