تموت الاحداث ولاتموت ثاراتها ؛وتحيا الامم المتخلفة فى صراعات الماضى لتدمر به حاضرها ومستقبلها هكذا ببساطة دون التفات للمشتركات الكبرى ولا للاعداء الحقيقين يأكل المسلمون بعضهم البعض تحت شعارات مذهبيه جذورها قد ولت منذ اكثر من الف واربعمائة عام ..واذ لايهمنا فى واقعنا الحالى سوى اطفاء حرائق الطائفية والمذهبية هنا وهناك تستمر الحروب اشتعالاً ان لم يكن بالسلاح فبالمشاحنات والغضب والسب بين أبناء ذلك المذهب او ذاك..
وبينما تعج البشرية بعشرات الأديان واللاأديان! يبقا وضع الامة الاسلامية ممزق ومشتت لا على فروق جوهرية فى العقائد بل على تاريخ انسانى خضبته الدماء واخذت معاركه اجيالاً من المتحاربين على حق وباطل طوال عقود ؛ولا امل لتقدم تلك الامة البائسة بجهلها وبغضائها سوى بنشر القيم العليا للحرية والعدل والمساواة ؛وأهم أسس الحرية تكمن فى حق الانسان فى حرية الاعتقاد لاى مذهب يعتنقه او اى دين ينتهجه ؛ومن اهم اولويات نشر العدل ان يؤمن الانسان بحق غيره فى استحقاق الحقوق التى يتمتع هو بها ؛وان من بديهيات منطق المساواه ان لا يُضهطد انسان لاختلافه عنك!
ولعل من اهم مشاكل المنطقة العربية عدم رسوخ دولها بشكل حداثى ووطنى يضمن للكل حقوقهم دون تميييز ومع انتشار الاستبداد السياسى والدينى والجهل والخطاب الدينى المحرض والفاشى من دعاة جهلاء وشيوخ مُسيسين اضحت عقول اجيال من المسلمين لاترى فيها الاّ رايات الحرب على الآخر خصوصاً بين السنة والشيعة ؛وبين استخدام كل جماعة للتحريض المذهبى من أجل مصالحها الاقتصادية والسياسية تقع ملايين من البشر فى مشاحنات لم ينزل بها الله من سلطان ؛ويضيع دم الابرياء فى حرب لا طائل منها سوى ترسيخ مصالح مقيمين الحرب من اجل استمرارهم بمناصبهم..ولايتوانى اعداء الخارج من استغلال ذلك البعد المذهبى فى اشعال نار الفتن وكلما زاد خطاب التحريض المذهبى ثقافياً ودعوياً واعلامياً كلما زادت ارباح تجار الطائفية وممولين الحرب وانتهازيين التجارة بشعارات المذهب ..
ومع كل ذلك الواقع المتدنى نكتشف ان جذور الاختلاف بين السنة والشيعة أغلبها تاريخ لادين ؛وفروع لا اصول ؛فقط الواقع السياسى الحالى واستخدام ايران للمذهبية لزيادة نفوذها والتحريض الوهابى المقيت ضد كل ماهو شيعى من اجل استمرار عروش الخليج ؛مع الوضع الملتهب بسوريا والعراق ؛مما أدى لتعقد الامر وربطة بالمذهبين لكن لو تحللنا من الخطاب السياسى والتحليل العسكرى لمناطق النفوذ ؛وعدنا لجذر الخلاف بين الامة سنة وشيعة لوجدنا اختلاف غير مؤثر اطلاقاً على حياة اتباع المذهبيين لا يضاهى 5% من الاختلاف بين اى مذهبين فى الديانة المسيحية مثلاً؛والاهم ان تلك الاختلافات يمكننا التعايش معها دون الوصول لنزاع مسلح او اضطهاد مذهبى او تحريض وسب ولعن هنا وهناك ؛لانها حقاً ترهات وليست عقائد بل مجرد تاريخ مختلف عليه ونهج فقهى من حق كل مسلم ان يقرر مايتبعه منه..
- وان كان تاريخنا ملىء بالحركات والفرق الاسلامية الا ان الجميع يتفق على أُسس الاسلام من اصوله ومصادره ولكن الاختلاف اتى من الافهام المختلفة للتطبيق ومن الاختلاف الجذرى فى تفسير التاريخ الاسلامى ومن النظرة القائمة فى طرق الحكم بالاسلام ومن هنا كان تكوين الفرق الاسلامية .. ولعل الحل الابرز لتلاشى ماتسببت فيه تلك الفرق فى عصرنا الحاضر من اقتتال وطائفية واستخدام سياسى ان يتم علاج الامر على اربع خطوات ..
اولاً: فصل تفسير التاريخ الاسلامى عن حقيقة الدين وليعتقد كلا من المسلمين مايشاء لانه مجرد تاريخ انسانى للمسلمين وليس به وحى او اصل دينى ونحن كمسلمين ليس لدينا مقدس سوى القران وصحيح مصادر الاسلام وذلك بخلاف اليهود مثلا الذى يعد تاريخهم جزأ من الدين!
ثانياً- علمانية جزئية للدولة بمعنى ان الدولة مؤسسات وجدران ونظم ودستور وليست لها شكل ثيوقراطى لحكم دينى بالامامة الشيعية او الخلافة المبنية على حكم باسم الاسلام للدول فدولة الرسول نفسها كانت مدنية لا وجود فيها لنصرة مسلمين ع يهود ولا متدينين ع منافقين ! بل كانت هدفها العدل والمساواة ورفعة وحماية دولة الجميع وهذا سيحل نصف مشاكل الطائفية والتقسيم والصراع بين من يفسر الدين لان الافهام تختلف ولا احد يحتكر حقيقة الاسلام.. وان كانت مرجعية الدولة بالطبع اسلامية من ناحية ان لاتخالف مقاصد الاسلام..
ثالثاً-الاقتناع التام بان التمذهب الذى يلغى الاخر هو طائفية تدعو للشفقه وتصل باى امة للنهاية لانها تتفرغ للصراع الداخلى وتترك الاعداء الخارجين لذا لابد من انهاءه..
رابعاً: لونظرنا لتصاعد الصراع الطائفى بين الفرق الاسلامية الباقية من سنة وشيعة وجهاديين _خوارج) ومفكرين (علمانيين وليبراليين سياسيا) سنجد انه لم يستعر الا بعد الحكم الطائفى باسم التمذهب ايرانيا .. والصراع المسلح باسم الجهاد عن طريق القاعدة ومن خرج من رحمها.. والصراع السنى المفتعل عن طريق الوهابية والقوى السلفية الرجعية .. الى جانب العامل الموازى وهو العدو الصهيونى .. لكن لو رجعنا للمشكلة الجوهرية فى ذلك الصراع والقتال سنرى انه التكفير للاخر وثقافة الاغيار وعدم الرضى بالاختلاف رغم ان اصول الاسلام واحدة والقرآن عند الجميع واحد!
فهل هناك طوق للنجاة من ذلك الجحيم للاسلام والامة والاوطان سوى التمسك بالقرآن وحكم الدول بشكل مدنى حديث وفهم التاريخ بنظرته الغير تقديسية ؟! ارى انه ان لم يحدث ذلك فسيكون مصير تلك الامة بفرقها هو الهلاك وليختلفوا حينئذ كمايشاءون وليقتتلون طائفيا فى السعير!
-
أميرة أبو شهبةباحثة فى الفلسفة والتاريخ
التعليقات
متى تفهمون ان ليس كل من قال لا إله إلا الله مسلم .. هناك شروط لها . فمن كفر باية من القران هذا كافر و من ترك متواتر الحديث فهذا كافر . يا أختي تعلمي قبل ان تكتبي على صفحات الأإنترنت . و الأدهى نجد لك متابعين كثر بسبب جهل المسلمين للأسف بدينهم .
اما كلامك عن السعودية و ايران و استغلالهم للطائفية فأكيد كلامك صح .
و ياليت تعرفي ان الخلاف بيننا ديني عقدي بحت . إلا مذهب واحد منهم فهم مسالمون بل هذا المذهب يتم تكفيره من قبل الروافض !!لأانهم لا يسبون الصحابة تخيلي !!!
حضرتك دارسة علوم إسلامية و ما بتعرفي انه الروافض يكفرون سيدنا ابو بكر و عمر و تقولين ليس بيننا خلاف عقدي ؟
انت اما محششة و اما نعسانة . و سأحسن الظن و أقول نعسانة :D