ﺗﻀﻠﻴﻞ ﻭﺗﺠﻬﻴﻞ ﺑﻠﺒﺎﺱ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ .
ﺍﻟﺪﺟﺎﺟﻠﺔ ﻭﺍﻷﻏﺒﻴﺎﺀ ﻣﻄﺎﻳﺎ ﺍﻟﻔﺮﺍﻋﻨﺔ .
ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻧﻴﺔ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺷﺎﺫّﺓ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻴﻦ ﺑﻨﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻻّ ﺑﺎﻟﻤﻜﺮ ﻭﺍﻟﺨﺪﺍﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻨﻄﻠﻲ ﺇﻻّ ﻋﻠﻰ ﺿﻌﺎﻑ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ , ﻭﻣﻦ ﻃﺮﺍﺋﻒ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺒّﺮﺓ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﻗﺼّﺔ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺍﻟﺪﺍﺭﺝ " ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣﺎﻥ ﻳﺎ ﻓﺮﻋﻮﻥ , " !! ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺧﺒﺮﻩ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ

ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺃﻥّ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻭﻫﺎﻣﺎﻥ ﻛﺎﻧﺎ ﻗﺎﻃﻌﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﻣﺎ , ﻭﻣﻜﺜﺎ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ﻣﺎ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻬﻤﺎ ﺃﻥ ﻳﻤﻜﺜﺎ , ﺛﻢّ ﺫﻫﺐ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻟﺒﻠﺪ ﺁﺧﺮ ﻓﻮﺟﺪ ﻓﻴﻪ ﻗﻮﻣﺎ ﻣﺴﺎﻛﻴﻦ ﻓﺘﺄﻣﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ , ﻭﺃﻋﻠﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻠﻜﺎ ﻭﺇﻟﻬﺎ , ﻭﺑﻌﺪ ﺳﻨﻴﻦ ﻭﺻﻠﺖ ﺃﻧﺒﺎﺅﻩ ﻟﺼﺪﻳﻘﻪ ﻫﺎﻣﺎﻥ ﻓﻘﺮﺭ ﺃﻥ ﻳﺰﻭﺭﻩ , ﻓﺴﺎﻓﺮ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﻠﺪ , ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻞ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺱ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﻋﻮﻥ , ﻓﺬﻫﺐ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﺤﺮﺱ ﻭﻋﺎﺩ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻳﻌﺘﺬﺭ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻷﻧّﻪ ﻣﺸﻐﻮﻝ ﻳﺨﻠﻖ ﻏﻨﻤﺎ , ﻭﻟﻜﻦ ﻋﺪ ﻏﺪﺍ , ﻭﺭﺟﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺪ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﺇﻧّﻪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﺸﻐﻮﻝ ﻳﺨﻠﻖ ﺑﻘﺮﺍ , ﻭﻟﻜﻦ ﻋﺪ ﻏﺪﺍ , ﻓﺮﺟﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ , ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ ﺇﻧّﻪ ﻣﺸﻐﻮﻝ ﻳﺨﻠﻖ ﻟﻨﺎ ﺇﺑﻼ , ﻓﻄﻔﺢ ﺍﻟﻜﻴﻞ ﺑﻬﺎﻣﺎﻥ , ﻭﻗﺎﻝ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺤﺮﺱ : ﺍﺫﻫﺐ ﻭﻗﻞ ﻟﻪ " : ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣﺎﻥ ﻳﺎ ﻓﺮﻋﻮﻥ " !! ﻓﺬﻫﺐ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﺤﺮﺱ , ﻭﺇﻥ ﻫﻲ ﺇﻻّ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺣﺘﻰ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻟﻬﺎﻣﺎﻥ , ﻭﺃﺳﺘﻘﺒﻠﻪ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻻ ﺣﺎﺭّﺍ , ﻭﺟﻌﻠﻪ ﻭﺯﻳﺮﺍ .
ﺗﺒﺪﺃ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻧﻴﺔ ﺑﺤﻴﻞ ﻭﻣﻜﺮ ﻭﺧﺪﺍﻉ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻤﻜّﻦ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻥ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻔﺎﺻﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ , ﻭﻳﻤﺘﻠﻚ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺑﺎﻟﻤﻜﺮ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎﺀ ﻓﻴﺘﺄﻟﻪ ﺑﻠﺴﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﻠﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻧﻴﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺠﻬﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﻀﻠﻴﻞ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻭﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺒﺘﻜﺮﻫﺎ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ , ﻭﻟﻌﻞّ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﺮّ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﻳﻦ ﻻ ﻳﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺇﻻّ ﺃﻧّﻬﺎ ﻣﻨﺎﻗﻀﺔ ﻟﻠﻔﻀﻴﻠﺔ ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﺧﻀﺎﻋﻬﺎ ﻷﻱ ﺿﺎﺑﻂ ﺃﺧﻼﻗﻲ , ﻭﻫﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﻳﻘﺪﻣﻮﻥ ﺍﻟﻌﺬﺭ ﻟﻠﻔﺮﺍﻋﻨﺔ ﻟﻴﻤﺎﺭﺳﻮﺍ ﺃﺳﻮﺃ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ , ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺍﻟﻌﺬﺭ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻷﻧّﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮﺍ ﺇﻻّ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻧﻴﺔ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺃﺷﻜﺎﻟﻬﺎ , ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻟﻴﺴﺖ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻭﻻ ﺗﻤﺖ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ ﺑﺼﻠﺔ , ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﺇﻻّ ﺷﻜﻞ ﻣﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻻﺳﺘﻌﺒﺎﺩ ﻭﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ , ﻭﺗﺴﺨﻴﺮﻫﻢ ﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻥ ﻭﻣﻸﻩ .
ﻭﻧﻈﺮﺍ ﻷﻥّ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻥ ﻭﻣﻸﻩ ﻻ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﻧﺴﺒﺘﻬﻢ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺑﺎﻷﻟﻒ ﻓﻲ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻬﻢ ﻓﺈﻧّﻬﻢ ﻣﻬﻤﺎ ﻣﻠﻜﻮﺍ ﻣﻦ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻘﻮّﺓ ﺇﻻّ ﺃﻧّﻬﻢ ﻳﻈﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﺧﻮﻑ ﺩﺍﺋﻢ ﻣﻤﻦ ﺣﻮﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺒﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺠﻬﻠﻮﻥ ﻗﺪﺭ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ , ﻭﻗﺪﺭﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻭﺍﻻﻧﻌﺘﺎﻕ ؛ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥّ ﺍﻟﺘﻀﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﺠﻬﻴﻞ ﻫﻤﺎ ﻋﻤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻧﻴﺔ , ﻭﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻀﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﺠﻬﻴﻞ ﻫﻮ ﺃﻥّ ﺍﻟﺘﻀﻠﻴﻞ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﻣﺎ ﻟﺪﻯ ﺍﻷﺗﺒﺎﻉ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﻭﻧﻮﺍﺯﻉ ﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺨﻄﺄ , ﺃﻣّﺎ ﺍﻟﺘﺠﻬﻴﻞ ﻓﺘﻐﻴﻴﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﺻﻼ , ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥّ ﺍﻟﺘﺠﻬﻴﻞ ﺃﻭﻻ , ﻓﺈﻥ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﻭﻟﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ , ﻭﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﻣﻦ ﺭﺻﻴﺪ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﻓﻠﻴﻮﺟّﻪ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺨﻄﺄ , ﻭﺇﻧﻨﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺃﺛﻤﻦ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺍﻟﻤﺮﺣﻮﻡ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺒﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﻃﺒﺎﺋﻊ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﺣﻴﺚ ﺑﻴﻦ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺨﺸﺎﻫﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﺪ ) ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻥ ( ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺸﺠﻌﻬﺎ , ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺸﺠﻌﻬﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺪﺭﺝ ﺗﺤﺖ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﺪﻡ ﺷﻬﻮﺍﺕ ﻭﺣﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻥ ﻭﻣﻸﻩ .…… ﻭﺇﻧّﻪ ﻟﻤﻤﺎ ﻳﺜﻠﺞ ﺻﺪﺭ ﺍﻟﺴﻴّﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻋﺒﻴﺪﻩ ﻋﻤﺎﻝ ﻭﺻﻨﺎﻉ ﻭﺯﺭﺍﻉ ﻣﻬﺮﺓ ﻳﻨﺘﺠﻮﻥ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺳﻠﻊ ﻭﺧﺪﻣﺎﺕ ﺗﺴﺪّ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ , ﻭﺗﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺭﺻﻴﺪ ﺳﻠﻄﺎﻧﻪ .
ﻳﻈﻦّ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺃﻥّ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻧﻴﺔ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻗﺪ ﺍﻧﻘﺮﺿﺖ , ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻧّﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻨﻘﺮﺽ ﻭﻟﻜﻨّﻬﺎ ﺑﺪّﻟﺖ ﺃﺷﻜﺎﻟﻬﺎ , ﻓﺎﻟﻔﺮﻋﻮﻧﻴﺎﺕ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺭﻗﻴّﺎ ﻭﺗﻘﺪﻣﺎ ﻭﺇﺩﻋﺎﺀ ﺑﺄﻥّ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﻟﻠﺸﻌﺐ , ﻭﻟﻌﻞّ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺑﻴﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ , ﻭﺑﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻫﻮ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺮﻓﺎﻩ ﻟﻘﻄﻌﺎﻥ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ , ﻭﺃﻥّ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ) ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﻜﺎﺗﺒﺔ ( ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺠﺎﺩّ , ﻭﺍﻹﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰﺓ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻟﻮﺍ ﺣﺮﻳﺘﻬﻢ , ﻭﻳﺮﺗﻘﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠّﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻴﺪﺧﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺯﻣﺮﺓ ﺍﻟﻤﻸ .
ﺇﻥّ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ﻣﻤﺜّﻠﺔ ﺑﺎﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻭﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻭﺧﺎﺻّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﻠﻦ ﻓﺮﻋﻮﻧﻬﺎ ﻣﻘﻮﻟﺘﻪ " ﺃﻧﺎ ﺭﺑّﻜﻢ ﺍﻷﻋﻠﻰ " ﺗﻈﻬﺮ ﻣﺪﻯ ﺳﺬﺍﺟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﻫﻮﺍﻥ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﻗﻴﺎﺳﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺗﻤﻠﻚ ﺍﻟﻤﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﻫﻠﻬﺎ ﻟﻤﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﺩﻋﺎﺀ , ﻓﻬﻲ ﺗﻤﻠﻚ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ , ﻭﺗﻤﻠﻚ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﻓﻨﺎﺋﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﺗﻤﻠﻜﻪ ﻣﻦ ﺃﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ , ﻭﺇﻧﻨﻲ ﻷﻧﻈﺮ ﺑﺸﻔﻘﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺰﺍﻟﻮﻥ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻥ ﺍﻟﺪﺟّﺎﻝ ﺍﻷﻋﻮﺭ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻔﻌﻞ ﺍﻷﻓﺎﻋﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺪّﻋﻴﺎ ﺍﻹﻟﻮﻫﻴﺔ , ﻭﻳﺠﻬﻠﻮﻥ ﺃﻧّﻪ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺛﻤّﺔ ﺩﺟّﺎﻝ ﻓﻤﺎ ﻫﻮ ﺇﻻ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﺭﻣﺰﻱ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻤﺘﻔﺮﻋﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺒﺢ ﻛﻮﻛﺐ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﻛﻜﺮﺓ ﻗﺪﻡ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﻻﻋﺒﻴﻦ ﻣﺤﺘﺮﻓﻴﻦ .
ﺇﻥّ ﺻﺢّ ﺃﻥّ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻧﻴﺔ ﻫﻲ ﻃﻐﻴﺎﻥ ﺇﻧﺴﺎﻧﻲ ﻳﺴﻌﻰ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻛﻞّ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻻﺳﺘﻌﺒﺎﺩﻩ ﻭﺗﺴﺨﻴﺮﻩ ﻭﻓﻖ ﻫﻮﺍﻩ , ﻭﺇﻥّ ﺻﺢّ ﺃﻥّ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﺇﻻّ ﺑﺎﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ , ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗﺸﻜّﻞ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻣﺮﻛﺰﻩ , ﻭﻋﻤﻮﺩﻩ ﺍﻟﻔﻘﺮﻱ ﻓﺈﻥّ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻣﺴﺘﻬﺪﻓﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﺘﻬﺪﻓﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺻﻮﺭﻫﺎ ﻭﺃﺷﻜﺎﻟﻬﺎ , ﻭﺃﻣﺮ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻬﺪﻑ ﺃﻫﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﺧﺎﺻّﺔ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻟﻤﺎ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﻦ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﻛﺎﻣﻨﺔ _ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻭﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﺍﻋﻨﺔ ﻓﻲ ﻓﻨﻮﻥ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺒﺎﺩ , ﻭﺍﻟﺘﺪﺟﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﺠﻬﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﻀﻠﻴﻞ .
ﻟﻘﺪ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺮﺡ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ﺇﺫ ﻗﺎﻣﺖ ﻟﻬﻢ ﺩﻭﻟﺔ ﻭﺣﺪﺕ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺑﻌﺸﺮﺓ ﺃﻋﻮﺍﻡ , ﻭﻓﻲ ﺃﻗﻞّ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎ ﺿﻤﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻔﺮﺱ ﻭﺛﻠﺜﻲ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻜﻤﻪ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻴﺔ , ﺛﻢّ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺳﻊ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﺠﻬﻠﻪ ﺃﺣﺪ .
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺎﺟﺌﺖ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻻﻛﺘﺴﺎﺡ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻘﺎﺽ ﺩﻭﻝ ﻋﺮﻳﻘﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮ , ﻭﺍﻧﻬﻴﺎﺭ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻟﻢ ﻳﻘﺾ ﻗﻀﺎﺀ ﻣﺒﺮﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﺃﻭ ﻣﺎ ﺃﺻﻄﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﺑﺎﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ , ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﺍﻧﺤﻨﺖ ﻟﻠﻌﺎﺻﻔﺔ , ﻭﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﺘﻤﺎﻫﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺗﻀﻤﺮﻩ ﻣﻦ ﻛﻴﺪ ﻟﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻀﺮﺭ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﺍﻟﻄﺒﻘﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺌﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ .
ﻭﻹﺩﺭﺍﻙ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﻣﻦ ﻓﺌﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﺗﻠﻚ ﻟﺴﺮّ ﻗﻮّﺓ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺣﺪﺗﻬﻢ , ﻭﺍﺭﺗﻘﺖ ﺑﻬﻢ ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﺜّﻠﺔ ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ , ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻬﺪﻓﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺑﺘﺸﻮﻳﻪ ﻣﻔﺎﻫﻴﻤﻬﺎ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﺗﻔﺴﻴﺮﺍﺕ ﻟﻬﺎ ﺗﺤﺮﻑ ﻣﺴﺎﺭﻫﺎ , ﻭﺩﺳﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﻨﺴﻮﺑﺔ ﻟﻠﻨﺒﻲ ) ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ( ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻘﻔﻬﺎ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻭﺣﻴّﺎ , ﻭﻗﺪ ﺧﻼ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺠﻮّ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻮﺳﻌﺖ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﻓﻲ ﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻤﻬﻦ , ﻭﻗﺪ ﻟﻔﺖ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻪ ﻓﻲ ﻓﺼﻞ ﺣﻤﻞ ﻋﻨﻮﺍﻥ " ﻓﻲ ﺃﻥ ﺣﻤﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﺍﻟﻌﺠﻢ " ﻭﻋﻠﻞ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﺋﻼ " : ﻭﺃﻣّﺎ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟّﺬﻳﻦ ﺃﺩﺭﻛﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﻭﺳﻮﻗﻬﺎ ﻭﺧﺮﺟﻮﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺪﺍﻭﺓ ﻓﺸﻐﻠﺘﻬﻢ ﺍﻟﺮّﺋﺎﺳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪّﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺒّﺎﺳﻴّﺔ ﻭﻣﺎ ﺩﻓﻌﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻟﻤﻠﻚ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ، ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻴﻪ، ﻓﺈﻧّﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺪّﻭﻟﺔ ﻭﺣﺎﻣﻴﺘﻬﺎ ﻭﺃﻭﻟﻲ ﺳﻴﺎﺳﺘﻬﺎ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻳﻠﺤﻘﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﻔﺔ ﻋﻦ ﺍﻧﺘﺤﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺑﻤﺎ ﺻﺎﺭ ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﺍﻟﺼّﻨﺎﺋﻊ . ﻭﺍﻟﺮّﺅﺳﺎﺀ ﺃﺑﺪﺍ ﻳﺴﺘﻨﻜﻔﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺼّﻨﺎﺋﻊ ﻭﺍﻟﻤﻬﻦ ﻭﻣﺎ ﻳﺠﺮّ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﺩﻓﻌﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻗﺎﻡ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺠﻢ ﻭﺍﻟﻤﻮﻟّﺪﻳﻦ . ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻟﻮﺍ ﻳﺮﻭﻥ ﻟﻬﻢ ﺣﻖّ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻪ ﻓﺈﻧّﻪ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻭﻋﻠﻮﻣﻬﻢ ﻭﻻ ﻳﺤﺘﻘﺮﻭﻥ ﺣﻤﻠﺘﻬﺎ ﻛﻞّ ﺍﻻﺣﺘﻘﺎﺭ . ( (ﺍﻧﺘﻬﻰ .
ﻭﻟﺴﺖ ﺃﺯﻋﻢ ﺃﻥّ ﺟﻤﻴﻊ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻣﺘﻬﻨﻮﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﻓﻨﻮﻧﻪ ﻭﺍﺷﺘﻐﻠﻮﺍ ﺑﻪ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻮﺛﻮﻗﻴﻦ , ﻭﻻ ﺃﺯﻋﻢ ﺃﻥّ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺨﻠﺼﻴﻦ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻭﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ , ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﻨﺪﺛﺮﺓ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ , ﻭﻛﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﺗﻀﺮﺭﺕ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﻢ ﺍﻟﻔﺌﻮﻳﺔ , ﻭﺍﻟﻄﺒﻘﻴﺔ , ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﺷﻚّ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺎﺭﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﻴﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻼ ﻧﺠﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﺴﺘﺠﺪ ﺍﻷﻣﺮ ﺟﻠﻴّﺎ ﻭﺍﺿﺤﺎ , ﻭﻗﺎﺭﻥ ﺑﻴﻦ ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺷﺄﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻭﺃﻳﻦ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﺳﻼﻡ , ﻭﻣﻤﺎ ﻻ ﺷﻚّ ﻓﻴﻪ ﺃﻥّ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﺪﻭﺍﻋﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻓﻊ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻟﻠﻤﻜﺮ ﻭﺍﻟﻜﻴﺪ ﻭﺍﻟﺘﺂﻣﺮ .
ﻟﻘﺪ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺨﻠﻞ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ , ﻭﻣﺴﻠﻤﺔ ﺍﻟﻤﺠﻮﺱ , ﻭﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻀﺮﺭﺕ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﻢ , ﻓﺄﺟﺘﺎﺣﺖ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺎﺕ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺃﺧﺘﻠﻄﺖ ﺑﻬﺎ , ﺛﻢّ ﻛﺎﻥ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻴﺪﺍﻧﺎ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﻛﻤﺎ ﺍﺳﺘﻐﻠﻪ ﺍﻟﻤﺘﺼﺎﺭﻋﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ , ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺧﻄﺮ ﻣﺎ ﻭﺿﻌﻪ ﺍﻟﻮﺿﺎﻋﻮﻥ , ﻭﺩﺳّﻪ ﺍﻟﻤﺘﺂﻣﺮﻭﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺪّﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ " ﺍﻟﻤﻼﺣﻢ ﻭﺍﻟﻔﺘﻦ , ﻭﺃﺷﺮﺍﻁ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ " ﻭﺧﻄﻮﺭﺗﻬﺎ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :
.1 ﺃﻧّﻬﺎ ﺗﺆﺻﻞ ﻟﻠﻤﺬﻫﺐ ﺍﻟﺠﺒﺮﻱ , ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺇﻻّ ﻧﺺّ ﻣﻜﺘﻮﺏ , ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺇﻻّ ﻣﻤﺜﻠﻮﻥ ﻳﺆﺩﻭﻥ ﺃﺩﻭﺍﺭﺍ ﻣﺮﺳﻮﻣﺔ ﻣﺴﺒﻘﺎ ..…
.2 ﺃﻧّﻬﺎ ﺗﻬﻲﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻬﺰﻳﻤﺔ ﻭﺍﻻﻧﻜﻤﺎﺵ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺫﻟﻚ ﻗﺪﺭﺍ ﻣﻘﺪﻭﺭﺍ ﻻﺑﺪّ ﻭﺃﻥ ﻳﺘﺤﻘﻖ , ﻓﻴﻌﻮﺩ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺟﺰﻳﺮﺗﻬﻢ ﻭﺣﺎﻟﺘﻬﻢ ﺍﻷﻭﻟﻰ .
.3 ﺃﻧّﻬﺎ ﺗﺤﺮّﻑ ﻣﻘﺎﺻﺪ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻣﻦ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﺗﺤﺬّﺭ ﻣﻦ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﺇﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻇﻬﺮﺕ ﻭﻟﻢ ﺗﻌﺎﻟﺞ ﻓﺈﻧّﻬﺎ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻧﻬﻴﺎﺭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ , ﻓﻌﻤﺪﺕ ﻟﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﻓﺴﺮﺗﻬﺎ ﺑﺄﻧّﻬﺎ ﻗﺪﺭ ﻣﺤﺘﻮﻡ ﻻ ﺳﺒﻴﻞ ﻟﺮﺩّﻩ ﺃﻭ ﺩﻓﻌﻪ , ﻓﺈﻥ ﻇﻬﺮﺕ ﺑﻮﺍﻛﻴﺮﻫﺎ ﻓﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻻّ ﺍﻻﺳﺘﺴﻼﻡ ﻭﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻡ .
.4 ﺃﻥّ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻳﺔ ﺗﺴﺘﻐﻞّ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ , ﻭﺗﻬﻲﺀ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻟﻘﺒﻮﻝ ﺍﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﺍﻟﻤﻘﺪّﺭﺓ ﻣﻨﺬ ﺍﻷﺯﻝ ..… ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺻﻨﻌﺖ ﺃﺣﺪﺍﺛﺎ ﺗﺘﻄﺎﺑﻖ ﻣﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻛﺎﻷﺛﺮ ﺍﻟﻤﻜﺬﻭﺏ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻪ » ﺇِﺫَﺍ ﺭَﺃَﻳْﺘُﻢُ ﺍﻟﺮَّﺍﻳَﺎﺕِ ﺍﻟﺴُّﻮﺩَ ﻓَﺎﻟْﺰَﻣُﻮﺍ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽَ ﻓَﻠَﺎ ﺗُﺤَﺮِّﻛُﻮﺍ ﺃَﻳْﺪِﻳَﻜُﻢْ، ﻭَﻟَﺎ ﺃَﺭْﺟُﻠَﻜُﻢْ، ﺛُﻢَّ ﻳَﻈْﻬَﺮُ ﻗَﻮْﻡٌ ﺿُﻌَﻔَﺎﺀُ ﻟَﺎ ﻳُﺆْﺑَﻪُ ﻟَﻬُﻢْ، ﻗُﻠُﻮﺑُﻬُﻢْ ﻛَﺰُﺑَﺮِ ﺍﻟْﺤَﺪِﻳﺪِ، ﻫُﻢْ ﺃَﺻْﺤَﺎﺏُ ﺍﻟﺪَّﻭْﻟَﺔِ، ﻟَﺎ ﻳَﻔُﻮﻥَ ﺑِﻌَﻬْﺪٍ ﻭَﻟَﺎ ﻣِﻴﺜَﺎﻕٍ، ﻳَﺪْﻋُﻮﻥَ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟْﺤَﻖِّ ﻭَﻟَﻴْﺴُﻮﺍ ﻣِﻦْ ﺃَﻫْﻠِﻪِ، ﺃَﺳْﻤَﺎﺅُﻫُﻢُ ﺍﻟْﻜُﻨَﻰ، ﻭَﻧِﺴْﺒَﺘُﻬُﻢُ ﺍﻟْﻘُﺮَﻯ، ﻭَﺷُﻌُﻮﺭُﻫُﻢْ ﻣُﺮْﺧَﺎﺓٌ ﻛَﺸُﻌُﻮﺭِ ﺍﻟﻨِّﺴَﺎﺀِ، ﺣَﺘَّﻰ ﻳَﺨْﺘَﻠِﻔُﻮﺍ ﻓِﻴﻤَﺎ ﺑَﻴْﻨَﻬُﻢْ، ﺛُﻢَّ ﻳُﺆْﺗِﻲ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺍﻟْﺤَﻖَّ ﻣَﻦْ ﻳَﺸَﺎﺀُ « ……… ﻭﻫﻞ ﺗﻌﺠﺰ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻻﺳﺘﺨﺒﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻴﺚ ﺑﺄﻭﺳﺎﻃﻨﺎ ﻓﺴﺎﺩﺍ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻡ 1979 ﻡ , ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺨﺒﻴﺮﺓ ﺑﺘﺮﺍﺛﻨﺎ ﻣﻦ ﺗﺼﻨﻴﻊ ﻓﺌﺔ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ؟؟ ﻫﺬﺍ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻗﺪ ﺻﻨﻊ ﺧﺪﻣﺔ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ ﺃﻭ ﺗﺸﻜﻴﻜﺎ ﺑﻬﺎ .
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺠﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻧﻴﺔ ﺗﻮﻟﻲ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﻋﻨﺎﻳﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ , ﻭﻫﻲ ﺗﺘﺎﺑﻊ ﻭﺗﺸﺠّﻊ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺐّ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ , ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﺍﺋﻒ ﻣﺎ ﻧﺸﺮ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ " ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﺮﻓﺴﻮﺭ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ﻛﻴﺴﺘﺮ " ﺃﻗﺘﻄﻒ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﺃﺣﺪ ﺗﻼﻣﻴﺬ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻟﻪ : ) ) ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻫﻮ ﻟﺒﻨﺎﻧﻲ ﻣﻘﻴﻢ ﻓﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ – ﺃﻭ ﻣﺎ ﺗﺴﻤﻰ ﺑﺈﺳﺮﺍﺋﻴﻞ – ﻭﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻛﺎﺗﺮﺓ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻴﻦ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ – ﻳﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫﻧﺎ – ﻭﺑﺎﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ، ﻫﻢ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﺎ ﻳﺮﻛﺰﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ، ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ، ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎً ﻳﻌﻨﻲ ﻗﺪ ﻧﺘﻔﻖ ﻭﻗﺪ ﻧﺨﺘﻠﻒ ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻫﻲ ﺍﻷﺻﻮﻝ .
ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻣﺎ ﻧﻘﺮﺃ ﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺪﺛﻴﻦ ﺇﻻ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻫﻮ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺣﻤﺪ ﺷﺎﻛﺮ، ﻫﻢ ﻳﺤﺘﺮﻣﻮﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺣﻤﺪ ﺷﺎﻛﺮ ﺍﺣﺘﺮﺍﻣﺎً ﻋﺠﻴﺒﺎً ﻭﻏﺮﻳﺒﺎً، ( ( ﻭﻣﺎ ﺍﻗﺘﻄﻔﺘﻪ ﻓﺈﻧّﻪ ﻻ ﻳﻐﻨﻲ ﻋﻦ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻛﻞّ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻪ , ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺍﺑﻂ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻤﻦ ﻳﺮﻏﺐ ﺑﺎﻹﻃّﻼﻉ ……… http://islamancient.com/play.php?catsmktba=2750
ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻊ ﻟﻠﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻳﺪﺭﻙ ﺃﻥّ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﺎﻥ ﻳﺴﻌﻮﻥ ﺳﻌﻴﺎ ﺣﺜﻴﺜﺎ ﻭﻣﻨﺬ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ ﻟﻠﺘﻔﺮّﺩ ﺑﺎﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻛﺐ ﺍﻷﺭﺽ , ﻭﻳﻮﺍﺻﻠﻮﻥ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ ﻹﺟﺘﺜﺎﺙ ﺃﻱّ ﻧﻔﻮﺫ ﻟﻐﻴﺮﻫﻢ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﺗﺤﺪﻳﺪﺍ , ﻭﺍﻟﻤﻼﺣﻆ ﺃﻧّﻪ ﺳﺒﻖ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﺯﺩﻫﺎﺭ ﺗﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﻨﺎﻭﻳﻦ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻣﻊ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺤﺮﻛﻲ , ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺳﺘﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻭﻣﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺣﻀﺎﺭﻱ ﺑﺪﻳﻞ ﻟﻠﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺭﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﻭﻛﻼﺀ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻓﺮﺿﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣّﺔ , ﻭﺣﻞّ ﻣﺤﻠّﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴّﺔ ﺑﺎﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺑﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﺘﻨﻘﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺼﻔﻴﺔ , ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺗﺨﻠّﻒ ﺍﻟﻜﻬﻨﻮﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺎﻟﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ , ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺑﺎﻃﻴﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﺳّﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﺂﻣﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻷﻭﻟﻰ , ﻓﻌﻤﺪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺷﺘﻐﻠﻮﺍ ﺑﺒﻌﺚ ﺫﻟﻚ ﺑﺘﻮﺛﻴﻖ ﻛﻞّ ﺧﺒﺮ ﻳﺮﺳّﺦ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺒﺎﺩ ﻭﺍﻻﻧﺤﻄﺎﻁ ﻭﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﺫﻡ , ﻭﺗﻀﻌﻴﻒ ﻛﻞّ ﺧﺒﺮ ﻳﺴﺘﻨﻬﺾ ﺍﻟﻬﻤﻢ , ﻭﻳﺆﺳﺲ ﻟﻠﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺍﺩﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ , ﻭﻳﺆﺻّﻞ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﺒّﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻓﻲ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ , ﻭﻣﺎ ﻋﺠﺰﻭﺍ ﻋﻦ ﺗﻀﻌﻴﻔﻪ ﻣﺴﺨﻮﻩ ﺑﺎﻟﺘﺄﻭﻳﻼﺕ ﺍﻟﺴﻤﺠﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻧﻬﺠﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﺠﺎﺑﺎ ﻛﺜﻴﻔﺎ , ﻭﻓﺮّﻏﻮﻩ ﻣﻦ ﻣﻀﺎﻣﻴﻨﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺰﻳﻒ ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﻳﻒ .
ﻭﺃﻣﺘﺎﺯ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻬﺞ ﺑﺎﻟﻐﻴﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﻡّ ﻋﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻷﻣّﺔ , ﻭﻗﻀﺎﻳﺎﻫﺎ , ﻭﻫﻤﻮﻣﻬﺎ ﻭﺁﻻﻣﻬﺎ , ﻭﻣﺎ ﻳﻜﺎﺩ ﻟﻬﺎ ﻭﻳﺮﺍﺩ ﺑﻬﺎ ﻓﺄﺭﺍﺣﻮﺍ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﻤﻮﻣﻬﺎ , ﻭﺁﺛﺮﻭﺍ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺑﻴﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺘﻨﻮﺍ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻬﺎ , ﻓﻌﺎﺷﻮﺍ ﻣﻨﻌّﻤﻴﻦ ﻣﻜﺮﻣﻴﻦ , ﺃﺻﺤّﺎﺀ ﺳﻌﺪﺍﺀ , ﺗﻔﺘﺢ ﻟﻬﻢ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ , ﻭﻳﺄﺗﻴﻬﻢ ﺭﺯﻗﻬﻢ ﺭﻏﺪﺍ ﻣﻦ ﻛﻞّ ﻣﻜﺎﻥ , ﻭﺍﺳﺘﻜﺎﻧﻮﺍ ﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ ﺣﻴﺚ ﺳﻴﺄﺗﻲ ﺭﺟﻞ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻓﻴﻤﻠﺆﻫﺎ ﻋﺪﻻ ﻛﻤﺎ ﻣﻠﺌﺖ ﺟﻮﺭﺍ ﻟﻤﺪّ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻴﻦ ﺛﻢ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ , ﻭﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻓﻴﻨﺘﻘﻠﻮﻥ ﻟﻠﺠﻨّﺔ !!
ﻭﺭﺍﻓﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻢ ﺍﻟﻬﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﺜﺎﺀ ﻛﻢ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﻭﻛﺘﻴﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﺒﺪﻳﻊ ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﻖ , ﻭﺷﺮﻙ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ , ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﺨﻼﻓﻴﺔ ﻛﺎﻟﻠﺤﻰ ﻭﺍﻟﺘﺪﺧﻴﻦ , ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺨﻠﻂ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﻭﻟﺒﺲ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ .
ﻭﻗﺪ ﺗﻠﻘّﻔﺖ ﻗﻮﻯ ﺍﻻﺳﺘﻌﺒﺎﺩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻭﻭﻛﻼﺅﻫﺎ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﻮﻥ ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻷﻣّﺔ ﺗﺴﺘﺴﻠﻢ ﻟﻘﺪﺭﻳﺔ ﻏﻴﺒﻴﺔ ﻓﺸﺠّﻌﺖ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻓﻲ ﺃﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﻌﺎﻣّﺔ , ﻭﻃﻮّﺭﺗﻬﺎ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﻓﻲ ﺗﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺃﻣﺜﻠﺘﻬﺎ ﻛﺘﺎﺏ ﺣﻤﻞ ﻋﻨﻮﺍﻥ " ﻫﺮﻣﺠﺪﻭﻥ : ﺁﺧﺮ ﺑﻴﺎﻥ ﻳﺎ ﺃﻣّﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ " ﻟﺸﺨﺺ ﻳﺪﻋﻰ " ﺃﻣﻴﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ " ﻭﻗﺪ ﺃﻃﻠﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻋﺎﻡ 2000 ﻡ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻇﻦّ , ﻭﺍﻟﻤﻠﻔﺖ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﺃﻧّﻪ ﻃﺒﻊ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺇﺣﺪﻯ ﻋﺸﺮﺓ ﻃﺒﻌﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﺪﻝّ ﻋﻠﻰ ﺳﻌﺔ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭﻩ , ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺗﻨﺴﺐ ﻟﻠﻨﺒﻲ ) ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ( ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻘﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ , ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺫﻛﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﺑﺎﻻﺳﻢ ﻣﺜﻞ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﻭﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ , ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﺴﺘﻤﺪ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﻛﺬّﺍﺏ ﺁﺧﺮ ﺍﺳﻤﻪ " ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻴﺴﻰ ﺩﺍﻭﺩ " ﻭﻣﻦ ﻛﺘﺒﻪ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ , ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺬّﺍﺏ ﻳﻮﺭﺩ ﻓﻴﻪ ﺃﺧﺒﺎﺭﺍ ﻣﻨﺴﻮﺑﺔ ﻟﻠﻨﺒﻲ ) ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ( ﻳﺰﻋﻢ ﺃﻧّﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺨﻄﻮﻃﺎﺕ ﻭﺭﺛﻬﺎ ﻋﻦ ﺟﺪّﻩ , ﻭﻻ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺃﺣﺪ ﻏﻴﺮﻩ , ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻗﻖ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻠﻘﻔﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻣّﺔ ﻳﺠﺪ ﺃﻧّﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﻬّﺪ ﻟﻠﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺍﻟﺮﺍﻣﻲ ﻟﻠﺘﻔﺮّﺩ ﺑﺎﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﺍﻟﺴﻌﻲ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﻟﻠﺘﺨﻠّﺺ ﻣﻦ ﺍﻷﻗﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻭﺳﺎﻁ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻬﻢ , ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻗﺮﺃ ﻛﺘﺎﺏ ﺧﺸﺨﺸﺔ ﺍﻷﺷﻮﺍﻙ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﺑﺸﺮﻕ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﺃﻟﻴﻚ ﺳﻴﺚ ﻛﺮﻛﺒﺮﺍﻳﺪ – ﻭﻗﺼﺘﻪ ﻣﻊ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﺪﺭﺍﻭﻳﺶ , ﻭﺍﺳﺘﻐﻼﻟﻪ ﺑﺎﻟﺘﺮﻭﻳﺞ ﻟﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪﻩ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﻭﺩﻋﺎﻳﺎﺕ _ ﻳﺪﺭﻙ ﻛﻴﻒ ﺗﺴﺘﻐﻞ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻮﻯ ) ﺭﺍﺟﻊ ﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﻦ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺩ . ﺃﺣﻤﺪ ﻋﻮﻳﺪﻱ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﻱ ( ﻭﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ " ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻤﻠﻜﺎﻭﻱ ."
ﺇﻥّ ﻛﺎﺭﺛﺔ ﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ ﻫﻲ ﺗﺄﺻﻴﻞ ﺍﻟﻤﺨﻄﻄﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻬﺪﻑ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ " ﺍﻟﻜﻴّﺲ ﺍﻟﻔَﻄِﻦ " ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺸﻌﻮﺑﻲ ﺍﻟﺘﺂﻣﺮﻱ ﻟﻮﺍﺿﻌﻴﻬﺎ ﻭﺇﻥ ﺧﻔﻲ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﻴﺎﺱ ﺍﻟﻘﻄﻦ , ﻓﻘﺒﻞ ﺃﻳﺎﻡ ﻛﻨﺖ ﺃﺗﺎﺑﻊ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﺤﺮﻛﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻮﺟﺪﺗﻬﺎ ﺗﺒﺚّ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻣﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ , ﻳﻘﺪﻣﻪ ﺭﺟﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ , ﻭﻳﺤﻤﻞ ﻟﻘﺐ ﺩﻛﺘﻮﺭ , ﻭﻫﻮ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺟﺎﻫﺪﺍ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ , ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﺛﺮ " ﻣَﻨَﻌْﺖِ ﺍﻟْﻌِﺮَﺍﻕُ ﺩِﺭْﻫَﻤَﻬَﺎ ﻭَﻗَﻔِﻴﺰَﻫَﺎ، ﻭَﻣَﻨَﻌَﺖِ ﺍﻟﺸَّﺎﻡُ ﻣُﺪْﻳَﻬَﺎ ﻭَﺩِﻳﻨَﺎﺭَﻫَﺎ، ﻭَﻣَﻨَﻌَﺖْ ﻣِﺼْﺮُ ﺇِﺭْﺩَﺑَّﻬَﺎ ﻭَﺩِﻳﻨَﺎﺭَﻫَﺎ، ﻭَﻋُﺪْﺗُﻢْ ﻣِﻦْ ﺣَﻴْﺚُ ﺑَﺪَﺃْﺗُﻢْ، ﻭَﻋُﺪْﺗُﻢْ ﻣِﻦْ ﺣَﻴْﺚُ ﺑَﺪَﺃْﺗُﻢْ، ﻭَﻋُﺪْﺗُﻢْ ﻣِﻦْ ﺣَﻴْﺚُ ﺑَﺪَﺃْﺗُﻢْ " ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺨﺬ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﺩﻟﻴﻼ ﻋﻠﻰ ﺃﻥّ ﻣﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﻫﻮ ﻗﺪﺭ ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺑﻪ ﺳﻠﻔﺎ , ﻓﻠﻴﺖ ﺷﻌﺮﻱ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻗﺪﺭﺍ ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﻧﺨﺘﺼﺮ ﺍﻟﺠﻬﺪ ﻭﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺎﺕ ﻭﻧﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺟﺰﻳﺮﺗﻨﺎ , ﻭﻧﺘﻴﻪ ﻓﻲ ﺻﺤﺮﺍﺋﻬﺎ ﻧﺼﻄﺎﺩ ﺍﻟﻀﺒﺎﺏ , ﻭﻧﻜﺶّ ﺍﻟﺬﺑﺎﺏ , ﺛﻢّ ﺃﻟﻢ ﻳﻨﺘﺒﻪ ﻓﻀﻴﻠﺘﻪ ﺑﺄﻥّ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻣﻨﻌﺖ ﻗﻔﻴﺰﻫﺎ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻤﻐﻮﻝ , ﻭﻣﻨﻌﺖ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺩﻳﻨﺎﺭﻫﺎ ﺃﻳﺎﻣﻬﻢ ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥّ ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ ﻟﻢ ﺗﻨﺘﻪ , ﻭﻣﺎﺗﺖ ﺍﻟﺸﻌﻮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺮﺑﺼﺔ ﺑﻐﻴﻈﻬﺎ , ﺛﻢّ ﺃﻻ ﻳﺘﺬﻛﺮ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻲ ﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﺸﺎﻡ , ﻭﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ , ﻟﻘﺪ ﻓﺎﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺿﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﺑﺄﻥّ ﺟﺰﻳﺮﺗﻨﺎ ﺗﻌﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺑﺤﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﻂ , ﻭﻟﻮ ﺃﺭﺩﻧﺎ ﺍﻻﻧﻜﻤﺎﺵ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺈﻥّ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻤﺘﻔﺮﻋﻨﺔ ﻟﻦ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﺑﺬﻟﻚ , ﻭﻟﻦ ﺗﺘﺮﻛﻨﺎ ﻭﺷﺄﻧﻨﺎ ..…… ﺛﻢّ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺨﺒﺮ ﺁﺧﺮ » ﺇﻥ ﻣﻦ ﺍﻗﺘﺮﺍﺏ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻫﻼﻙ ﺍﻟﻌﺮﺏ « ﻭﻫﻲ ﺃﻣﻨﻴﺔ ﺷﻌﻮﺑﻴﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ , ﺇﻻّ ﺃﻥ ﻓﻀﻴﻠﺘﻪ ﻳﺼﺮّ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﻘﺎﻃﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﻭﺗﺸﺮﻳﺪ ﻭﺩﻣﺎﺀ , ﻭﻳﺠﻬﻞ ﺃﻭ ﻳﺘﺠﺎﻫﻞ ﺃﻥّ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺑﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺜﻼﺛﻤﺎﺋﺔ ﻣﻠﻴﻮﻥ , ﻓﻤﻬﻤﺎ ﻗﺘﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻠﻦ ﻳﻔﻨﻮﺍ ﻭﻟﻦ ﺗﻔﻨﻰ ﻫﻮﻳﺘﻬﻢ ﻷﻥّ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮﻥ ﻟﻪ ﻳﺠﻌﻠﻬﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﻤﺴﻜّﺎ ﺑﻘﺮﺁﻧﻬﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﺜّﻞ ﺭﺳﺎﻟﺘﻬﻢ ﻭﻫﻮﻳﺘﻬﻢ .
ﺇﻥّ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺃﻧّﻪ ﻳﻤﺎﺭﺱ ﺃﺳﻮﺃ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺘﻀﻠﻴﻞ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ؛ ﻷﻧّﻪ ﺗﻀﻠﻴﻞ ﻳﻀﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺴﺘﺴﻠﻤﻮﻥ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﺭ ﺣﺼﻮﻝ ﻣﻌﺠﺰﺍﺕ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺍﻟﻤﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻤﻠﺆﻫﺎ ﻋﺪﻻ ﻛﻤﺎ ﻣﻠﺌﺖ ﺟﻮﺭﺍ ﻟﻤﺪﺓ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻴﻦ !! ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞّ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺫﻯ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﻮﺍﺭﺛﻪ ﺃﺟﻴﺎﻝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺷﺮﻭﺭ ﺍﻟﻔﺮﺍﻋﻨﺔ ﺛﻢّ ﻳﻜﺎﻓﺊ ﺟﻴﻞ ﻣﺎ ﺑﺴﺒﻊ ﺳﻨﻴﻦ ﻓﻘﻂ !!
ﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﺗﺴﺘﻐﺮﺏ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﺃﻥّ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﻠﻘﻮﻥ ﺗﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﻣﻦ ﻣﺮﺟﻌﻴﺎﺗﻬﻢ ﻟﻨﺸﺮ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ ﻟﻴﺴﺎﻫﻤﻮﺍ ﻓﻲ ﺗﻌﺠﻴﻞ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ , ﻓﺎﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ , ﻭﻳﺮﻯ ﺃﻥّ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﻦ ﺷﺮﻭﻁ ﻇﻬﻮﺭﻩ !!
ﻭﺧﺘﺎﻣﺎ ﺃﻗﺘﺒﺲ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻤﺎ ﻛﺘﺒﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺭﺷﻴﺪ ﺭﺿﺎ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺭ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮﻩ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ) ) ﻳَﺴْﺄَﻟُﻮﻧَﻚَ ﻋَﻦِ ﺍﻟﺴَّﺎﻋَﺔِ ﺃَﻳَّﺎﻥَ ﻣُﺮْﺳَﺎﻫَﺎ ﻗُﻞْ ﺇِﻧَّﻤَﺎ ﻋِﻠْﻤُﻬَﺎ ﻋِﻨْﺪَ ﺭَﺑِّﻲ ﻟَﺎ ﻳُﺠَﻠِّﻴﻬَﺎ ﻟِﻮَﻗْﺘِﻬَﺎ ﺇِﻟَّﺎ ﻫُﻮَ ﺛَﻘُﻠَﺖْ ﻓِﻲ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﻭَﺍﺕِ ﻭَﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻟَﺎ ﺗَﺄْﺗِﻴﻜُﻢْ ﺇِﻟَّﺎ ﺑَﻐْﺘَﺔً ﻳَﺴْﺄَﻟُﻮﻧَﻚَ ﻛَﺄَﻧَّﻚَ ﺣَﻔِﻲٌّ ﻋَﻨْﻬَﺎ ﻗُﻞْ ﺇِﻧَّﻤَﺎ ﻋِﻠْﻤُﻬَﺎ ﻋِﻨْﺪَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻭَﻟَﻜِﻦَّ ﺃَﻛْﺜَﺮَ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﻟَﺎ ﻳَﻌْﻠَﻤُﻮﻥَ ) 187 ( ( ( ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﺎ ﻧﺼّﻪ : ) ) ﻭَﺣَﻤَﻞَ ﺑَﻌْﺾُ ﺍﻟْﻤُﻔَﺴِّﺮِﻳﻦَ ﺍﻟْﺂﻳَﺎﺕِ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟْﻘِﻴَﺎﻣَﺔِ ﺍﻟﺼُّﻐْﺮَﻯ ﻟِﻜُﻞِّ ﻓَﺮْﺩٍ ﻭَﻫِﻲَ ﺳَﺎﻋَﺔُ ﻣَﻮْﺗِﻪِ ، ﻭَﺯَﺍﺩَ ﺑَﻌْﻀُﻬُﻢُ ﺍﻟْﻘِﻴَﺎﻣَﺔَ ﺍﻟْﻮُﺳْﻄَﻰ ، ﻭَﻫِﻲَ ﻫَﻠَﺎﻙُ ﺍﻟْﺠِﻴﻞِ ﺃَﻭِ ﺍﻟْﻘَﺮْﻥِ ، ﻭَﻓَﺴَّﺮُﻭﺍ ﺑِﻪِ ﺣَﺪِﻳﺚَ " ﺇِﺫَﺍ ﻭُﺳِّﺪَ ﺍﻟْﺄَﻣْﺮُ ﺇِﻟَﻰ ﻏَﻴْﺮِ ﺃَﻫْﻠِﻪِ ﻓَﺎﻧْﺘَﻈِﺮُﻭﺍ ﺍﻟﺴَّﺎﻋَﺔَ ﺭَﻭَﺍﻩُ ﺍﻟْﺒُﺨَﺎﺭِﻱُّ ﻣِﻦْ ﺣَﺪِﻳﺚِ ﺃَﺑِﻲ ﻫُﺮَﻳْﺮَﺓَ . ﻭَﻗَﺪْ ﻳُﺮَﺍﺩُ ﺑِﺎﻟﺴَّﺎﻋَﺔِ ﻫُﻨَﺎ ﺳَﺎﻋَﺔُ ﺯَﻭَﺍﻝِ ﺍﻟﺪَّﻭْﻟَﺔِ ; ﻟِﺄَﻥَّ ﻫَﺬَﺍ ﻣِﻦْ ﺷُﺌُﻮﻧِﻬَﺎ ( ( .
ﻓﺄﻳﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﺮﺍﻗﻲ ﺍﻟﻨﻬﻀﻮﻱ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﺸﺎﺋﻊ ﺍﻟﻤﺘﺮﺳﺦ ﻓﻲ ﺃﺫﻫﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻣّﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺻّﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺠﻠﺴﻮﻥ ﻳﺎﺋﺴﻴﻦ ﻣﻨﺘﻈﺮﻳﻦ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻟﺘﺨﻠﺼﻬﻢ ﻣﻦ ﺑﺆﺳﻬﻢ ﻭﺷﻘﺎﺋﻬﻢ ﻓﻠﻴﺖ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻄﻨﻄﻨﻮﻥ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﺍﻟﻌﺒﺮﺓ ﻣﻦ ﻗﺼّﺔ ﺍﻟﻀﺒﻊ ﻭﺍﻟﺜﻌﻠﺐ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺻﺮﺥ ﺍﻟﻀﺒﻊ ﻳﺎﺋﺴﺎ : ﻣﺘﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ؟؟ ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﺍﻟﺜﻌﻠﺐ : ﺃﻣّﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻓﺒﻌﻴﺪﺓ ﺃﻣّﺎ ﻗﻴﺎﻣﺘﻚ ﻓﺴﺘﻘﻮﻡ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺄﺗﻴﻚ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻌﺠﻞ !!
ﻟﻜﻞّ ﺫﻟﻚ ﻓﻼ ﻏﺮﺍﺑﺔ ﺇﻥ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﻓﻲ ﺗﺮﺍﺛﻨﺎ ﻓﻘﺮﺍ ﻧﺴﺒﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﻋﻠﻮﻣﻬﺎ , ﻭﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ , ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ , ﻭﻟﻴﺲ ﻏﺮﻳﺒﺎ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺍﻟﻰ ﻓﺸﻞ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ , ﻭﻟﻴﺲ ﻏﺮﻳﺒﺎ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻮّﻝ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻤﺎ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﻦ ﺃﻧﻔﺔ , ﻭﻋﻠﻮ ﻫﻤّﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻝ ﻛﺤﺎﻝ ﺍﻟﻨﻌﺎﺝ ﻣﻊ ﺍﻟﺬﺋﺎﺏ .
ﺍﻟﺨﻠﻞ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻛﻤﺎ ﻳﺤﻠﻮ ﻟﻠﻤﻀﺒﻮﻋﻴﻦ ﺑﺎﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺸﻌﻮﺑﻲ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ ﻭﻳﻌﻠﻠﻮﺍ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺨﻠﻞ ﻓﻲ ﻣﺪﺧﻼﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻮﻟﺘﻪ ﻣﻦ ﻋﻘﻞ ﻋﻤﻠﻲ ﻣﻔﻜّﺮ ﻟﻤّﺎﺡ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﺮﺩ ﻣﺴﺘﻮﺩﻉ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺕ , ﻭﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻀﻠﻴﻞ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ : ﺃﻛﻞ ﻛﺒﺪﻱ ﻋﻤﺮ , ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻜﻼﺏ ﺍﻷﺩﺏ ﻻ ﺑﻞ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﻗﺎﻝ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺑﻌﺪ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﻊ ﻗﻴﺼﺮ ﺍﻟﺮﻭﻡ " : ﻟَﻘَﺪْ ﺃَﻣِﺮَ ﺃَﻣْﺮُ ﺍﺑْﻦِ ﺃَﺑِﻲ ﻛَﺒْﺸَﺔَ، ﺇِﻧَّﻪُ ﻳَﺨَﺎﻓُﻪُ ﻣَﻠِﻚُ ﺑَﻨِﻲ ﺍﻷَﺻْﻔَﺮِ .