أمي يا أنسام حياتي
هيام فؤاد ضمرة
نشر في 27 فبراير 2019 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
أمي يا أنسام حياتي..
هيام فؤاد ضمرة..
هذا الزمنُ يَجْرِي سَريعا كالسُّحُبِ
يترَحَّلُ بلا هَوَادة غيرُ منسُولٍ من هُدُبِ
وما زِلتِ بضَميرِي وَقدةٌ يُذكيها شَجوٌ
والنايُ يئِنُّ حَنيناً كُلما نادَتكِ حُجُبي
أقبلِي أمي وطيْفكِ الذي يأتيني جامِحاً
فينثالُ عليّ لحنَ الجوى مُذ رأتكِ نُجُبي
ومُذ تعلَّقَ العَطفُ بأحبالِ القلب حانياً
ومذ نطقتْ أوتاري التي للأماني أدَوْزِنُها
قد ألِفتُ ذي اللحنِ بحَضرةِ حَنانَكِ فيا لهفي
فكم لهذا الحُبِّ يُغري أنفاسِي ومَسرَحي
وكم يَجُودُ قلبُكِ للقلبِ الذي أسلمتهُ قيدي
كلما طفْتُ في مُقلتيْكِ طوافَ مؤمنٌ حاج
صَليْتُ في مِحرَابِ طبْعِكِ هوىً ولم أفقْ
يا نسمتي التي أحَبَّ أسيلي مُداعبةَ أنامِلَها
يا غوايةُ مُقلتي إذ تراكِ قصيدتي وبحري
أرَطّبُ فيكِ الأماني فيلينُ بي خَصبي وفصلي
كم سُقتُ إليكِ أخيلةَ وَعيي أنتشلُ تراتيلَ نشأتي
فيَستعمِرُ مَسامِعي صًوتُ زجرِكِ وجِرسي
كلما أفاقتْ فصَائِلي في اشتِعَالاتِ شقوَتِي
فيكِ وَجدتُ صُوًاعُ الرَّحمةِ مُمتِلئاً
وتَلمَسْتُ في رَحلِ حَنانِكِ بَراءَة رُسُلي
فخُذِيني أمِّي في أحضَانِكِ إبنةٌ بارَةٌ
اقترِفُ بِرِّي إليكِ مِنْ عُمقِ نفسي وحِسي
فأصْبِحُ وأمْسِي وأهذِي بربيعِ العُمرِ يُسْري
يا قلبُ هَلَلَ البَهاءُ بنحرِها وقدِّها
وأشرَقَ النهارُ خَصباً بوَجهِها حين ترسُو
وتهليلها لحنٌ شجيٌّ يَمُسُ عَصَبي فأغفُو
باستِسلامٍ يَجني هُدوءاً لعنانِ الأحلامِ تَنْغَمِسُ
وكلُّ العَنادِلِ تعزِفُ لُحوناً تُؤنِسُ الشّغافَ عفافاً
فلعيونُكِ أمي تبتهِلُ العُيُونُ لُغةَ الصلاة وتأسو
-
hiyam damraعضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية