الله خلقنا ليرحمنا لا ليعذبنا فمن مصلحتنا أن نتواجد ولا نكون عدم لنحصل على رضوان الله وننال السعادة الأبدية ولو أننا خُيِرْنَا بين العدم والحياة لفضلنا الحياة لأننا سنتبع ما هو هناءٌ لنا فالله قد عرض الأمانة على الإنسان على أنه إن أحسن أثيب وإن ضيع عوقب وهو الذي قبلها مع أنه ظلوم جهول فقد قال تعالى "إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ (خِفْنَ) مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا" والله أنشأ لنا اختبار الدنيا فيه ما هو سعادة وتعاسة ويريدنا أن نلجأ له في كل حال فلولا التعاسة لما عرفنا شعور السعادة ولولا الأذى لما تعرفنا على طعم الراحة مع ذلك جعل رحمته تغلب وتسبق غضبه وما جعل الله الإنتقام والضر إلا على المعاندين خاصةً ومعظم البشر والغالبية هم قاصرين وليسوا مقصرين إن شاء الله وقد جاء في الحديث القدسي على لسان الرسول محمد ص "يا ابن آدم وعزتي ما خلقتك لأربح عليك إنما خلقتك لتربح علي فاتخذني بدلا من كل شيء فأنا خير لك من كل شيء".