هو فيصل بن عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ، ملك المملكة العربية السعودية في الفترة الممتدة من عام 1964 وحتى عام 1975 ، هو من قال وردّد دائماً لا لإسرائيل في منطقتنا ، فكانت سياسته تقوم على عدد من الثوابت وهي حماية وإستقلال هوية البلد ، ويُحسب له نشاطه الذي قام به وأقنع اكثر من 42 دولة من قطع العلاقات بإسرائيل ..
في إحدى لقاءات الرئيس الفرنسي شارل ديغول في محاولة منه لتخفيق عداء الملك لإسرائيل قال ديغول .. "عليكم أنت تقبلوا بالأمر الواقع فإسرائيل لم تعد دولة مزعومة كما يزعم العرب بل هي دولة قائمة في المجتمع الدولي" ، وعلى الفور جاء الرد صاعقاً من الملك " إذا كنت تطلب منّا يا فخامة الرئيس أن نرضخ للأمر الواقع فلماذا لم ترضخ فرنسا لإحتلال ألمانيا ، لماذا شكلت حكومة المنفى وكافحت لإسترجاع وطنك" !!
وبعدها كان ديغول يردد دائما " الفضل للملك فيصل الذي أفهمني حقيقة قضية فلسطين "
كيسنجر وزير خارجية اميركا السابق كتب في مذكراته أنه عندما إلتقى الملك فيصل في جدّة عام 1973 في محاولة لإثنائة عن وقف ضح البترول ، رآه متجهماً فأراد ان يستفتح الحديث معه بمداعبة فقال له " إن طائرتي تقف هامدة في المطار بسبب نفاذ الوقود ، فهل تأمرون جلالتكم بتموينها ، وإني مستعد للدفع بالأسعار الحرّة ؟؟ ، ويكمل كيسنجر قائلاً لم يبتسم الملك بل رفع رأسه نحوي ، وقال " وأنا رجل طاعن في السن وأمنيتي أن أصلي ركعتين في المسجد الأقصى قبل أن أموت ، فهل تساعدني على تحقيق هذه الأمنية ؟؟
ما هذه الجرأة التي تمتلكها لتخاطب رئيس الولايات المتحدة بهذه الطريقة !! "حضرة رئيس الولايات المتحدة الأميركية ، هل ترى هذه الاشجار ؟ لقد عاش آبائي وأجدادي مئات السنين على ثمارها ، ونحن مستعدون أن نعود للخيام ونعيش مثلكم ، ونستغني عن البترول ، إذا إستمّر الأقوياء وأنتم في طليعتهم في مساعدة عدونا علينا "
إن الملك فيصل هو بطل معركة العبور ، هو من سيبقى دائماً في واجهة تاريخنا العربي المشرّف ، هو من كان دائماً يردد القدس القدس القدس وفلسطين ، لقد كان يعلم رحمه الله خطورة هذا الكيان الغاصب .. حاربهم بسلاح فتّاك اوقف عنهم النفط فعلموا خطورة ما يفعل قتلوك سيدي الملك ولكن لم يعلموا بأنهم وضعوك في تاريخنا المشرّف ، حاربتهم بسلاحنا واليوم هم يحاربوننا بسلاحنا كم هي صعبة تلك المعادلة كم هو قاصٍ هذا الزمان الذي نعيشه ..
سيدي الملك تحية لروحك الطاهرة ولكن نحن حقّاُ بحاجة إليك ، بحاجة لإصرارك بحاجة لوفائك فعلّمنا ولو من تحت التراب كيف يُصنع الوفاء والعزّة ، علّمنا فن الإنتصار .. هم خافوك فقتلوك ونحن نريدك ان تعود إلينا ...
-
محمود فهد | Mahmoud Fahdفلسطيني، أعشق فلسطين، أكتب عنها وأؤمن بمقولة وطن"يعيش فينا ولا نعيش فيه"، مشرّد لاجئ في دول العالم، حلمي فلسطين، وطني فلسطين