وتكاثرت الأعياد والليالي الملاح - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

وتكاثرت الأعياد والليالي الملاح

هيام فؤاد ضمرة

  نشر في 16 يناير 2019  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

وتكاثرت الأعياد والليالي الملاح..

هيام فؤاد ضمرة..

دولة الاحتلال اليوم تعيش حالة من الإنعاش غير مسبوق، وحالة على ما يبدو طويلة وهادئة للغاية من سحب الأنفاس على مهل، فقد استكان لها الأمن واعتدلت جلسة الراحة والاستجمام تحت مظلة حانية يرخيها عليها حكام العرب بكرم باذخ، فأسدلت الجفون في اختبار أحلامها في كثير من هدأة بال، وأكثر راحة واستجمام.

فهي تعيش اليوم مرحلة التهام العسل وتبادل الأنخاب، فأمور كثيرة ومشاكل من المفترض أنها لا تحصى، كان يُفترض بالعادة أن تواجهه ككيان غريب محتل ومغتصب لوطن وأرض، هدفه أن يحل نفسه محل شعب حقيقي وأصحاب وطن حقيقيون

أمور كثيرة كانت تشكل لها هاجساً متعباً يحتاج لأنفاس طويلة وعزم غير عادي، وتولدت لديها أحلام بعيدة المدى، كانت تحسها في أغلب الأحيان في بعد الشمس عن الأرض هذا إن لم تكن تدخل في خانة المستحيلات، لكنها وأمام إصرارها أن تحقق كل أحلامها وتزيح كل المعيقات التي تواجهها بإرادة من حديد، فقد استخدمت كل وسائل ضغطها، وكل صور شيطنتها في رسم خططها الجهنمية لتحققها على أرض الواقع..

فتم تأسيس عدة منظمات دولية بعدة تخصصات بحيث تتيح لها من خلالها اختراق الصفوف ليس فقط العربية بل والدولية، لتمسك خيوط اللعبة كلها وتحركها حسب مقتضى النص الذي وضعته لهكذا مسرحية، فتجيرت أهداف هيئة الأمم المتحدة وتم افتتاح مجموعة البنك الدولي وهي عائلة من خمس منظمات دولية تقدم قروض الاستدانة إلى البلدان النامية، وأعمالها غير مراقبة من الأمم المتحدة،                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                     وصندوق النقد الدولي وهي مؤسسة مركزية في النظام الدولي لمسك زمام الحركات المالية والإقتصادية في العالم، والبنك الدولي للإنشاء والتعمير، والمنظمات الإنسانية والإقتصادية، والآلة الاعلامية القوية التي يمكنها نقل الخبر وترويجه وتزييفه إن تطلب منها الدور ذلك

وأمام حكام عرب وصلوا إلى مواقع حكمهم بوعود دول استعمارية بأساليب شتى إما بالإنتقاء المدروس أو بالاستغلال المحسوب أو بالتنسيب المشترك أو بالقفز السريع والإحلال، وجميعها كانت بالطبع تحتاج التدريب على أي الوجوه عليهم أن يمارسوا إدارتهم وتحت أي حجم من الإغراء المالي والمساعدات اللوجستية، فالأمور تم الإعداد لها بهدوء وروية، وبشيطانية بالغة،

ومنذ التسعينات تبدلت المواقف العربية بشكل غير مسبوق، وألقى ماسكو القرار العربي جبة الحرص والوطنية بلونها الظاهري على قارعة الطريق، فقد وصل الأمر حدوده القصوى وما عادت ذات الفصول تجدي نفعها، فقد طال أمد صبر دولة الاحتلال، وبات لزاما على العرب أن يجاهروا بما كانوا سابقاً يجروه سراً من تحت المناضد، وكل واحد منهم يرغب أن يستأثر بحصة الأسد من المنافع مما يفرد أمامهم من وعود ومكاسب، فقد كانوا يدركون أنهم سوف يحققون المراد بأوسع مما حلموا به ومما كانوا يأملوه، فقد أتيحت لهم الفرص بشكل موسع لم يكونوا يتوقعوها، مما يدلل على أنه انتهى عصر الموانع وتحولت المعيقات إلى مجرد ألعاب انقضى عهد مفعولها، بل إنهم باتوا متيقنين أنّ ما خسروه بات سهل عليهم أنْ يسترجعوه،

وها هم صانعو القرار في دولة الاحتلال يجاهرون علناً وعلى رأس الأشهاد عند تحقيق الفوز على أرض الواقع في كل مرحلة، على أنهم اليوم في عيد، من قبيل الدلالة على تحقيق فوز كان يعتبر من المستحيلات، حتى كثرت أعيادهم التي أضافها العرب لجملة أعيادهم الدينية

مع بداية العام 2019م الحالي تأسس منتدى غاز شرق المتوسط (EMGF) وهو يتضمن دول المنطقة بما فيها اسرائيل فقفز رئيس وزرائها من الفرح وقال أن اليوم عيد، وتم توقيع اتفاقية الغاز بين مصر واسرائيل في فبراير 2018م. فقال رئيس وزرائها هذا اليوم يوم عيد، وحطت طائرة رئيس حكومة دولة الاحتلال في مطار مسقط عاصمة عُمان، واستقبل استقبالاً رسميا، وجاست قدماه السجاد الأحمر، فهتف إنه يوم عيد، ودخل فريقه الرياضي دولة الأمارات تصاحبه وزيرة الشباب فسمى رئيس الوزراء ذلك اليوم بالعيد، وقبَّلت وزيرته الأرض شكرا لله، وتم الإحتفال بإطلاق السفارة الاسرائيلية في مصر على مقربة من ساحة التحرير، بنفس ذكرى اغتصاب فلسطين، ليعلن على الملأ بأنه يوم عيد، وبناء الرئيس المصري السابق مبارك للجدار المغروس بالأرض وإغراق الأنفاق الغزاوية بالمياة كان بالنسبة لنتنياهو يوم عيد، نقل السفارة الأمريكية للقدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل كان أعظم يوم يستحق أن يكون عيدا لدولة الاحتلال، وإزالة كل العقبات أمام التطبيع العربي الإسرائيلي كان بمثابة العيد، التضيق على قطاع غزة وخنق سكانه وتجويهم والموافقة الضمنية على ضربهم بالنار والأسلحة الفتاكة كان عيداً لدولة الاحتلال، فرض قوانين تمنع الشعوب عن أي تحرك سياسي مناهض لدولة الاحتلال داخل دول العرب هو يوم عيد لإسرائيل، توقيع اتفاقيات وادي عربة وجر منظمة فتح إلى اللا فتح والانغلاق على الذات هو يوم عيد لدولة الاحتلال، السيطرة على منابع الأنهار وسحب مياهها إلى السدود (نهري الأردن والنيل) هو بالتأكيد يوم عيد لإسرائيل بصفة خاصة، ضرب المفاعل الذري العراقي هو مما لا شك به لإسرائيل يوم عيد، تدمير دولة العراق التدمير الكامل، والتخلص من رئيسها بالطريقة الانتقامية، والتخلص من صواريخها وعلمائها وسرقة مخزون ذهبها ونفطها ومالها، هو بالنسبة لاسرائيل يوم عيد، تدمير سوريا والتخلص من أعداد هائلة من سكانها وإغراقها بالمشاكل هو بالطبع يوم عيد، ارتكاب موظف السفارة الاسرائيلية جريمة قتل لمواطنين أردنيين وخروجه سالماً بصحبة السفيرة تحت الحراسة وعودته لاسرائيل واستقباله استقبال الأبطال من قبل رئيس الحكومة نفسه هو احتفال بأنه يوم عيد غير معلن حاليا لكنه بإحتفاء الرئيس الاسرائيلي العلني هو بمثابة الإقرار بأنه عيد.. والحبل على هول طوله ما زال جراراً حتى لتصير أيام اليهود كلها أعياد إلى ما شاء الله، فافرحي وارقصي طربا يا دولة صار عامها كله أعياد

وهزي وسطك يا ست يا فيفي عبده يا أم الراقصات المثالية، هزي يختي وأقيمي الليالي الملاح فعمر الخامسة والستين عاماً يقترب من عمر دولة الاحتلال، والعيد عيد الذين تتكاثر أعيادهم بالبركات العربية، هزي وزلزلي الأرض واعرضي أعيادك يا أم الأعياد.


  • 2

  • hiyam damra
    عضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية
   نشر في 16 يناير 2019  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات

Salsabil Djaou منذ 5 سنة
للأسف هو واقع مر يؤكد أن الكيان الذي احتل أقدس الأرض صار معترفا به و لكن من الحكومات الظالمة فقط فأبدا كانت الفجوات بين ما ترجوه الشعوب العربية و بين ما تقرره أو لا تقرره الحكومات ، و احتفالات البعض بمغتصبي الأرض و مصاصي الدماء عار ما بعده عار ، و لكن للظلم جولة و للحق دولة ، و قريبا جدا إن شاء الله ستعود للقدس أفراحها و الغد لناظره قريب ، فاتني الكثير من ابداعك استاذة هيام ساستدركه ان شاء الله ، دام لنا قلمك الرائع .
0

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا