عاد إليها عقلها بعد أن نبهتها امها وهي تسألها هل ستلبي دعوة جارتها ..
هل يمكن أن ترى غيرها في مكانها ..بالطبع لاتستطيع فكرامتها تأبى عليها أن تريها تلك اللحظة
فقالت حسنا يا امي سوف أرتب ظروفي وأخبرك في المساء ربما أغير رأيي..دعيني أفكر في الأمر
أتى المساء وهي لاتزال تفكر..تريد أن تخبر والدتها أنها تريد أن تذهب لكن تحاول ألا تبدي اهتمام، لاتعرف هدى بالفعل فليس هناك حجة للذهاب ، لكنها تعرفه ..
لمحت امها تعبث بخزانة ملابسها فأسرعت إليها، وبشيء من الهدوء سألت
-ماذا تفعلين ..أأنت ذاهبة إلى مكان ما؟
-لا بل أحضرهم فقط لأضعهم في خزانة الملابس..سكت برهة ثم قالت ..آه لقد نسيت فرح هدى
ألن تذهبي معي يا سارة ..تعال لنذهب فأنت لم تخرجي من فترة حتى لزيارة أقاربنا، فلتروحي عن نفسك
-حسنا يا امي مادامت هذه هي رغبتك
وبسرعة انتقلت إلى غرفتها لترتدي أفضل الثياب عندها ،فهي لن تذهب إلى الفرح فحسب، بل إنها ذاهبة لتثبت له أنه كان على خطأ حينما فكر في غيرها ...
....
وصلا إلى الباب..وجدت قلبها يخفق بشدة..كعادتها عندما تراه أو تسمع اسمه
دخلا.. وللصدفة رأته يرحب بأحد أصدقائه بالقرب من الباب،بدا عليه الدهشة حين رآها، ثم استدرك قائلًا
أهلا وسهلا تفضلوا بالدخول هدى بالداخل
وبصوت متلجلج قالت مبروك..
الله يبارك فيكِ عقبالِك..
حينها سحبتها أمها للدخول وبينما كانت ام هدى ترحب بهم وهي لاتكاد تراها ..بل تحدق بنظرها هناك
بينما كانت إحدى صديقاتها توشي لها بكلمات تعالى بعدها صوت الضحك..حينها بدى وجهها
هدى!! إنها أجمل مما تتخيل ..سرحت قليلا ثم لاحظت الأنظار تتجه إليها،فاستدرجت..
مبروك يا هدى ..أنا جارتكم سا..
قاطعتها قائلة آه طبعا أعرفك جيدا .. الله يبارك في حضرتك أستاذة سارة
سارة فقط بدون حضرتك..
لا لا طبعا فحضرتك تكيرينني سنا لا أستطيع أن أدعوك باسمك فقط
نزلت الكلمة على أذنيها كالصاعقة ..هل كبرت بالفعل،سكوتها الطويل وخجلها وانشغالها بالدراسة والعمل
هل أنساها عمرها..هل ضيع منها شبابها.. لا هذه مزحة بالفعل
أنا لست أكبر منها بكثير .. أنا أكبر منها بـــــــــــــــــــــــــ بــــــــــــــــــــــــ ..
سبعة اعوم..هل أكبرها بسبعة أعوام..
لابد أنني فقدت رشدي لقد أخطأت حينما فكرت في الذهاب ،الجلوس أمام التلفاز لايرهق تفكيري هكذا..
وبعد حديث طويل مع النفس لفت سرحانها نظر أمها ..كادت أن تخبرها لكن لم تستطع
عم المكان بالزغاريد وجاء موعد دبلة الخطوبة..
يتبع
-
سمر عليباحثة ماجستير، أحبُ رفوف الكتب، وأجد نفسي في زوايا المكتبة، أكتبُ خواطرَ خفيفة، بين الحينِ والآخر.. أضفت حسابًا جديدًا على موقع" فيس بوك" لمن يرغب في المتابعة♥