يسرى السيد يكتب ..لماذا تصر الدولة على الحرب بذراع واحد ؟!! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

يسرى السيد يكتب ..لماذا تصر الدولة على الحرب بذراع واحد ؟!!

يسرى السيد يكتب ..لماذا تصر الدولة على الحرب بذراع واحد ؟!!

  نشر في 31 ديسمبر 2015 .

يسرى السيد يكتب ..لماذا تصر الدولة على الحرب بذراع واحد ؟!!


لا أعرف لماذا تصر الدولة المصرية على محاربة التطرف والإرهاب بسلاح الأمن فقط وتتجاهل باقى الأسلحة المهمة الأخرى فى عملية المواجهة أو بالأصح لا تولى باقى الأسلحة الاهتمام المطلوب حتى تضمن كسب المعركة بالضربة القاضية وتقضى على أسباب العرض والمرض من جذوره ؟

المعركة الشرسة مع أعداء الداخل والخارج يلزمها وجود أسلحة الإعلام والثقافة والتعليم على خط النار إلى جانب المواجهة المسلحة ...والدارس للحالة الراهنة للمجتمع المصرى يدرك أن سبب البلاوى والكوارث التى نكتوى بها الآن يرجع لتسطيح الإعلام وتغييب الوعى وتهميش الثقافة وتدمير التعليم عن عمد طوال السنوات الماضية والمهم لن ننتصر بشكل حاسم أونتقدم خطوة واحدة للأمام دون أن نحقق نجاحات ملموسة فى هذه الساحات .

فى البداية لابد أن ترفع الدولة سلاح الإعلام بذراع مع طلقات الأمن فى الذراع الأخرى فى آن واحد حتى تكسب المعركة فى جولتها الأولى تمهيدا للدخول بأسلحة الثقافة والتعليم لاستكمال المواجهة , ولا أعرف بصراحة سببا وجيها لتقاعس الدولة غير المبررعن الاستفادة من سلاح الإعلام فى

الداخل والخارج حتى الآن , وحتى يكون الكلام محددا أذكر بعض الأمثلة التى تؤكد كلامى :

• هل يعقل مثلا أن تكون مصر بلا وزير إعلام فى أشد الأوقات احتياجا ليكون عندنا صوتا إعلاميا محترفا للتعبير عن الموقف المصرى فى حالة الحرب التى نعيشها خاصة فى الأحداث الساخنة المتوالية وما أكثرها, ونترك الأمر لبعض المتحدثين هنا وهناك ولا يتكلمون إلا بعد فوات الأوان .. لا أريد أن أذكر أمثلة لكثرتها مثل حادث الطائرة الروسية وقبلها العملية العسكرية الضخمة فى سيناء .. الخ .

• نعم الدستور الجديد ألغى وزارة الإعلام حيث تنص المادة 211 من دستور 2014 على أن "المجلس الوطني لتنظيم ا?علام، هيئة مستقلة تتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال الفني والمالي والإداري، وموازنتها مستقلة. ويختص المجلس بتنظيم شئون الإعلام المسموع والمرئي، وتنظيم الصحافة المطبوعة، والرقمية، وغيرها"....

لكن إلى الآن لم يتم إقرار القانون الذى يتم بمقتضاه تشكيل المجلس الوطنى للإعلام الذى يحل محل وزارة الإعلام ... يعنى ألغينا الوزارة ولم نشكل البديل , وهكذا أصبحت مصر عن عمد بلا متحدث إعلامى باسمها طوال الشهور الماضية رغم الأحداث الكبرى المتتالية !!

• الأخطر من ذلك أن الحكومة غير جادة فى إصدار قانون الصحافة والإعلام كما فعلت مع عشرات القوانين الأخرى قبل الانتخابات البرلمانية , ولكى تدارى حمرة الخجل قررت مناقشة القانون فى اللحظات الأخيرة قبل الاجتماع الأول لمجلس النواب بأيام قليلة ولسان حالها يقول "نترك الإعلامللمجلس القادم ".. يعنى سيظل الوضع على ما هو عليه لعدة شهور وحسب التساهيل !!....

• نعم عانينا فى الماضى من سطوة وزراء الإعلام على الصحف القومية والتليفزيون القومى بل والخاص أحيانا , لكن الوضع مختلف الآن ... الدولة المصرية فى حالة حرب , وأى حرب يلزمها متحدث إعلامى قوى يجمع بين الرؤية السياسية ولغة الإعلام , ولا يتوفر ذلك إلا فى منصب وزير الإعلام ولا يمكن أن نترك هذه المهمة الصعبة والحساسة لمتحدث هنا وهناك وبلا تنسيق , واحد فى رئاسة الجمهورية وثانى فى مجلس الوزراء وثالث فى

الخارجية وآخر فى وزارة الطيران أثناء أزمة الطائرة الروسية ..الخ

• وإذا كان البعض يفسر الدستور على حسب مزاجه ويصر على إلغاء منصب وزير الإعلام بعد إقرار الدستور وعدم تشكيل مجلس وطنى للإعلام

لعدم صدور قانون الصحافة والإعلام , فما المانع من وجود وزير دولة للإعلام على الأقل للقيام بهذه المهمة لحين إقرار القانون !

• والسؤال المهم الذى يشغلنى بعد تشكيل المجلس القومى للإعلام : ما الوضع البروتوكولى لمصر فى حالة انعقاد مجلس وزراء الإعلام العرب أو الأفارقة ..الخ ..؟ إذا مثلها رئيس المجلس القومى للإعلام .. فى حالة إلقاء الكلمات أو الجلوس هل تتقهقر مصر فى الترتيب البروتوكولى بحيث يتكلم أو

يجلس وزير إعلام جزر القمر أو جيبوتى مثلا قبل مصر و يكونان فى وضع الصدارة قبل مصر لأن الذى يمثلها ليس وزيرا ..!!

• من ناحية ثانية وبصراحة أجدنى أطرح السؤال المستفز هل مايحدث لنا لعنة صفوت الشريف الذى كان بحق آخر وزير إعلام لمصر منذ ترك منصبه وحتى الآن رغم جلوس الكثير مكانه !! ,,والإجابة عن السؤال جعلتنى اتندر كثيرا بأن قدرنا أن يكون وزير إعلام مصر أخرس بعد أن وجدت بعض من شغلوا هذا المنصب " يتهتهون فى الكلام " بل وكان صمتهم أحيانا أفضل من وضع الحكومة والبلد كلها فى حرج من كوارثهم اللفظية إذا تكلموا !!.... وبعيدا عن منصب الوزير الذى يتحجج البعض بإلغائه من بعض الدول الكبرى , علينا أن نلحقهم , بوجود إعلام حر , وليس بقطع لسان مصر !!.

وتستمر المأساه فى الخارج فمازالت الدولة بلا خطة إعلامية متكاملة للحرب على الساحة الدولية تاركة الساحة خالية للتنظيم الإرهابى و أسياده :-

• غابت هيئة الاستعلامات بملحقيها الإعلاميين فى كل سفارات وقنصليات مصر فى الخارج ..

• تم إضعاف أو قتل صوت مصر الخارج من ماسبيرو لمخاطبة العالم بإضعاف بث أو إلغاء الإذاعات الموجهة بكافة لغات العالم وعدم توفير عوامل النجاح لقناة" نيل تى فى" التى تبث بالإنجليزية والفرنسية , وللدرجة التى جعلت قناة الجزيرة المسمومة هى المصدر الوحيد للأخبار والمعرفة لكل من يريد التعرف على ما يحدث فى مصر والمنطقة العربية !

باختصار أصبح حال التليفزيون المصرى لا يسر عدو ولا حبيب إلا ما رحم ربك والدولة تتخلى عن سلاحها الموجود هنا و تتفرج رغم الثراء الهائل فى البشر والإمكانيات هنا , لكنها المؤامرة التى حيكت بليل لإخراجه من المنافسة لترك الساحة لأجندات القنوات الخاصة التى تدافع عن مصالح رأس المال أو القنوات الخارجية المسمومة .. ومن التليفزيون إلى الإذاعة ..الأمر لا يختلف كثيرا بحيث أصبحت بعض الإذاعات على الإنترنت أو بعض الإذاعات

التجارية أكثر تأثيرا من إذاعات كثيرة .

• أما الصحافة القومية فالمؤامرة تكاد تكون واضحة وضوح الشمس , فلا الحكومة لا تريدها على ذمتها ولا طايقة بعادها .. لاعايزة تطلقها ولا عايزة تنفق عليها , يعنى سايباها معلقة حتى تطلب الخلع فتخلعها بلا أى حقوق تذكر...وللأسف لا تدرك أن هذا يعنى تخلى الدولة عن مصدر قوتها إلى الأبد !! ..

وحتى يكون الكلام محددا لا تريد الحكومات المتعاقبة من سنوات التنازل عن ديون الصحافة القومية رغم أنها السبب فيها ، وفى نفس الوقت لا تمنحها كافة مقومات الاستمرار بل وتحارب ما تبقى فيها من أنفاس الاحتضار الأخيرة وتبث فيها من فيروسات وميكروبات للقضاء على ما تبقى من مهنية فيها إلا ما رحم ربك , وفى نفس الوقت لا تطيق نقدا يأتى من ناحيتها ... تريدها أن تدافع عمال على بطال عن سياساتها وأخطائها حتى لو كان ذلك على حساب سمعتها وبدون مقابل .. يعنى لا الصحافة القومية عارفة تكون لسان السلطة .. ولا السلطة تريد أن نكون لسانها بعد أن شك القارىء فى مهنيتها , ولذلك تلجأ الحكومة أحيانا إلى بعض الصحف الخاصة التى بينها وبين القارىء بعض العلاقة الحسنة رغم البلاوى التى نعرفها !!..

وأخرة المتمة تصر الحكومة أن تلعب معها لعبة الاستغماية بوضع مصيرها فى يد مجلس نواب يسيطر عليه المال السياسى , وما أدراك ما رجال الأعمال الذين لا يؤمنون إلا بمصالح رأس المال الذى لا يعترف فى بلادنا بدور تنويرى لصحافة قومية , ولا بأهمية وجود هذا السلاح فى يد الدولة لتحارب به معاركها الكبرى.. والنتيجة ستكون مزيدا من العك و التخبط !!

وللحديث بقية

هامش

• صحافة قومية وتليفزيون قومى +قبضة حكومية + ضعف إدارى = خيال مآته ..

• قنوات وصحف خاصة + رأس مال = أجندات ومصالح وفتن ( إلا قليلا)

• الواقع المر يحول الأحلام إلى كوابيس أو سراب فى أحسن الأحوال.ِ

• آفة شعبنا النسيان.

yousrielsaid@yahoo.com



  • يسرى السيد
    يسرى السيد كاتب صحفى مدير تحرير الجمهورية ورئيس تحرير موقع مصر المحروسة الاليكترونى ورئيس تحرير مجلة تىتو للاطفال
   نشر في 31 ديسمبر 2015 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا