ياسر شمس الدين يكتب :
بعد ما اتنازل مبارك للمجلس العسكرى عن الحكم كان الشباب بيخرجوا فى مظاهرات لتحقيق بعض المطالب مثل محاكمة مبارك وتنفيذ اجندة الثورة ومطالبها وكان الشباب عندهم امل وحلم وشويه ثقه فى الجيش وقتها مع شوية احساس بالقوة والتناغم مع جميع طوائف الشعب فى ظل تفاهم وتوحد للقوى السياسية الموجودة يعنى مثلا كنا ممكن نلاقى شاب مسيحى بيطالب بدمج الاخوان فى المجتمع وانهم اتظلموا كتير وممكن تلاقى شاب اخوانى ابتدى يتعرف على شباب شيوعى واشتراكى ويبقى فيه ود وتبادل للاراء كمان ظهرت مجموعات سلفية مودرن زى سلفيو كوستا وقدموا نفسهم انهم منفتحين وبعيدين عن تشنجات وصرخات السلفيين التقليديين اللى بنسمعهم ونشوفهم من ايام مبارك كل ده كان جميل وقوى فى نفس الوقت ان المجتمع يبقى فيه تنوع ومنافسة بحب عشان خاطر البلد والناس وان الثورة تنجح وتكمل طريقها لكن اللى ماكناش واخدين بالنا منه ان فى مكان مظلم جدا مليان حقد وكره وغل كان فيه مجموعه من المصريين ابتدوا ينفذوا خطة بديله وخيار غير خيار الثورة المطروح فى الشارع الخطة ديه كانت ارهاصه ومحاولة لعوده نظام مبارك
وعن تجربة شخصية فى مظاهرة من المظاهرات بعد الثورة لقيت اتنين مخبرين من قسم مينا البصل بالاسكندرية وده اللى عرفتوا بعد كده لانهم كانو دايما بينزلوا ويقولوا نفس الكلام كانوا موجودين كل همهم الشتيمه فى الاخوان وتسخين الناس عليهم فى وقت كان لسة الدنيا مش زى ايام مرسى وكان فيه امل ان يبقى فى ارضيه مشتركة نقدر كلنا نتفق عليها لدرجة ان شاب وقف اتكلم معاهم وفضل يدافع عن الاخوان وكان وقت المظاهرة ديه الكنيسة كانت رافضه نزول اى حد مسيحى المهم انا كنت حاضر ووجهت سؤال للمخبر طيب انت ليه ما بتشتمش فى المسيحين ماهما رفضوا ينزلوا الشاب اللى كان بيكلم المخبر رفعلى ايديه وورانى الصليب كان موقف محرج انتهى باعتذارى للشاب المسيحى وحضن اعتذار واخوة لابناء ثورة واحده
حصل استفتاء مارس بعد كدة وابتديت حملة للتشوية فى الاخوان وبدأت مرحلة جديدة ف عمر الثورة مرحلة الانقسام والصراع بين القوى السياسية فى نفس الوقت بدء بعض المنتمين للثوار والمدسوسين على الثورة بتشويه بعض افراد الثوار المخلصين لاهدافها واطلاق تهمه انتمائهم للاخوان وانهم مدسوسين على الثوار لصالح الاخوان وكأن الثوار او ما يطلق عليهم نشطاء يقومون بمهام سريه لا يعلنونها على صفحاتهم فى الفيس بوك مرارا وتكرارا فى الوقت ده برزت مشكلة عند الشباب اللى مالوش مصلحة فى اى شئ غير انه يشوف بلده احسن وابتدى الشباب ده ينفى عن نفسه تهم الانتماء للاخوان ومنهم اللى بطل يصلى اصلا قصاد اصدقاءه النشطاء الاخرين حتى لا يتهم بمثل هذا الاتهام لحد هنا لسه الامور مازالت يمكن اصلاحها لكن المخططين فى نفس المكان المظلم الشرير اصحاب خطة الثورة المضاده قرروا بدايه مرحلة جديدة وهى مرحله ما بعد انتخاب مجلس الشعب ونفذوا مهزله محمد محمود ووقع الاخوان فى الفخ المعد لهم بكل اريحية وغباء وقالوا الداخلية معهاش خرطوش وبدأت العداوة الحقيقية للاخوان وللشباب الذين يرون انه لا يجب معادة فصيل ثورى معتبر حتى لا تفشل الثورة بعد ان ظهر للجميع ان المجلس العسكرى والجيش احد اطراف الثورة المضادة بل انه هو العقل المدبر لها مع اجهزته العميقة من مخابرات عسكرية ومخابرات عامة ورجال اعمال ونظام مبارك .
ومع الضغط من جميع القوى رضخ المجلس العسكرى وقرر اجراء انتخابات رئاسية وانتهت الجولة الاولى ودخلنا فى جولة عصر الليمون حتى لا ينجح شفيق وهنا اطلق الامنجية والمندسين بين النشطاء مصطلح عاصرى الليمون على من اختاروا مرسى ضد شفيق وبدأت مأساه صديقى الثورى الذى دائما كان محصورا فى خانة اليك محصورا بين اختيارات ثورية صعبه فهو من ناحية يرى طريقا لنجاح الثورة غير الطريق الذى نسير فيه ومرغم على اختيار اسوء الشريين دائما لكن فى هذه الاثناء قرر المجتمعون سرا فى المكان المظلم الذى ربما يكون بجوار قصر القبة داخل مبنى المخابرات المصرية قررو ان ينقلوا مستوى العداوه الى بعد اخر وهو الاتهام الصريح لاى ناشط يساند الرئيس مرسى بأنه ينتمى للاخوان بشكل سرى ولذلك كان من اول الضحايا لهذا القرار احمد ماهر مؤسس 6 ابريل وتم تداول الاشاعه فى جميع محافظات مصر وعلى جميع قهاوى النشطاء واماكن تجمعهم فازدادت مأساه صديقى الذى اختار ان لا يتصادم مع الاخوان فهو اصبح بهذا المنطق اخوانى رسمى بدون ان يكون له حتى اي علاقة بهم وقرر صديقى الثورى ان يحاول نفى هذه التهمة عنه باى ثمن حتى ولو كان هذا الثمن عداوه الاخوان بضراوة وعنف حتى لا يصبح متهما مثل احمد ماهر اصبح صديقى الثورة مصابا بمتلازمه احمد ماهر وانه يجب ان يشفى منها ولو بالدعوه لقتل جميع الاخوان فى مصر فاصبح صديقى الثورى مهتما جدا باستمارات تمرد مع شكه الدائم انها تبع المخابرات وانها قد تؤدى الى انهيار البلد اصبح صديقى الثورى فى مقدمه حارقى ومقتحمى مقرات الاخوان فى جميع احاء مصر اصبح صديقى الثورى احد افراد واداه فى يد الاعلام المخابراتى حتى يشفى من متلازمه احمد ماهر وحدث الانقلاب العسكرى وقرر احمد ماهر نفسه انكار ما تم اتهامه به فطلب ان يزور عواصم العالم حتى يقنعهم ان ماتم ليس انقلابا عسكريا ولكن ثورة شعبية
صديقى الثورى حتى الان لم يشفى من هذا المرض فبعد الانقلاب اصبح الامر اشد خطورة واكثر مأساويه فاصبح صديقى الثورى مطالب بأن يكون عدوا للثورة وليس الاخوان فقط مطالب ان يصفق للسيسى والا اصبح ارهابيا ونكسجيا زادت حده المرض عند صديقى الثورى فهو الان لا يستطيع ان يساند الاخوان بعد ان اصبح عدوا لهم ولا يستطيع ان يصبح احد اتباع السيسى فهو مخلص لاهداف ثورة 25 يناير ويرى السيسى ديكتاتورا فاشلا
زادت حدة المتلازمه عند صديقى فقرر ان يرفع شعارا مريحا يبعد عن نفسه تهمه الاخونه ويريح ضميره بأن لا يساند السيسى فى جرائمه قرر صديقى الثورى ان يرفع شعارا على صفحتة على الفيس بوك يسقط كل من خان عسكر فلول اخوان
فهل شفى بذلك من مرضه ام هل خان هو كل ما دعى اليه فى ثمانية عشر يوما رأى فيها الاخوان يضحون بالغالى والنفيس حتى يقوموا بحمايه الميدان من بلطجيه مبارك لقد ضل صديقى الثورى الطريق ونسى ان الخلاف السياسى لا يجب ان يتحول فى يوم من الايام لعداوة تصل الى مرحلة استباحة الدماء بين ابناء الثورة الواحدة لقد ضللنا جميعا الطريق وان الاوان ان تحدث مصالحة حقيقية بين فرقاء ثورة 25 يناير حتى نستطيع اسقاط هؤلاء الاشرار الذين يحكمونا من مبنى المخابرات ويتلاعبون بعقولنا ويزرعون بيننا الفتنه والعداوة والبغضاء واعتقد ان جميع فرقاء الثورة قدموا من دمائهم ما يكفى حتى يصلوا الى ارضية مشتركة اخرى تعبر عن ثورة عظيمة قمنا بها وان نبدء مرحلة جديدة نمهد بها الطريق لثورة اعظم تكون امتدادا لثورتنا الاولى لازاله هذا النظام العسكرى الغاشم الجاسم على نفوسنا منذ 60 عاما هذه دعوة للمصالحة فأن شئتم ان تتحرووا فستذكرون ما اقول لكم وافوض امرى الى الله
-
Yasser Shams Alyمدون وصحفى منذ عام 2006 مؤسس حركة شباب 6 ابريل الجبهة الديمقراطية بالاسكندرية