يتخلق في دمي
هو ذا قلبي هائم..
على صهوةِ العبثِ يشرئبُ تأججهُ
فتيقظي أيا الرُوحُ وانهضِي
من سُباتِ مكنونكِ الراجفِ توَجُفهِ
وافتهُ نداءاتَ السماء
لينهض سَوياً مِنْ مرقدِ الأوفياء
فمن ذا الذي أشعلَ في مِحرابهِ شمُوعَ الأتقياء
وأقامَ في جُوَاري صَرحَ تعَبُدِهِ
ألبسَ قصيدي ثوبَ الكونِ لستُ أقوى به
مُراوَغة الريحِ وهي تشقُّ عَصا سِحرِها
وتُخرجُ مني صَفوةَ شراييني
من ذا اقتحَمَ عليّ خلوَتي وهزّ جذعَ شجري
ليَسقطَ عني رُطبي خَمراً مُعتقاً يُعبئ جِراري
كلما لامسَتهُ عيني فاضَ عني سُكْرِي وحَنيني
وسدَّ في مَتاهةِ غُربتي شِعرُ الغِوى
ليغتالني قلبي ويُهاجرَني خارجَ ضُلوعي
من ذا حمَلَ قنديلي مُخترقاً زِقاق نبضي
لا تاهَتْ عني خُطاهُ ولا هو مُفارقاً مَقصورتي
مُشرعاً شُرفاتي على امتدادِ بساتيني
رضابَها نهرٌ تدّلى عن جبالِ الخوفِ
فانتبهي يا نَفسي التي تَنزِفُ غُربَتِها
على كونٍ أضاعَ مفاتيحُ أبوابي كلّها
في حمأةِ تطايُرُ كُثباني بِغَضْبةِ رياحِي
فانزفيني يا لوَاعِجي واعْصُريني نبيذاً
في جرارِ روَاحلٍ تُسعفني
في يومٍ يَلقاني بؤسُهُ ليُوَاسيني
هو ذا ليلي يتلمسُ خطوَهُ في عتمةِ الرحيل
يلملِمُ نبضي عنْ أرصِفةِ وِحدَتي
ليفترشها بأرضِ اليباب ويَذبُّ بخطاه
إلى أقاصِي قافياتي كيما تراهُ عيونُ المُناوئين
هو ذا نَهري يَسري بقارِبي عَبرَ دَمي
كلما خانَتني اتجَاهاتي ترُدَني إليهِ مَجَاديفي
وبعضُ نَهري ينزُّ من أورِدتي
فبأيّ الشُطآنُ يُلقي بنفسِهِ كيما يُعانقُ بحرَ الغياب
وبعضُهُ يترُكُ بعضِي في فراغِ التكوين
خذيني يا دُنيايَ منْ نفسي ومنْ حِسي
كلما أمطرَني جوَى الصائلَ على نبضي
حفرَ حروفَ إسمهِ وأغرَقَ بِدَمي هامة مَسلتي
-
hiyam damraعضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية