#قال_الفهلوي [1]

#الجهاد_العالمي

أولاً دعونا نعرف ما معنى كلمة فهلوي لغةً : هو الشخص الماهر والبارع ،و الشاطر ، القادر على التكيُّف السريع مع متغيّرات المجتمع ..

أما تعريف الفهلوي الذي سأذكره في سلسلة مقالاتي : فهو الشخص المتلون المتغير الذي يتقلب بين المناهج والأفكار و الذي يشبه الحرباء في تلونها حسب الظروف المحيطة بها ..

أبدأ مستعيناً بالله ..

#قال_الفهلوي * الذي كان يعتقد في يوم من الأيام أن الجهاد العالمي هو الوحيد القادر على زلزلة عروش الجاهلية المعاصرة* ، ( ان الجهاد الناجح في وقتنا المعاصر هو الجهاد القطري الذي يحقق مكاسبا من دون تكاليف كبيرة والذي لا يذعر الناس علينا ولا يعادي جميع أمم الكفر ، أما الجهاد العالمي فغير ناجح وغير مجدي وسوف يكون سبباً في اجتماع أمم الكفر علينا وتصنيفنا على قوائم الارهاب ومحاربتنا سياسيا واقتصاديا وعسكريا فيجب استغلال بعض الظروف السياسية وخداع الكفار واظهار الحركة الجهادية بمظهر ثوري وطني قطري يرضى عنه الغرب ولو جزئيا )

قلت : يا صديقي الفهلوي أشعرتني للوهلة الأولى وأنا أقرأ كلامك أن النظام الدولي هو طفل رضيع لا يوجد عنده استخبارات وأجهزة أمن ومؤسسات فكرية واستراتيجية ولا يوجد عنده وسائل متطورة تمكنه من معرفة دقائق الأمور التي تحصل في الأوساط الجهادية ..

ياصاحبي هل تعي ماتقول !! أم أنك تتخيل نفسك إلى الآن تعيش في زمن الحمام الزاجل ...

ياصديقي الفهلوي لقد استقرأت كتاب الله والسنة النبوية ثم نظرت مليا في التاريخ فلم أجد دليلا واحداً ومستنداً شرعيا أو واقعيا لما تقول ..

ففي القرآن تعلمت أن الإسلام دين لا يعرف حدوداً أو سدود فدعوته دعوة عالمية ، قال تعالى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) فأمة الإسلام أمة دعوتها عالمية لكل الناس وعندما كلف ربنا سبحانه نبينا بالرسالة قال له ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) وعندما أمر الله عباده بالقتال قال لهم ( واقتلوهم حيث ثقفتموهم ) وقال ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله ) وقال ( وقاتلوا المشركين كافة ) وعندما نظرة إلى السنة النبوية وجدت أن رسول الله الذي هو قدوة كل مسلم أعلن من اللحظة الأولى لدعوته المفاصلة مع الكفار وأعلن براءته منهم ومن معبوداتهم فقال ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)

وتعجبت لما سمعت في سيرته أنه عندما كان محاصرا مع من تبقى من المسلمين في المدينة وقد اجتمعت عليهم كل قوى الكفر والاجرام قال لأصحابه ( الله أكبر فتحت لي قصور الشام )

أما من التاريخ فإني ما رأيت أفشل من تجارب الإخوان المفلسين القطرية الوطنية المصبوغة بالديمقراطية ورأيت كم جلبت على أمتنا من المصائب والويلات وما تجربة مصر عنا ببعيد وهذا مصير من يحيد عن الوسيلة الشرعية التي دلنا عليها الله والتي جعلها الطريق الوحيد للنصر وهي الجهاد في سبيل الله، قال تعالى ( كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون )

ولقد نظرت إلى مسيرة تنظيم القاعدة وحركة طالبان فرأيت فتحا عظيما ونفعا كبيرا قد جره هذا الجهاد المبارك على الأمة الإسلامية ويكفيه فخرا أنه اتبع السبيل والطريق الذي دله عليه ربه سبحانه ولم يسلك السبل الملتوية والمعوجة وأنه الوحيد الذي أبكى طغاة وجبابرة العالم وأشغل مخابرات الكفر وجنود الشيطان وكان سببا في دمار اقتصاد هبل العصر أمريكا واستنزفها بشريا واقتصاديا وعسكريا ورسم معالم الولاء والبراء وأعاد فهم السلف للنصوص فهما سنيا سلفيا متينا لا يدخله تأويل ولا تدليس ولا مراوغة والتفاف ولا ليٌّ لأعناق النصوص وشرعنة الواقع وشرعنة التصرفات والبدع المنهجية والسلوكية التي أحدثها المتلونون الفهلويون أمثالك يا صديقي الفهلوي ثم أقول لك يا صديقي العزيز أرى كثيرا من الجماعات التي نزعت جميع ملابسها وخلعت مبادئها وتخلت عن ثوابتها وتماشت مع رغبات دول الكفر والنظام العالمي لا تزال مصنفة على قوائم الارهاب وغير مرضي عنها بل من دخل منها المنظومة الكفرية قد مسحوا به أوساخهم ورموه في المزابل وتخلوا عنه وما النهضة التونسية عنا ببعيد وما إخوان مصر عنا ببعيد وما أردوغان العلماني عنا ببعيد ..

صديقي الفهلوي لا تنصت لأساتذتك الفهلويين الذين سيقولون لك عقب قراءتك للمقال ( هذا الرجل متنطع ومن أنصاف الغلاة وهذا متشدد أو لا يفقه في السياسة وفي فن الكذب والكياسة فهذا دأب المفلسين شخصنة الخلاف والاستهزاء بالخصم والسخرية منه) قال تعالى : ( واذا رأوا آية يستسخرون )

ثم انظر الى سياسة الجماعات المنتكسة هل عدم شرعيوها خيوطا يرقعون بها الخروق ويشرعنون انتكاسات جماعتهم ؟؟!!

وبعدها صلِ ركعتين وأطل السجود وادع ربك أن يهديك الصراط المستقيم..

#الشوكاني 🍃