رؤى الحجاز
فيصل حسن البكري
تحتفل الأمة الإسلامية هذا اليوم السابع عشر من هذا الشهر الفضيل بذكرى إنتصارهم في أولى معاركهم ضد الكفر والشرك والطغيان.
حيث وقعت أول غزوة في الإسلام "بدر الكبرى" بين المسلمين الذين أمنوا بالله ورسوله الكريم وبين المشركين من قريش.
فلم تكن لتقع تلك المعركة ولم يخطط لها من قبل المسلمين سوى لملاقاة "قافلة" قريش التجارية القادمة من بلاد الشام إلى مكة المكرمة التي كان جزء من أموال تلك القافلة ملك للمهاجرين الذين أغتصبت من قبل سادة قريش.
فقد كان عبورها من خلال صحراء "بدر" بقيادة أبي سفيان. الذي أرسل شخصآ من أتباعه إلى "مكة المكرمة" لإبلاغ سادة قريش طالبآ العون لإنقاذ أموالهم من أيدي المسلمين.
أستجابت من خلالها "قريش" للنداء وهبت بعددها وعتادها والذي يزيد عن ألف مقاتل ومئات من الفرسان المتدربين على فنون القتال.
لم يكن للمسلمين القوى القصوى في العدد والتسلح في تلك الموقعة سوى إيمانهم بالله وتصديقآ برسوله الكريم.
ولم يتجاوز عدد المقاتلين المسلمين أكثر من ثلاثمائة رجل وإثنان من الفرسان هما:
الزبير إبن العوام والمقداد إبن عمروـ
رضي الله عنهما.
وقد أستشار الرسول صاحبيه "الصديق والفاروق" فكان لهم الرأي والحكمة وبشرى الإنتصار على المشركين في معركتهم على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم.
وبدأت تلك المعركة العظيمة بقلوب مؤمنة راضية بالجهاد والشهادة نصرة لإعلاء كلمة الله ورسوله الكريم. فيما كان يسود المشركين الإضطراب والقلق. ودب الله في قلوبهم الخوف والرعب والهوان.
وبينما الحرب تحط أوزارها إذ سادة "قريش" تترنح رؤس أكابرها معلنة إنتهاء المعركة وهروب جيش المشركين وتقهقرهم بالذل بين القبائل.
حيث أنطلق المسلمون إلى "عريش" الرسول الكريم شاكرين الله على نصرهم الذي وعدهم به.
أربعة عشر شهيدآ من المسلمين وأكثر من "سبعون" قتيلآ من المشركين هي حصيلة تلك المعركة العظيمة.
لقد أصبحت "غزوة بدر" للمسلمين ودولتهم مهابة وكبرياء وشموخ ومصدرآ من مصادر الدخل المادي والمعنوي الذي كتبه الله لهم.
فتحسنت أحوالهم التي كانت دافعا لمزيد من الإنتصارات من أجل إعلاء كلمة الله.
لقد أستدرك الرسول الكريم تلك المعاني السامية التي أبتهج بها المسلمين في "بـدر" فأرسل الصحابي الجليل "عبدالله إبن رواحه" رضي الله عنه. إلى المدينة المنورة ليبشر أهلها بالإنتصار الذي حققه الله للمسلمين.
فلم يتوانى أهلها بالفرح والتكبير على ما منّ به الله على أمة رسوله الكريم بالإنتصار العظيم والله الموفق...