سماء بلا حدود
*هيام فؤاد ضمرة*
جمعية سماء الثقافة التي تقدم الثقافة بأطباقها الجميلة ونكهاتها العتيدة لتكون برزخا للمبتدئين لعبورهم الآمن إلى مدارك المبدعين، حيث الإستراحة ونيل الراحة الآمنة على ما نتمنى لأدبائنا الشباب من صعود وألق
فسماء الثقافة آلت عل نفسها أن تكون الجسر الآمن للمثقفين والمبدعين العابرين بوابة الإبداع إلى معرضها الزاخر بكل فن ثقافي مكين، حتى إذا ما طاب لهم الوصول للقمة كانت الذكرى تضع أصحابها ببداية خطى، بدأت من السماء وأستقرت بمنتهاها بأعالي ذات السماء.. فكان الضياء سطوعاً حقيقيا
غرام أبو رحمة كاتبة تخرج من عنفوان شمس مشرقة، تبتعث من شواظها نورا وحبورا لتوقع بكلماتها منجزا أدبيا جعلته متنفس لمشاعر إنسانية تتفاعل مع الحياة، بنبض جديد صريح يحول المخيلة لواقع حقيقي، ويحول الواقع لمتخيل منبوش من خيال محلق في أجواء الواقع بمراره ونواره،
الكاتبة اختارت (جدها) لتهديه مُنجزها إذ كان لها مُلهما ومُنصفا في تكوين أمالها وتحقيق أحلامها .. هي علاقة نبيلة متينة بين جيلين متباعدين يُشكلان تفاوتا ثقافيا وتقارباً روحياً بين الحفيدة والجد، ما يجعل هذه العلاقة الصحية تبدو كأروع ما تكون، وأكثر إنصافا اجتماعيا، يؤالف العلاقة بينهما على بصنه الوئام والود، بحيث هذه العلاقة جديرة لتكون قدوة عظيمة لمن يقتدي، وإنصافا إنسانيا لدور الجد الحكيم الرحيم، الكريم بعواطفه، والعميق بخبرته، يمسكُ بكل حرص باليد الضعيفة للحفيدة ليمنحها السلام، ويمر بها عن الطريق الآمن حتى تتقاوى وتجيد العوم مهما ارتفعت وهددت تيارات الضياع، فقاعدتها اكتست القوة وامتلكت المنعة.
الكاتبة أمسكت بأنامل قوية قلم الابداع، ومارست السكب بلغة متمكنة شفيفة ومكينة، تطرح المنطق بعقلية ناضجة، وتعالجه بدلالات عميقة، بحيث تجعل منه قضية لها علاجا منطقيا تتفتق عنه الخواطر، تخلط السرد بالمقالة وتخلط المقالة بالسرد، لتصنع أدبا اجتماعيا يزرع الأمل بالنفوس، ويأخذ بيد المتأمل نحو السلام،
تسرد الكاتبة خواطرها بشكل بوح؛ يمر عبر تداعيات إنسانية محكومة بقيم أصيلة، تجعل من العلاقة بين الجد والحفيد علاقة ترقى للصداقة، المنبعث منها روائح الحب والتفاهم والاقتراب حد التلامس الروحي، فتُعبِّر عما يجول بالمكنون من مشاعر جميلة تبدو كما الاحلام الخيالية، المنبعث منها ظلال لحلقات متداخلة لصناعة الأحلام،
الكاتبة تكشف من خلال ما تكتبة؛ عن لغة قوية ومخزون لغوي ثري تظهر مدى ثقافتها وتنوع علمها، وقدرتها على التعبير الذي يبدو كينبوع ماء يسري بكل الهدوء دون عقبات تذكر، ولا تحولات تبعدها عن مقاصدها في وجهتها الواضحة.
بدأت خطوتي الأولى، كانت قوية إلى ما لا نهاية، كيف لقلبي، لولا الأمل، تبا للزمان على ما أصبحنا عليه، ما أصعب البوح، عيناك كانتا القصيد، يقتلني ذلك الصمت، مفتاح قلبك ابتسامتك، رونق الحياة يكون ببساطتها، ما بين الشعوربالحرية والالتزام بالقيود، عصفور باليد خير من عشرة على الشجرة، حكاية فتاة ونصف قلب، ألم الفقدان... تسعة وأربعين عنوانا تقودنا إلى منتهى المنجز المطبوع حديثا،تعرض المواضيع بتشويق واضح، وتلويح يدق ناقوس الخطر في الوقت المناسب، ليتنبه المصلحون والتربويون وأولياء الأمور إلى مشاكل الجيل والمجتمع.
ويستمر تدفق العناوين.. هي عناوين لنصوص جعلتها كاتبتنا مفاتيح دعوة للصلاح والفلاح، وتنفس الأوكسجين النقي لأبناء جيلها الذين يتخبطون على دروب الاغتراب والانفصال النفسي، والبحث عن راحة البال في كل الأحوال، حين يصبح العمل لأجل سلام الأمل مُضني، وحين يتهدد الجيل أخطار من ذلك القبيل، فتبتعث حلولها وتشير بأصبع التنبيه على مكمن العطب القبيح، لمتابعة الأمر وحل الإشكال، للعثور على سلام النفس، سلامها في دنيا يتضارب كل شيء فيها، حتى لا يعود الشباب يعرفون اتجاهاتهم السليمة، ويعمدون إلى فك عقدهم المتداخلة، فمستنقعات الضياع تتحوطهم من كل جانب.
فالكاتبة تضع الجميع أمام أمراض اجتماعية، توجههم نحو حلول منطقية، برؤية ثاقبة وبفكر منفتح على الصلاح.. فكانت الكاتبة الشابة طالبة الطب؛ نعم المرآة التي تعكس مشاعر المجتمع في مواجهة القضايا المجتمعية والفكرية المهمة ذات الأثر البليغ.
كاتبة شابة واعية متفاعلة مع مجتمعها وقضاياه، وكاتبة مجتهدة ذكية، عرفت التفوق لأنها أدركت قيمة العلم والتعلم، وانصرفت بكامل طاقتها نحو النهل، ضاربة بعرض الحائط مبهرات المجتمع ومغرياته، تلك التي تسحب الشاب من تلابيه نحو الانحراف والابتعاد عن الدورب الصحية نحو التلوث، فعمدت على تصنع من نفسها أنموذجا للنجاح من خلال تثقيفها نفسها وتفوقها، ونصح أبناء جيلها لتستقيم بهم الخطى، ويتحولون عن برك الطين حتى لا يغوصوا بوحلها، وتلتصق أقدامهم بقاعها، فيضيع مستقبلهم، ويضيعون في غمامة من الغبار تخفي معالمهم وتمنع أنفاسهم.
-
hiyam damraعضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية