كثيرة هي خصومات أوطان تشبثت بحدود طبيعية تكاملية ألفت بين الشعوب و أطلقت العنان لتآلف من نوع بشري عريق ، و كثيرة هي نزاعات أفراد فرقت و شتت و أبعدت عن صفو التفهم مسافات بعيدة ، و كثيرة هي لحظات الهدم من غير تشاور مسبق ، لأن المهم هو التعالي بالرأي و الرأي الأخر غير موجود، ما هكذا تصان أعراض الأمم إن هي تباعدت و ما هكذا تتجمع قلوب محبين ان هي كرهت ، توجد طرق و حلول و مسالك يختصر منها و إليها الطريق إلى التفاهم ، و هي الحوار و التواصل و شرح عمق المسائل من أين بدأت و إلى أين ستنتهي ، فإما أن نكف عن قص القماش في عرضه و اما أن نقبل بالعرض في مجمله، هي فكرة تشرح قبول الواقع كما هو أو محاولة تغييرها للأحسن و بما يحفظ الحقوق للكل.
الأزمات عديدة في عصر تتسارع فيه التكنولوجيا لتصنع الفارق في العيش بوسائل جد متقدمة ، فإذا حل الروبوكوب في المنزل و المصحة و العيادات يكون العلم قد اختزل الأحاسيس و التأثر بالقضايا ، لأن الآلة ستنوب عن الإنسان و توفر عنه لعبة الخصام و الفرقة ، هي لا تشعر بكل ما يحبط بها ،هي فقط تنفذ برنامجا آليا مطلوب منها بدقة .
ألم يحن لك يا إنسان أن تشعر بإنسانيتك و تحافظ عليها و تفعل بنودها أينما ذهبت و كيفما تعاملت؟ ، ألم يحن لك يا بن ادم أن تعي جيدا أن عصر السرعة و العولمة سيأخذها من عالم حقيقي إلى عالم افتراضي مفروض عليك بالقوة شئت أم أبيت؟ ، فماذا تنتظر لتفك عقد سوء الفهم بينك و بين غيرك ؟ ، ماذا تنتظر أن تعيش لحظات عمرك بمشاعرك قبل أن تقضي عليها آلة التطور الرهيب؟ ، و من يدري فقد تنقرض سلالتك في أزمنة تالية و تصبح ساعتها غير موجود و للآلة أن تحل مكانك فتثور الدنيا على ما فيها و تصبح الآلة هي العابث على أرض مكث فيها الإنسان كثيرا دون أن يحل مشكلة سوء الفهم لعولمة ماجنة.
مع الوقت ستجردك الآلة من حقك في العيش بنفسك فتقوم بأدوارك نيابة عنك لتقصيك من دورك الحقيقي و أنت السبب حينما لم ترد فهم امتداد الثورة التكنولوجية و ما تحمله من تهديد بثورة بيولوجية تزرع الفيروسات كيفما شاءت لتفتك بسلالتك
و أنت تسيء فهم العولمة على حقيقتها ،فقد ألهتك شبكات التواصل الاجتماعي و بدأ من هنا التفريق بينك و بين أهلك لتصبح العائلة الواحدة عبارة عن أقطاب أدمغة و لكنها منعزلة و لا تدري ما يحصل مع الأدمغة الأخرى فالكل يريد له عالمه الذي يحلم فيه بأنه مستقل و مرتاح فيه ، و يجهل الكثير من البشر أن نظام التقنية الحديثة في تطور مستمر و بشكل سريع جدا ، فهل للإنسان أن ينجرف مع تيار التقدم أم أنه سيفضل العيش في أعالي الجبال وسط طبيعة عادية و خلابة و مريحة؟.
الاختيار لك و لكن عليك قبل كل شيء أن تلغي من عقلك سوء الفهم الذي يخيم على فكرك ظنا منك أن التكنولوجيا سترحم بطء الفهم منك، و ظنا منك أن تطور العلم سيخلد انسانيك الحقة.
-
.سميرة بيطاممهتمة بالقضايا الاجتماعية
التعليقات
فيقول عليه الصلاة والسلام قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا)
رواه البخاري في "الأدب المفرد" (رقم/300) والترمذي في "السنن" (2346) وقال : حسن غريب .فنحن ملوك برحمة الله ويقول عليه الصلاة والسلام انظروا إلى من أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله . فنحن اليوم نعيش في التنافس ولكن سنكون إرهابيين إن اعتزلنا الهواتف الذكية والمنازل الذكية والاختراعات وسنكون مجرمين إن امرنا الناس بالابتعاد عنها لأننا ببساطة سنخرب على الشركات ووو.