بسم الله الرحمان الرحيم،
إن الشعب الجزائري لديه بطولات مشرفة عبر التاريخ ولا يقتصر الأمر على الثورة التحريرية وإنما حتى عندما أطل نور الإسلام على هذه الأرض.
ولكن بعض المؤرخين أو المثقفين ورجال الفكر ومن يوهم نفسه والمجتمع أنه يدرس تاريخ الجزائر للعبرة وأخذ الدروس، فهم يركزون على مواضع الجرح والزلل في التاريخ الطويل لهذه الأمة، فهم بلا شك كما قال الشيخ ابن تيمية رحمه الله كالذباب لا يقعون إلا على الجرح.
ومن المواضيع التي كثر حولها الحديث والتشهير والسب، قضية مقتل المجاهد عميروش _رحمه الله وجعله من المقبولين عنده_، ومن الآراء الكثيرة والمتنوعة التي لا تسمن ولا تغني من جوع هي مقولة أن الرئيس الراحل هواري بومدين _رحمه الله_ هو من قام باغتيال عميروش...
يا سبحان الله؛ أليس منكم رجل رشيد، لقد مات الرجلان وهما الآن أمام الملك الديان إن كانا أحسنا فالله هو أرحم بخلقه، وإن زلت أقدامهما فالله غفور رحيم.
هذه القضايا هي من القلاقل التي شغلت الأمة وشبابها عن الأمور الجدية التي يجب البحث فيها والتركيز عليها لتطوير هذه البلاد والسعي إلى إستعادة المجد الضائع منها، فإن مثل هذه القضايا تنشر الفوضى بين الوسط الإجتماعي وتزرع الفتنة والبغضاء والشحناء، وهذا الهدف هو بالتحديد ما يسعى إليه من يتطرق إلى هذه المواضيع ويستهزء بعقول الناشئة، إن المتطرق لهذه القضية يجب أن يتهم في دينه ووطنيته، كيف لا ؟ وهو الذي يسعى بأكاذيبه ودجله إلى تفرقة شمل هذه الأمة، وهل يوجد شر أكثر من شباب ينشء على كره أخيه المسلم وبغضه والترصد له ولزلاته أينما ذهب.
لهذا أرى أن المتسبب في قتل عميروش _رحمه الله_، هو المتطرق والزارع لهذه الفتنة، لأنه كل يوم يقتل ناشئة من المفروض أنهم رجال مثل عميروش لكن طاقاتهم تستهلك في الخوض بمثل هذه السذاجات، وبالتالي فإن المثير للفتنة كل يوم يقتل عميروش ومن هم بطينته.