على شفا ذاكرة
هيام فؤاد ضمرة..
أذكرُها تَماماَ تلكَ الابتِسَامة
تلك التي لاحَتْ عِندَ أولِ لِقاء
مزهرةٌ كما نًرجِسٌ جاثِمٌ
يَلثمُ فاهَ المُحَال
تِلقائِيةُ الانسِيابِ.. تُغذي السَّحاب
تُقبِّلُ خدَ النسيمِ بِغيرِ ابتذال
وتميلُ للوُدِّ رُوحُها بِغيرِ هِياب
تُقلّبُ الريحَ بينَ أنَامِلِ الإرتياب
تَكْتُمُ غَضْبة لتخضعها جبراً..
لتبدُو كمنْ كتَمْتَ أنفاسَ العذاب
وحينَ ناظرتَ ملامِحي
صَمَتَ بكَ الهلال
ما كان بمقدورك مداراة الإنفعال
لكنها ابتسامتكَ وهي تُغالِبُها شقاوة
انغمَستْ بمحلولٍ سُكريِّ
استطعَمْتَ حلاوَتهُ
فلَزِمَتْ رُوحُكَ الإقبال
فيما كنتَ تتغَلغَلُ داخِلي
توقدُ بنبضي فَتيلَ الإشتِعَال
تُعَاوِدُني كلُّ حينٍ ذاتِ الابتِسَامة
وقد باتَتْ لازِمَتي بالاشتِياق
حين تُغَيِّبَني لُزومِياتِ المَسَاق
وتَرُدَني نَحْوَكَ دُرُوبَ التِّرحَال
فآتي على عَجَلٍ أرُدُ ارتِباكي
وفرَحي يُغَالِبُ عني مَوْجُ التَّبَاكِي
لأقتَحِمَكَ ملاذاً يُعيدُني لخاتِمَة المنال
فيَفيضُ بِدَاخِلي جُنونُ السَّؤال
ويُقارِعُني التَحَدِي لأتَشَبَث بِذَيْلِ دُنيَاي
إذْ بأيِّ النَظراتِ صافَحَتكَ عَيْناي
لتُربِكُكَ سِهامِي فتَخِرُّ بالحَال
وتُثيرُك حافِظةَ أشيائي
فتنبشُ مُحتواها لتُطالِعَكَ بَراءَة الأقفَال
فلأيِّ غدٍ تُشغلُ ارتِعَاشَ سذاجتي
وتَقرُّ انهِمَارَ مَوَاجِدي
والعُمرُ مُشارِفٌ على جَرفِ المآل
لذاتِ زمنٍ ما زِلتُ أحْسَبَهُ طال
ها هي ذاكِرتِي تَسْتَرجِعُكَ شغفاً
تَمْنَحني لُطف مُعَاقَرَتِها
فأصِيخُ سَمْعِي وأرْضِخُ لها أُذني
لأنادِي بكَ مِحْوَر ذَنبي..
على نَفسِ الاحْتِمَال
-
hiyam damraعضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية