راه فجأة .. فخبأ يده تحت الكرسي، أثار ذلك ريبة في نفس الشيخ، سأله مبتدراً:"ماذا تخبئ عني؟" .. فرد المريد وهو يفادي التقاء النظرات:" لا شيء شيخي"، رمقه الشيخ بنظرة شك، قبل أن يسأله:"لماذا لحيتك مبتلة؟ .. "لاشيء" .. أصر عليه الشيخ وأنه ثمة شيءٌ يداريه عنه ولا يريد أن تتزعزع أواصر الثقة بينهما .. "هذه ماء الوضوء" .. مبتسماً .. "لتوي أنهيت وضوئي" .. نفذ صبر الشيخ عندما طلب منه أن يمد يده على الطاولة .. تردد المريد في الاستجابة .. حتى قرر أخيراً بعد نظرة عميقة غرزها في قلب عين شيخه لعدة ثواني .. نزع المريد يده من تحت الكرسي .. يمسك بقنينة محدودة مجموعة .. تصميمها ليس به عوار .. متناسقة .. لها مسكة تغري كل ناظر .. وبمقاييس جمالية تفوق كل قنينة أخرى .. مقاييس مرجعية يقاس عليها في عالم الزجاج .. ترجرج بداخلها سائل .. يلمع، كأنه نواة النار وخلاصة النور .. انفزع الشيخ وصاح"ما هذا؟!" .. فأجاب المريد:"هذا عرقسوس ابسنت مُعتق" وطقطق بالقاف 😂
-
Taric Ov (طارق عوف)مدون حر، محب للفلسفة والفنون واللغات