قُتلت بداعي الشرف - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

قُتلت بداعي الشرف

  نشر في 12 ماي 2014 .

 تبدأ الحكاية في مجتمعاتنا العربية منذ الطفولة،حيث هنالك تميز جنسي تمارسه العائلات والمجتمعات العربية ضد المرأة في زرع المعتقدات الغير إسلامية بأن قائد المسيرة الدنيوية هو الذكر، حتى أصبحت عقول شبابنا لا تتقبل بان يكون دور المرأة فعالاً في المجتمع،ولو اكتفت المجتمعات العربية بهذا الحد لكنا قد قبلنا وصمتنا عن الجرائم البشعة التي تمارسها المجتمعات العربية في كل سنة وكل يوم بحق المرأة، ولكن هذه الممارسات لم تقف الى هذا الحد فحسب بل زرع في عقول المجتمعات العربية بإن المرأة هي من تحاسب على جرائم الشرف وليس للرجال اي رقيب أو عتيد على ممارساتهم. ولصمت المرأة العربية دورا كبير في ازدياد هذه الجرائم فقد تصمت المرأة خوفاً من القتل او التعذيب او حتى التهميش في حياتها العائلية في حالة تمردت على واقعها المؤلم، وهذا كله بسبب الأفكار اللاإسلامية اللاأخلاقية وللامنطقية التي زرعت في عقول مجتمعاتنا منذ النشأة.

ولكن هل هذا ما يحدث فقط ؟! ، من المؤكد أنه جزء من الحقيقة لأن المرأة العربية تقتل "بداعي الشرف" ولا يوجد في اي منطقة تحمل الطابع العشائري اي حق لهذه الروح لانها محكوم عليها بالقتل دون اي مبرر سوى بإن تهمتها المزيفة هي الشرف ، وكم منا سمع قصصاً مأساوية وجارحة من صديقه او حتى في نشرات الاخبار بقضايا الشرف،ولكننا لم نتوقف لحظة للتمعن في هذه القضايا لانه حساسة برأي المجتمع الشرقي الذي يحمل في طياته مزيجاً من الأيدولوجيات العشائرية الدسيسة على الأمة الأسلامية .

لمن حق المرأة في القانون الاسلامي العيش تحت قانون رباني يحميها من جميع التكهنات والصراعات الفكرية التي يعيشها المجتمع، وهنا نرى بأن قضايا الشرف ما هي الا نموذجٌ للتميز بين الرجل و المرأة ، فالقانون الإسلامي لم يفرق بالشرف بين الرجل و المرأة وكلاهما يحاسب بنفس الدرجة ان أخطاً وهذا عكس ما نراه في مجتمعاتنا العربية، ولن اخوض في هذا السياق كثيراً لان ما يهمني هو بأن أوضح قصصاً حقيقية وجرائم واقعية حدثت تحت عنوان "جرائم القتل بداعي الشرف".

لمن حق اي مرأة ان تتمتع بجميع حقوقها في بيت أهلها او زوجها لذلك فان الجرائم تنقسم الى نوعان وهي لفتيات قتلت قبل وبعد الزواج والفاعل يختلف ولكن المبرر واحد "الشرف" ، ومن هنا سأبدء بسرد بعض القصصة الحقيقية هنا لنبين الاسباب وراء هذه الجرائم البشعة وما يذاع عنها .

- تبدء قصة فتاة تقدم لها شاب من عائلة محترمة وطلب يدها للزواج وبعد ان تم النصيب "على حد تعبرينا العربي"،فان تلك الفتاة كانت تحلم ككل فتاة بان تبني أسرة جميلة، والبدء بالعيش بحياتها مع ذلك الزوج الذي ابدى لها كل ما هو حسن في بادىء الأمر. وبعد الزواج بفترة قصيرة بدأ هذا الزوج بالعودة الى المنزل بوقت متأخر ودام الحال الى مدة طويلة من الزمن الى ان الفتاة لم تكترث لهذا بعد ان اسكتها بصراخه وانها ليست مراقباً عليه وليس لها الأحقية بطرح مثل هذه الأسئلة، ولكن الأمور تطورت بشكل سريع جداً حيث اصبح هذا الرجل يعود الى المنزل مخموراً ويتهجم عليها جنسياً بشكل وحشي حتى ينهي ما يريد ويضربها ويذهب ، لم تتمكن الفتاة من البوح لأهلها بعد ان حذرتها أمها بان هذا سيؤدي الى طلاقك وهذا مرفوضاً في عرفنا العربي ماذا سيقول المجتمع عنك ؟!، فصمتت هذه الفتاة وأصبحت تبحث عمن تشكو له همها ويشعرها بالحنان والعطف عليها، فلجأت هذه الفتاة الى التحدث مع شاب كانت قد جمعتهم علاقة قبل الزواج. وكانت حتى هذه اللحظة قادرة على التخفي والعيش في عراك مع هذه الحياة ولكن السؤال الهام هنا, ماذا لو علم زوجها فأنها سيصبح اشرف الخلق ويقتل زوجته "بداعي الشرف" وسيتقبل المجتمع هذا ويلوم تلك الفتاة على ما قامت به ولم يخطر في بال احدهم أن يسأل مالذي دفعها لفعل هذا ؟! او حتى يتحقق من سلوكيات زوجها وستذهب هي روحاً حقيرة بنظر المجتمع بداعي ما نسميه الشرف.

- تتمحور القصة الثانية لفتاة تزوجت من شاب في نهاية العشرينيات من عمره وهو ايضاً من عائلة محترمة ومعروفة في الأوساط المختلفة وبدأت حياتهم بشكل روتيني كما يبدأ اي زوجين حياتهم الا ان التغيير المفاجئ جاء بعد انقضاء الأسبوع الأول من الزواج،فبدء الزوج بالدخول الى البيت بعد اتمام عمله يبدل ملابسه ويأكل طعامه ويجلس امام شاشة التلفاز حتى موعد النوم او يذهب مع اصدقائه، وبقي هذا الحال لعدة ايام حتى تجرأت الفتاة وسألته عن السبب وراء أفعاله او ما شابه فجاوبها بكل احترام لا يوجد سبب، وبعد شهر على هذا الحال جاءت الفتاة وجلست مع زوجها محدثة اياه بانهما زوجان بإنه من المفترض أن يكون بينهما كلام وحياة اسرية وجنسية ....الخ ، فلتفت اليها قائلاً بانه لا يحب هذا الكلام !!! . وهي ايضاً بشر لديها احتياجاتها المختلفة التي يجب ان تتوفر له ولكن للأسف لا حياة لمن تنادي ، وبعد ان لجأت الفتاة الى اهلها الكرام اجابوها يجب عليك الصبر لانك من الصعب ان تكوني مطلقة، وهنا بدأت قصة الشرف ، اتجهت الفتاة الى اشباع غرائزها واحتياجاتها العاطفية عن طريق المكالمات التلفونية والألتقاء بأصدقاء عبر شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة. وبعد حديثي مع تلك الفتاة سائلاً اياها ماذا لو علم زوجك؟!، سيكون هذا شيئاً قاسياً عليك . جاوبتني بشيء من القهر " هذا عادي في مجتمعنا سأقتل لاني ش..... بنظرهم ولا يعلمون بأن هذا الحقير لا يعبرني" . فصمت مذهولاً مما قالت ولكني وافقتها الرأي لانها قالت الحقيقة فإن علم زوجها فانها ستقتل بداعي الشرف دون رحمة ولن ينظر احد الى هذا الذكر الذي لم يكن يعطي زوجته ادنى حقوقها وهو التكلم معها.

- تتلخص القصة الثالثة بشيء من الدعابة لفتاة متزوجة في العشرينيات هي وزوجها حيث تعتبر الفترات الشبابية من اجمل اللحظات التي يعيشها الزوجان الا ان هذه القصة مختلفة تماماً، فبعد مرور سنة على زواجهما اصبح الزوج يتحول الى شيئ اخر حتى وصلت به الحال في لحظات الجماع بينه وبين زوجته الا عدم تقبيلها او اشعارها بانها انسانة كريمة، وبعد مدة وبعد ان طفح الكيل سألته عن سبب عدم تقبيلها له ، فأجاب ويا اعجب هذا الجواب قال لها " بانه يختنق حين يقبلها" ، نعم يختنق وكأنه يغرف في بحر عمقه الاف الأمتار ، وحتى الأن تقبلت الزوجة هذا الوضع وتفهمت كذبه مع انها تعلم حقيقة الأمر بانه اصبح ينظر لها بعين اخرى ، ولا تتسأل ايه القارئ عن اسباباً قد منعته، فقد تطرقت مع الفتاة الى بعض الامور التي قد تكون سبباً خجل ان يقولها لها ، ولكن الحقيقة تبينت بانهُ يتغير يوما بعد يوم حتى وصل به الحال الى ضربها كل يوم ولكن المشكلة هنا كانت بانهما كانا قد انجبا طفلاً ، وبعد الشكاوى المتكررة للفتاة لأهلها كان الرد كما كان في هذا المجتمع ،وهو الخوف من الطلاق. وحالها كحال اي فتاة بدأت رحلة البحث عما تريد في بيت مغلق لا يرى النور . وأن قتلت هذه الزوجة فانها ستقتل بداعي الشرف ايضاً.

سأكتفي بهذه القصصة الثلاث ويا كثرتها وخصوصاً في مجتمعاتنا العربية التي تتجمل بانها تواكب التطور و التحضر مع العلم في الحقيقة ما زالت على ايام الجاهلية و القبلية والقانون ليس له اي مكان سوى عند الضعفاء، وهنا سنطبق عنوان الفلم القائل "جريمة مشروعة" نعم انها جرائم مشروعة في مجتمعاتنا العربية وأن تحولنا من الفتيات المتزوجات الى غير المتزوجات سنرى جرائم شرف وحشية تُقترف كل يوم وكلها بدافع واحد، وسأتطرق في مقالي التالي عن القصص الواقعية لفتيات غير متزوجات تحت مقالة بعنوان "صفقات مشبوهة"


  • 3

   نشر في 12 ماي 2014 .

التعليقات

Mino Gado منذ 9 سنة
كل صفقه ليها طرفين تفتكر الشبهه موجوده بين اى طرفين ؟
0
Islam Faisal
ان الطرف الاكثر وقاحة هو من يستخدم الانسان لسلعة يبني عليه صفقاته..

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا