نهايةُ المُعارضة "خَاشقجِي"
البعض يرحل ليبقى
نشر في 22 أكتوبر 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
"جمال خاشقجي" صحفي وإعلامي سعودي، رأس عدّة مناصب لعدد من الصحف في السعودية، وتقلّد منصب مستشار، كما أنّه كان مديراً عام لقناة العرب الإخبارية ويكتب عامودا في صحيفة واشنطن بوست منذ عام 2017، وُصف في الصحف وأجهزة الاعلام العالمية بأنه "وفيّ للدولة السعودية" و"منتقد لسياساتها" غادر خاشقجي السعودية في سبتمبر 2017، وكتب بعد ذلك مقالات صحفية انتقد فيها الحكومة السعودية انتقد خاشقجي بصورة كبيرة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والملك سلمان بن عبد العزيز وكذلك عارض التدخل العسكري في اليمن. قُتل خاشقجي في 2 أكتوبر 2018 في قنصلية بلاده في اسطنبول، وكان آخر مكان شوهد فيه أثناء دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول في تركيا.
"خاشقجي" هو ليس أول ضحايا المعارضة السعودية فقد سبقه الكثيرون وبأشكال مختلفة وإعتقالات مثل "ناصر السعيد" أول و أبرز و أشهر من عارض نظام الأسرة الحاكمة في السعودية وكان له برنامج إذاعي معارض حتى إختفى في بيروت ولم يعرف عنه أي شئ حتى الأن، إختفاء "الأمير سلطان بن تركي" في جنيف بعد لقاء تحدث فيه عن حقوق الإنسان السيئة، وغيرهم من الأسماء البارزة والمرموقة.
ضريبة المعارضة الموت، أصبحت سياسية متبعة من أغلب الدول العربية أو دول العالم الثالث و الديكتاتورية بشكل أخص، "ًصوت بارز" و "قلم عالي" و "علاقات واسعة" إخضع أو تُقتل كان على "خاشقجي" أن يضع مثل هذه القاعدة نصب عينيه فلا أمان لحكام العرب من أقل إعتراض ورأي تعرض نفسك للكثير من المناوشات.
أربعة أحرف كانت كفيلة بهز قلب "الأمير الصغير" محمد بن سلمان منظمة DWAN التي تهدف لجمع كل اللاجئين من قبضة الإعتقالات بعد ثورات الربيع العربي، تحت سقف مكان واحد و التركيز على الشرق الأوسط وديكتاتوريته ونشر الديمقراطية، وتماما كعادة "بن سلمان" قمع المعارضين داخل ظلمات الجب، وكما قال " أحيانا لا نستطيع كصحفين أن نكون محايدين، فتلك اللحظة في العالم العربي تسجيل تلك اللحظة فمنذ ألف عام والعالم العربي ينتظر الحرية". رحم الله الشاعر "احمد مطر" حين وصف حكام الخليج بمقولته الرائعة
(كل أبناء السمو والمعالي تحت نعالي، فقيل لي عيبا فكررت مقالي، ثم قيل لي
عيبا فكررت مقالي، فانتبهت إلى سوء مقالي، فقدمت اعتذاري لنعالي) .
لن تنتهي حكاية "خاشقجي" هنا لأنه أصبح فكرة والفكرة لا تموت أبدا قد تختفي لكنها لا تموت، قتل وإنتفض العالم وإنتفض قاتله وصوته وكلماته ستظل في أذان الجميع بلا نهاية، صوت الحق يظل الأقوى والظلم جبان نسعى للعدل وننشدة وتنتصر الأوطان.
-
مهاب أسامهباحث إعلام مهتم بمجال صناعة المحتوى وعلم النفس الإكلينيكي