الواقع هو مدرستك في الحياة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الواقع هو مدرستك في الحياة

سميرة بيطام

  نشر في 04 ديسمبر 2019  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

    من طبيعة العلاقات البشرية أنها تنشأ من أجل اشباع غاية اجتماعية فرضها الدين من باب التكافل و التواصل و من ناحية  كون الانسان اجتماعي بطبعه ، لأن طبيعة العلاقات الثنائية أيا كان نوعها سواء علاقة خطيبين أو صديقتين أو حتى العلاقة فيما بين أحد الوالدين مع واحد من أولادهما ، الا و يشاهد القارئ الكريم أن طبيعة الحياة في سيرورتها و هي تفرض قوانين تغلب علينا كبشر  أن نتحمل أعبائها بحتمية  لولا تصبرنا نحن المؤمنون بالقرآن الكريم  ، الذي فيه متسع من الوصايا و النصائح هي من  تنير لنا الطريق ، بعد أن بدى بالأمس غامضا و شابته  الكثير من التناقضات .

 فحينما نهم بتجريب حل ما و بداخلنا مخاوف كثيرة من الإخفاق نبقى نتساءل أهذا هو الاقتراح الأصلح ؟ ، نفس الشيء يطبق على العلاقات الاجتماعية التي يسعى الجميع لأن يحافظ عليها كونها الهواء الذي يتنفسه بعد صلاته و عمله ، لأنه ببساطة يريد الانسان أن يرتاح في تفاعل يجلب له الاطمئنان و السكينة و التوافق في الأفكار ، كل شيء يبدو واقعا  متعارف عليه لحد الساعة ، لكن لدي سؤال لطالما طرحته على نفسي:

هل حقا الصورة التي نبدو علينا من حيث التفكير و طريقة اختيار الملبس هي نفسها  التي تنطبق على شخصيتنا الحقيقية، أم أنه أحيانا يلجأ الواحد منا الى أن يحب بطريقة مخالفة أو أن ينازع خصمه بطريقة مؤدبة و كأنه يريد أن يبدو شخصا آخر ؟.

ربما  تتبادر الإجابة الى ذهن كل قارىء أنه قد يتقمص الانسان شخصية غير شخصيته ليبدو أكثر قوة أو أكثر تقربا من الحل أو النجاح بصفة عامة ، و لكن يغفل عنه أن ميكانيزمات و آليات الفطرة فيه قد ترفض في تناقض هذا الاقتراح لأنها تريد أن يبدو كما هو بعيوبه و محاسنه ، حتى مع المتخاصمين يفضل أحد طرفي النزاع أن لا يستعمل قوة مفرطة أو يحتكم لأشخاص حكماء ، و منه ألا تشعرون أنه أحيانا فيه نوع من التسليم للأمر الواقع و أحيانا فيه نوع من التحدي و لكن بضعف ، لأن الانتكاسات و الإخفاقات أعطت دروسا كفاية في أن الحلول منعدمة أو شبه منعدمة.

من تجربتي في الحياة يبدو الاحتمالين السابقين جائزين في الواقع ، نعم لأنه مهما كان الانسان قويا في شخصيته الا و يمر بلحظات ضعف و قد تتحول الى مدة زمنية و لا تبقى مجرد لحظات ، و منه تتوالى ضربات المحن الواحدة تلو الأخرى في ظرف زمني وجيز ، ليصبح التفكير في ارتداء ثوب آخر ضرورة حتمية .

ما يجب أن يراعى في الحسبان أنه حتى لو تم تغيير الاستراتيجيات و الأفكار و المقترحات على المبادر بهذه الخطوة أن يحذر من الواقع، لأنه دائما فيه ظروف خفية لا تبدو في الأول الا بعد التجريب و سأعطي مثالا على ذلك مثل من يصافي في علاقاته التي ذكرتها سابقا و يكتشف بعد مدة من الزمن أن شيئا ما تغير ، لم يعد الإخلاص هو نفسه و لم تعد المحبة هي نفسها و لم يعد الطرف الآخر هو الذي عرفته سابقا ، فأعتقد أنه لا بد من الثبات على الموقف الأول حتى لو تغيرت الاستراتيجيات لا لشي سوى لأن الحياة مدرسة بقدر ما نتعلم منها نبقى نتعلم مهما كبرنا و ليس مقولة  " المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين مناعة ضد أي انتكاسة أخرى " لأنه تقابلها في الواقع مقولة" الحياةُ ليسَت عادِلة، فلتُعَّوِد نَفسِك على ذلك، في المدرسة يعَّلِمونك الدَرس ثم يختَبِرونك، أمَا الحياة فتختَبرك ثم تُعَلِمك الدرس ، قد تَقصُر الحياة وقد تطول، فَكُل شيء مَرهون بالطريقةِ التي نحياها بها".

 ما رأيكم ؟



   نشر في 04 ديسمبر 2019  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا