غوروا وورونا عرض أكتافكم !!! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

غوروا وورونا عرض أكتافكم !!!

  نشر في 29 ماي 2015 .

هكذا يخاطب الاعلام المصري الشعب المصري، و تحديدا المعترضين على غلاء أسعار المعيشة من سلع و خدمات، وهكذا يقدم الحل السحري لمشاكل مصر، أن يأخذ كل مواطن باسبوره و ” يغور ” خارج البلاد.

لن أعود الى سرد أحداث فترة ليست بالبعيدة، حين كان رئيس الجمهورية هو المسئول الأول عن كل صغيرة و كبيرة تحدث في البلاد، بدءا من حوادث القطارات و السيارات وصولا الى رفع الدعم عن بنزين الأغنياء ( 95 ) و ” مش قدها امشي و سيبها ” و ” مصر كبيرة عليك “.

و لن أسترسل في عمل مقارنة بين حكومة قنديل و محلب من حيث انجازات كل منهما ، حيث خلت الحالية من أية ابداعات أو حلول غير تقليدية للخروج بمصر من أزماتها المزمنة منذ عهد مبارك و التي استفحلت الآن نتيجة ” لسوء ” إدارتها .

و لكني سأقف اليوم على رسائل اثنين أحسبهما إعلاميين، موجهه للشعب المصري :

– الأولى من عمرو أديب الذي تسائل في حيرة ” فيه حاجه مش باسطة الناس في مصر ايه هي مش عارف ،و فيه حالة اشمئناط يعني عدم رضا ”

و قبل أن أتعرض للجزء الثاني من حديثة الموجه الى الجمهور ، لابد و أن نتساءل هنا ، أحقا يعيش عمرو أديب بيننا على ذات الكوكب على ذات الأرض ؟؟

أهو في بحبوحة من العيش مُترفهُ، و هو يستعجب شعور المواطنين بعدم الرضا عن أحوالهم المعيشية ؟؟

الطبقة المتوسطة تعود لتتشكل الآن و بقوة بعد أن اضمحلت في عهد مبارك ، و من كان معه ” قرشين ” في عهده ، أضحوا الآن عرايا تذروهم رياح الغلاء و سوء الخدمات، و من استطاع منهم الصمود انتهت نقودهم بلا قيمة يمكن الاعتماد عليها ، بعد أتى غلاء الأسعار على اليابس قبل الأخضر ، ولم تعد لديهم فوائض مالية، حيث أضحى شد الحزام عرفا جديدا سائدا بينهم ، يجعلنا نهبط بهم بدون خطأ كبير من طبقة الأغنياء الى الطبقة المتوسطة ، فما بال أديب بالطبقات التي تستر بالكاد نفسها والطبقات الفقيرة ؟

و بعودة الى الجزء الثاني من حديثه ، فقد قدم حلا عبقريا للجمهور الا و هو ” سافروا ” و ” لإمتى الاتكال على الحكومة ” ؟

الحقيقة يا أديب أن هذا التعليق إما يدل على فساد متعمد في الاستدلال او جهل او تدليس لفكر البسطاء الذين و يا للعجب ما زالوا يتابعون هرطقاتك ، فرواتب الموظفين في القطاعين العام و الخاص تنتهي أغلبها في خزانة الدولة على هيئة ضرائب على كل نفس يتنفسه المواطنين ، و بدون أي عائد يرتد عليهم سواء في خدمات طبية او تعليمية او حتى محاولة و لو بسيطة لتيسير شئون الأفراد .

اخلع عنك يا أديب الحياة المخملية التي تعيشها و البذل الغالية الثمن من باريس و لندن ، و خصص يوما واحدا فقط داخل أروقة أي مصلحة من المصالح الحكومية ، و انظر الى القاذورات تنضح في كل ركن من أركانها، ناهيك عن حشر الاجساد البشرية في ندرة من الهواء و المقاعد و كانها معلبات بائسة زهيدة الثمن في مصنع من مصانع تعليب بير السلم.

ثم اترك سيارتك الغالية على أحد شوارع المعمورة المكسورة عالية الرصيف إن كنت من سعداء الحظ، اما و حظك كحظ سائر المتعوسين، فلن تجد سوى مكان لا يعجب باشوات المرور ، و ستجد اطار سيارتك و قد زانه كلبشهم، لانك لم تنقد السائس نقودا يتقاسمها مع عسكري المرور كإتاورة لركن سيارتك، ثم جرب أن تتخذ من أحد وسائل النقل الحكومي وسيلة للتنقل ثم كلمني عن شعور المواطنين ، و تعجب لم لا يعجبهم العجب هؤلاء المتبترون على نعم الحكومة !

و فسر لنا كيف واتتك جرأتك أن تطلب من المواطنين مغادرة بلادهم ؟؟ أليست بلادهم كما هي بلادك ؟؟ أليس من حقهم حتى العبوس في وجه الزمن الذي صُدر فيه أمثالك ليتحدثوا باسمهم ؟؟ ثم دعني أطرح عليك تساؤلات أنت تعلم إجابتها جيدا.

كم دولة في العالم تقبل دخول حاملي الجنسية المصرية أراضيها بدون تأشيرة دخول ؟

ثم لنفترض أنهم قد وجدوا – بمعجزة ما – أرضا تستقبلهم ، من أين لهم بثمن تذكرة السفر ، و ان استطاعوا تدبيرها، ماذا بعد ؟؟؟

أتريدهم أن يفترشوا طرقات أرض غريبة ملتحفين السماء متسولين حاجتهم من الغرباء ؟ هل حقا تؤمن أن أي بلد اخر غير مصر سيكون أكثر رحمة بأهلها منها ؟؟

هل أثر باسبورك المليء بخيرات الله من تأشيرات و فيزات و إقامات في معظم دول العالم على بديهتك فنسيت ( او لعلك تناسيت ) كم هو مرهق و يدخل في نطاق المستحيل مغادرة المحروسة ممن لا تتكدس نقودهم أكواما في البنوك مثلك ؟ هل نسيت او تناسيت ان معظم دول العالم لا تستقبل الا الاغنياء فقط و لا حاجه لهم بفقراء بلدك ؟

هل تدلس على البسطاء لعدم معرفتهم بمعلومات انت تعلمها جيدا لا لغرض في نفسك الا أن توصل لهم احساس العجز و الهزيمة، لتتسلطن أنت و أمثالك على عروشكم بنقودهم ، مطمئنين على أملاكم و حياتكم الوثيرة.

أما أنت يا تامريا أمين ، بعد سبك للشعب المصري بلفظ قبيح ” غوروا وورونا عرض أكتافكم ” ! فأتحداك أن تكون رجلا و تترجل على أقدامك في أي مكان عام، لتسمع وصفك الحقيقي بأذنيك من الذين سببتهم بكل صفاقة، و كأن الشعب المصري عبيد يعمل لدى حضرتك تسبهم اذا لم يحسنوا عملهم ، أعتذر لم يحسنوا مواطنتهم و هي مواطنة قوامها السمع و الطاعة كما تفعل أنت و أمثالك و كما تريدنا أن نقتدي بكم !

لك الله يا مصر ،،


  • 4

   نشر في 29 ماي 2015 .

التعليقات

تشرفت بك سيدتي ويسعدني متابعة ما تكتبينه ، كما يسعدني ويشرفني بمتابعتك لي علي صفحتي علي الفيس او تويتر باسم (رزق المدني ) فأهلا وسهلا بحضرتك دمتي بكل حب وخير
0

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا