تناقض عجيب يصاحبنا دائما وهو اعتبارنا للنصارى ككفار ، مع أن كتاب الله واضح وصريح في هذا الأمر ، وقد فصل فيه كيف ومتى يكونون كفارا ومتى مؤمنين؟..
نبدأ بالآية التي تقول ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم) ، هذه أول نقطة ، كفر كل من قال ذلك فقد أشرك بل عبد المسيح من دون الله الذي خلقه..ثانياً: ( لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة)...هذا نوع آخر وهو ما يعتقد بأن الله ثلاثة الآب والإبن والروح.. ولا يصح أن ينفصلا وهو بهذا التجسيد والحكم أشرك بالله.
إذاً ، فمن لم يؤمن بذلك أو لا يعرفه فهو مؤمن بالله ، من يرفع يديه إلى السماء فيدعو الله فيستجيب له وهو يؤمن بالحساب ولا يفعل المنكرات..لا بد أن تعلموا أن هناك نصارى يعبدون الله واحد وقد ثاروا على تثليث الله فهذا قول الله فيهم ( إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون) ..
الأمر الثاني الذي يثبت أنه ليس كل من كفر بالنبي محمد فهو كافر (ائت لي بألف حديث فلن أصدق فالقرآن فصل بيننا) ، قال الله تعالى ( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون) .. وهنا الكلام واضح وهو يقول له : قل لهم تعالوا إلى كلمة نتشارك فيها ، ألا وهي " توحيد الله وعدم الإشراك به" ، لم يقل له : قل لهم آمنوا بي ، وهذا في أضيق الحالات للتعامل مع النصارى الغير موحدين ، أن تدعوهم إلى التوحيد مثلك ، وبكل بساطة (فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون) ، ولذلك قال الله في كتابه (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) ، لمَ نحاول أن نفرض أنفسنا على البشر؟
الأمر الآخر : هو الترحم على من مات سواء كافراً أو مؤمناً....
......
سأبدأ بالآية التي تقول (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله)..هنا نجد أن النبي كان يستغفر للكافرين والمشركين ، وهذا محور الجواب ، أن رحمة الله لا حاكم عليها غيره ، فلا يتكلم أحد في الترحم على إنسان ، قد يرحمه الله ، ربما في قلبه مثقال ذرة من إيمان ، أما الكافر الجاحد فقد حكم الله في أمره ، أن الله لن يغفر له ، سواء استغفرت له أم لم تستغفر.
وأخيراً وقد قال الله لنبيه ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) ، ففيها أن لا تحكم على أحد بالهدى والضلال وما عليك إلا البلاغ ( فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظاً إن عليك إلا البلاغ ) انتهى القول في ذلك عندي وقد جئتكم بآية من ربكم.
-
Mahmoud Mohamed Mahmoud Helmyمحمود محمد محمود حلمي طالب بكلية العلوم قسم الفيزياء والرياضيات بجامعة الأزهر ، لدي ميول عديدة في الحياة ، فالتطلع للكون كان ولا يزال غايتي الأولى ، ومن ثم كان التعبير عما أشعر به تجاه الكون واجباً ، فهويت الكتابة والقرا ...
التعليقات
{{ قُولُوا آمَنَّا بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}} البقرة ﴿١٣٦﴾
و الآية التالية لها في نفس السورة
{{فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا ۖ وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ ۖ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّـهُ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }} البقرة﴿١٣٧﴾
و السؤال إليك يا اخي الكريم ... هل يوجد الآن نصراني او يهودي يؤمن بما أنزل إلينا ( يعني القرآن)
هل يوجد نصراني أو يهودي لا يفرق بين رسل الله فيؤمن بهم جيمعا بما فيهم خاتمهم محمد صلى الله عليه و سلم؟؟؟
الجواب طبعا لا ....
و بالتالي ما حكمهم ؟؟؟ اترك الجواب لك إن كنت باحث عن حق - و هكذا احسبك و الله حسيبك
طبعا في كلمتك مغالطات كثيرة و لكني راعيت الاختصار قدر المستطاع و إلا فعندك مغالطات كثيرة منها ردك للسنة الصحيحة
و لهذا تعمدت ألا اذكر احاديث في ردي رغم ايماني بحجيتها و أنه لا تعارض بين صحيح السنة و بين كتاب الله