كتاب "مآلات الخِطاب المدني" - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

كتاب "مآلات الخِطاب المدني"

  نشر في 07 ماي 2018  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

- الكتاب : مآلات الخِطاب المدنيّ.

- المؤلّف : إبراهيم عُمر السكران

- الطبعة الأولى 1435 هـ/ 2014م. (مركز الفكر المُعاصر).

- عدد الصّفحات 358.

________________

* الكتاب هو:

بحثًا نقديًا مُهمًّا لفَهم الخطاب المدني، ودراسةً لقياس علاقة هذا الخطاب بأصول الوحي مع عرض إشكاليّات كثيرة أثارها الخطاب المدني والرد عليها من كتاب الله.

________________

* الكتاب في سطور :

- الكتاب يتكوّن من مدخلٍ وثلاثة فصول "كلّ فصلٍ تحته أبواب"، ومُلحقٍ عرض فيه المؤلّف بعض الإشكاليّات المُثارة والرد عليها.

- تحدّث المؤلّف في مدخل الكتاب حول السياق التاريخي لهذه القضيّة، وعن تلك المظاهر التي شهدتها السّاحة الإسلاميّة والتي تخصّ كثير من الطّاقات الشبابيّة المُفعمة التي بدأت مشوارها بلغةٍ دعويّةٍ دافئة، وأصبحت اليوم -بعد المنعطف التاريخي في 2001 م وتحديدًا بعد 2003 م- تتبنّى مواقف علمانيّة صريحة،

ومن هذه المظاهر:

1- ممارسة التحييد العملي لدور النصّ في الحياة العامة، وتحاشي البُعد الغيبي في تفسير الأحداث.

2- استبدال مرجعيّة "الدليل" بمرجعيّة "الرّخصة" أينما وجدت بغض النظر هل تحقق المراد الإلهي أم لا؟.

3- التعليق خلف كل حدث أمني بلغة تحريضيّة ضد كلّ ما هو إسلامي، والربط الجائر بين أحداث العنف والمؤسّسات الدعويّة.

4- اعتياد اللمز -من البعض- في مرويّات السنّة النبويّة وخصوصًا مصادرها ذات الوزن التاريخي واعتبارها مصدر التشوّش الإجتماعي المعاصر.

- أمّا الفصل الأوّل فناقش فيه المؤلّف حالة الانقلاب الحاد في جدول القيَم، وما تركه هذا من تأثيرٍ على الموقف من التراث والغرب، والموقف من المؤسّسات الدعويّة وخصوم الحلّ الإسلامي، والموقف من واقع مجتمعنا المعاصر والدولة العربية الحديثة، وذكر أنّ النموذج التفسيري لهذا و لتلك الحالة هو: “المغالاة في قيمة المدنية والحضارة” أو كما نُسمّيه “غائيّة الحضارة” و “مركزيّة المدَنيّة”، وسبب ذلك الخلل الذي يحدث مع مصادر المعرفة - تارةً مع العقل، وتارةً مع النصّ، وتارةً مع الذوق الشخصي، وتارةً مع المألوف، وتارة ضد هذا كلّه- التي تدور مع المنتج الحضاري الجديد بغضّ النظر عن علاقته بمصادر المعرفة.

ثمّ تناول المؤلّف ينابيع الغلوّ المدني، والتي تكمن أربعة ظروف رئيسيّة، وهي: مناخ سبتمبر والضخ الفرانكفوني، وحفاوة وسائل الإعلام ورد الفعل تجاه البغي الإلكتروني.

وختم حديثه في هذا الباب تحت عنوان: "قانون المتوالية الفكريّة"، وكان الهدف من الحديث فهم تطورات ظاهرة الخطاب المدني، وكيف بدأت بإشكاليّات تجديديّة اجتهاديّة مشكورة ثم انتهى كثير من كتّابها -بمساعدة تلك المؤسّسات الإعلاميّة التي تتحرّك بأجندات خاصّة- إلى مآلاتٍ مؤلمة مذمومة.

- وفي الفصل الثاني تناول النّموذج المدني الغربي المادي متحدّثًا عن مقدّماته ومآلاته؛ في مقابل النموذج الذي يطرحه الوحي الإلهي وأهمّيّة بين التمييز الحضارة كـ "غاية"، والحضارة كـ "وسيلة"؛ مُشددًا على أنّ: "الحضارة والتمدّن في الوحي مطلب، لكنها ليست المطلب الرئيس، ولا المطلب الجوهري لهذه الحياة ، بل هي مجرد وسيلة لتحقيق الغاية".

- أمّا الفصل الثالث فكانت خُلاصته في نظرة الكتاب للمدنيّة وتصنيفه لها من خلال حديث: (الخيل ثلاثة: لِرَجُلٍ أَجْرٌ، وَلِرَجُلٍ سِتْرٌ، وَعَلَى رَجُلٍ وِزْرٌ. فَأَمَّا الَّذِي هِيَ لَهُ أَجْرٌ، فَرَجُلٌ رَبَطَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَأَطَالَ لَهَا فِي مَرْجٍ أَوْ رَوْضَةٍ، فَمَا أَصَابَتْ فِي طِيَلِهَا ذَلِكَ مِنَ الْمَرْجِ أَوِ الرَّوْضَةِ كَانَتْ لَهُ حَسَنَاتٍ، وَلَوْ أَنَّهَا قَطَعَتْ طِيَلَهَا فَاسْتَنَّتْ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ كَانَتْ آثَارُهَا وَأَرْوَاثُهَا حَسَنَاتٍ لَهُ، فَهِيَ لِذَلِكَ أَجْرٌ، وَرَجُلٌ رَبَطَهَا تَغَنِّيًا وَتَعَفُّفًا ثُمَّ لَمْ يَنْسَ حَقَّ اللَّهِ فِي رِقَابِهَا وَلا فِي ظُهُورِهَا فَهِيَ لِذَلِكَ سِتْرٌ، وَرَجُلٌ رَبَطَهَا فَخْرًا وَرِيَاءً وَنِوَاءً لأَهْلِ الإِسْلامِ فَهِيَ عَلَى ذَلِكَ وِزْرٌ.)

ثمّ ناقش مفهوم القِراءة المدنية للتراث وما يفعله من يستهدفون الشريعة بشكل مباشرٍ من إعادة تفسير التراث من خلال الأدوات التي تطرحها العلوم الإنسانية الحديثة، وعن أنسنة العلاقات، وتعظيم الذهنيّات والتعليل المادّي للشريعة، والتعظيم المادّي للكليّات وإهمال الجزئيّات ..الخ.

وفي النهاية قام بوضع خُلاصة ذكر فيها أهمّ النقاط المُستفادة من البحث.

وهذه النتائج هي:

1- العبوديّة هي الغاية الكبرى، أمّا العلوم المدنية فهي وسيلة تابعة لها.

2- التنوير الحقيقي هو الاستنارة بالعلوم الإلهيّة التي تضمّنها الوحي، وأنّ الظلاميّة والانحطاط الرئيسي هو: الحرمان من أنوار الوحي مهما بلغت درجة العلوم المدنيّة.

3- أشرف مراتب العمارة هي العمارة الايمانيّة، وأنّ جوهر وظيفة الاستخلاف هو تمكين الدّين.

4- الغلو المدني هو ينبوع الانحراف الثقافي وجذر التخبطات الفكريّة المعاصرة.

5- الاسلاميون ليسوا ضد المثاقفة، ولكن لديهم موقف تفصيلي يفرق بين الانتفاع والانبهار، ويفرّق بين مستويات الانتاج في الحضارات الأخرى.

6- خطاب أنسنة التراث آل إلى تغييب دور النصّ في تشكيل التراث، ورد العلوم الاسلامية الى عنصرين: الثقافات السابقة وصراعات المصالح، بما ترتّب عليه انفصال الشاب المسلم عن نماذجه الملهمة.

7- المغالاة في مفهوم الانسان آلت إلى طمس المعايير القرآنيّة في التمييز على أساس الهويّة الدينيّة.

8- التبرّم بمرجعيّة الوحي، والإزراء بالقرون المفضّلة، واللهج بتعظيم الكفار، من أكثر شعب النفاق المعاصرة التي تستدعي التحصين الايماني.

9- المغالاة في النسبيّة يقود إلى العدميّة، بما يترتّب عليه خسارة فضيلة اليقين ومنزلة الإحسان، والإغراق في الإرتياب والحيرة واللاحسم.

10- الغضب لله ورسوله اذا انتهكت محارمهما قيمة محمودة وليس توترًا ولانزقًا ولا دوغمائيّة ولاوصاية ولا إقصاء.

11- الاستغراق في ربط الشعائر بعلل سلوكيّة محضة، أو ربط التشريعات بحكم اجتماعيّة محضة، من أعظم أسباب توهين الانقياد وذبول الدافعيّة.

12- تعظيم الكلي مع تجميد تطبيقاته يؤول إلى تعظيم شكلي نظري لاحقيقة له، لأن الجزئي معتبر في إقامة الكلي.

13- الاستقامة الدينيّة ليست لمجرّد السلامة من النار، بل لها آثار دنيويّة كبرى في جلب الخيرات ودفع الكوارث.

14- الضعف البشري في تأويل النص باتجاه رضا الناس حقيقة لايستهان بسطوتها على العامل للاسلام الشغوف باستمالة المدعوين.

15- استفراغ الوسع والاستطاعة في إعداد القوّة واتّخاذ الإمكانيّات من الواجبات الشرعيّة المحكمة.

_______________

- من السّمات الظاهرة في كتابات الشيخ ابراهيم السكران : سعة اطّلاعه وعُمق تحليلاته وروعة استشهاداته، كذلك فـ أسلوبه مميّز لمَا يمتلكه مِن جزالة السّبك والنفاذ إلى أخفى بواطن النّفس، والقدرة العجيبة على توصيل المراد دون تكلّفٍ مخلّ في العبارة، أو تعقيدٍ واسعٍ في الأسلوب، فضلاً عن إجادته التامّة لتأطير وتسهيل الأفكار المُركبّة وصياغتها بأبسط مايكون، وعدم خوفه من اللوم أو النقد؛ وبالتالي عرض أفكاره بوضوح وقوّة.

- بالنسبة للبحث فهو ميتنٌ في نفسهِ فريدٌ في بابه تأسيسيًا في محتواه، في ظنّي أعظم منتجٍ فِكري قُدّم في الآونة الأخيرة نظرًا لما يحتويه من أطروحة فكَرية عميَقةٍ؛ تُعرّيك أمام نفسك!، وتفتح ذهنك أمَام الخِطابات المَلتوية باسم القِراءة الجديدة المدنيّة للنص!، وتضبط مفاهيمٍ وقضايا وأولويّاتٍ تحفظ الكثير من الانحراف العَقّدي والفِكري.

عمومًا هو مِن الأبحاث التي تحتاج إلى عِدّة قِراءات حتّى يُفهم أكَثر .. هذه المرّة الخامسة التي أقرئه فيها؛ ولن تكون الأخيرة بإذن الله.

- أهم ما يُميّز البحث:

1- الأسلوب العلمي شيّق ماتع، خصوصًا في عرض المعلومات والأفكار وتيسيرها وتسهيلها.

2- كثرة استحضار نصوص الوحي وحسن الاستدلال بهما.

3- عرض الأفكار على نصوص الوحي ومقارنتها بها وإسقاطها على الواقع.

4- تأصيله للوحي كـ حاكمًا لا محكومًا.

5- قوّة الحُجّة ومعالجة المشاكل من جزورها بطريقة علميّة قويّة.

6- سلاسته المنهجيّة في طرح الأفكار وتأصيلها وتأطيرها.

7- ترتيب الرد على الأفكار الخاطئة بالقرآن ثمّ السُنّة ثمّ أقوال السلف وآرائهم ممّا لا يسعك بعدها إلّا التسليم بما يقوله.

8- غزارة المراجع التي طرحها المؤلّف وقوّتها.

________________

رابط تحميل الكتاب: http://www.saaid.net/book/9/2444.pdf



   نشر في 07 ماي 2018  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا