أزمــــــة فهـــم - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

أزمــــــة فهـــم

سميرة بيطام

  نشر في 09 شتنبر 2018 .

كثيرة هي خصومات أوطان تشبثت بحدود طبيعية تكاملية ألفت بين الشعوب و أطلقت العنان لتآلف من نوع بشري عريق ، و كثيرة هي نزاعات أفراد فرقت و شتت و أبعدت عن صفو التفهم مسافات بعيدة ، و كثيرة هي لحظات الهدم من غير تشاور مسبق ، لأن المهم هو التعالي بالرأي و الرأي الأخر غير موجود، ما هكذا تصان أعراض الأمم إن هي تباعدت و ما هكذا تتجمع قلوب محبين ان هي كرهت ، توجد طرق و حلول و مسالك يختصر منها و إليها الطريق إلى التفاهم ، و هي الحوار و التواصل و شرح عمق المسائل من أين بدأت و إلى أين ستنتهي ، فإما أن نكف عن قص القماش في عرضه و اما أن  نقبل بالعرض في مجمله، هي فكرة تشرح قبول الواقع كما هو أو محاولة تغييرها للأحسن و بما يحفظ الحقوق للكل.

الأزمات عديدة في عصر تتسارع فيه التكنولوجيا لتصنع الفارق في العيش بوسائل جد متقدمة ، فإذا حل الروبوكوب في المنزل و المصحة و العيادات يكون العلم قد اختزل الأحاسيس و التأثر بالقضايا ، لأن الآلة ستنوب عن الإنسان و توفر عنه لعبة الخصام و الفرقة ، هي لا تشعر بكل ما يحبط بها ،هي فقط تنفذ برنامجا آليا مطلوب منها بدقة .

ألم يحن لك يا إنسان أن تشعر بإنسانيتك و تحافظ عليها و تفعل بنودها أينما ذهبت و كيفما تعاملت؟ ، ألم يحن لك يا بن ادم أن تعي جيدا أن عصر السرعة و العولمة سيأخذها من عالم حقيقي إلى عالم افتراضي مفروض عليك بالقوة شئت أم أبيت؟ ، فماذا تنتظر لتفك عقد سوء الفهم بينك و بين غيرك ؟ ، ماذا تنتظر أن تعيش لحظات عمرك بمشاعرك قبل أن تقضي عليها آلة التطور الرهيب؟ ، و من يدري فقد تنقرض سلالتك في أزمنة تالية و تصبح ساعتها غير موجود و للآلة أن تحل مكانك فتثور الدنيا على ما فيها و تصبح الآلة هي العابث على أرض مكث فيها الإنسان كثيرا دون أن يحل مشكلة سوء الفهم لعولمة ماجنة.

مع الوقت ستجردك الآلة من حقك في العيش بنفسك فتقوم بأدوارك نيابة عنك لتقصيك من دورك الحقيقي و أنت السبب حينما لم ترد فهم امتداد الثورة التكنولوجية و ما تحمله من تهديد بثورة بيولوجية تزرع الفيروسات كيفما شاءت لتفتك بسلالتك

 و أنت تسيء فهم العولمة على حقيقتها ،فقد ألهتك شبكات التواصل الاجتماعي و بدأ من هنا التفريق بينك و بين أهلك لتصبح العائلة الواحدة عبارة عن أقطاب أدمغة و لكنها منعزلة و لا تدري ما يحصل مع الأدمغة الأخرى فالكل يريد له عالمه الذي يحلم فيه بأنه مستقل و مرتاح فيه ، و يجهل الكثير من البشر أن نظام التقنية الحديثة في تطور مستمر و بشكل سريع جدا ، فهل للإنسان أن ينجرف مع تيار التقدم أم أنه سيفضل العيش في أعالي الجبال وسط طبيعة عادية و خلابة و مريحة؟.

الاختيار لك و لكن عليك قبل كل شيء أن تلغي من عقلك سوء الفهم الذي يخيم على فكرك ظنا منك أن التكنولوجيا سترحم بطء الفهم منك، و ظنا منك أن تطور العلم سيخلد انسانيك الحقة.



   نشر في 09 شتنبر 2018 .

التعليقات

والله قوية المقالة يا دكتورة سميرة ربما هذا الموضوع الذي سيدفع الناس الى العودة الى الله ، فنحن في العالم الإسلامي تخترقنا الأجهزة الالكترونية وتبث لنا الشركات المصنعة دعايات وكان التكنولوجيا ستخلق لنا الراحة والغنى والسعادة ، وللحق ان الشركات تسعى للربح أولا وأخيرا ، فهي لا تهتم بالإنسان مطلقا ، هدفها مص الانسان دمه وماله وفكره وأماله ، ولهذا نشاهد ان الجميع يتفق على هدف واحد الشركات والحكومات والعلماء الغير متدينين والقناوات جميعها جعلت الإرهاب في الدين الإسلامي ، وربما تستغربين بين خلط الأوراق بين مقالك في ادخال التكنولوجيا في حياتنا وبين الدين والإرهاب ، وهنا علينا التوضيح ، عندما يتم تصوير أصحاب الدين بأنهم ارهابيون عندها يبتعد الناس عن الايمان والايمان يريدنا ان نستعد للاخرة وليس لسعي وراء الدنيا وملذاتها او الخلود فيها ، الدين يريدنا ان نحيا بأبسط الأمور ونكون سعداء لأننا نرجو رحمة الله ونريد مرضاته وقد جعل النبي صل الله عليه وسلم بأن من يملك أشياء محدودة فهو كالملك وكانما حيزت له الدنيا
فيقول عليه الصلاة والسلام قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا)
رواه البخاري في "الأدب المفرد" (رقم/300) والترمذي في "السنن" (2346) وقال : حسن غريب .فنحن ملوك برحمة الله ويقول عليه الصلاة والسلام انظروا إلى من أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله . فنحن اليوم نعيش في التنافس ولكن سنكون إرهابيين إن اعتزلنا الهواتف الذكية والمنازل الذكية والاختراعات وسنكون مجرمين إن امرنا الناس بالابتعاد عنها لأننا ببساطة سنخرب على الشركات ووو.
0

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا